9 أبريل، 2024 11:10 ص
Search
Close this search box.

السياحة في “فينيسيا” .. تؤرق المواطنين وتطيح بالفقراء !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

أجرت صحيفة (الغارديان) البريطانية تحقيقًا موسعًا حول أزمة ارتفاع الإيجار، وارتفاع تكاليف المعيشة وأثرها على المواطنين الفينيسيين.

“سيمونيتا بوني”، 52 سنة، ولدت وترعرعت في “البندقية”. وفي آيار/مايو 2016، فقدت هي وعائلتها منزلهما؛ لأن المالك رفع فجأة الإيجار من 800 يورو شهريًا إلى 1500 يورو.

وتقول: “ذهبت إلى الخدمات الاجتماعية، لكنهم لم يساعدوني، فقد قالوا إن هناك العديد من الحالات مثل حالتك.. لهذا السبب قررت أن أشغل منزلاً فارغًا”.

وقد اضطر العديد من سكان “البندقية” للخروج من منازلهم بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، التي إرتبطت بسياحة جماعية. قبل عشر سنوات كان هناك 60.000 من السكان في المركز التاريخي، الآن أصبحوا 53 ألف فقط.

واحدة من المشاكل الرئيسة التي تواجه المواطنين الفينيسيين، أن أصحاب العقارات يأجرون شققهم للسياح عبر “Airbnb” أو تحويلهم إلى النُزل. في كل عام يزور مدينة “البندقية” 20 مليون سائح، ويفقد حوالي 1000 ساكن. فهؤلاء يقومون برفع الإيجار بشكل كبير على المواطنين لإجباره على ترك السكن لتأجيره للسياح والحصول من وراءه على أموال طائلة.

وبدلاً من الإنضمام إلى النزوح الجماعي، قررت “بوني” البقاء في “البندقية”.

الأزمة وجهود “ASC“..

لفتت (الغارديان) إلى “Assemblea Sociale per la Casa”، (ASC)، أو “الجمعية الاجتماعية لمجلس النواب”، وهي حركة شعبية تقاتل من أجل بقاء السكان في المدينة. وبمساعدتها، حصلت “بوني”، هي وعائلتها، على شقة فارغة في “كاناريغيو”، أحد أحياء الطبقة العاملة في “البندقية”.

منذ عام 2012، ساعدت (ASC) الأسر المعرضة للتهديد بفقدان منازلها عن طريق مساعدتهم في احتلال المنازل المهجورة.

يقول “نيقولا أوساردي”، وهو بائع محلي شارك في تأسيس شركة (ASC)، أن المظاهرات الأولى جذبت عددًا كبيرًا من الأشخاص الذين كانوا في السابق غير سياسيين. علامة على أن السكن مشكلة خطيرة في البندقية.

وفي الشهر الماضي، نجحت شركة (ASC) في منع إجلاء امرأة من منزلها الذي يبلغ 50 عامًا.

يقول “أوساردي”: “أراد المالك طردها من أجل إقامة مبيت وإفطار، على الرغم من أنه يمتلك بالفعل اثنين في نفس المبنى.. فتحولت العلاقة بين السكان والملاك الذين يفضلون إستئجار منازلهم للسياح لعلاقة عدائية”.

وأضاف: “ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻓﻘدوا ﻣﻧﺎزﻟﮭم، ﯾﻘوم ﻧﺷطﺎء (ASC) ﺑﺈﺻﻼح اﻟﻣﻧﺎزل اﻟﻣﮭﺟورة في غضون ست سنوات، لإستيعاب أكثر من 70 عقار، جميعها في كانارغو وغيوديكا، وهو حي آخر للطبقة العاملة، والمدن الآن تستضيف نحو 150 شخصًا، بما في ذلك العائلات، والعُزاب والأزواج الشباب”.

أعرب “أوساردي” عن إمتنانه وفخره بما تفعله (ASC)، الذي يعتبر أحد المساهمين فيها، قائلاً: “نحن لا نسرق المنزل من أي شخص – لقد اخترنا شققًا تم التخلي عنها لسنوات؛ وهي مليئة بالفطريات والجرذان، قمنا بإعادة ترميمها للأشخاص الذين لم يجدوا مأوى لهم”.

ويقول “غيوليو غريللو”، المهندس المعماري الذي كان يشغل منزلاً شاغرًا في “غيوديكا”، أن العديد من المنازل بحاجة إلى العمل قبل أن تصبح صالحة للسكن، لأنها مهجورة وأغلقت لسنوات عديدة.

وأضاف: “لقد أبرمنا اتفاقأ مع شركة “Re-Biennale”، وهي جمعية تستخدم المواد المهملة لإصلاحها لترميم المنازل”.

ويقول أحد المواطنين، “دافيد دي بولو”، وهو مسرحي يبلغ من العمر 38 عامًا يعمل في صناعة الأفلام، يقطن في شقة في حي “غيوديكا”، بعد طرده من منزله لـ (الغارديان): “أجني 12000 يورو سنويًا، فكيف أستطيع تحمل تكلفة إيجار 800 يورو؛ أو 900 يورو شهريًا وإطعام ابنتي ؟”.

ارتفاع مؤشر السياحة في فينيسيا يؤرق المواطنين..

مؤشر ارتفاع السياحة هو مكسب كبير تسعى إليه الدول كافة، لأثر النشاط السياحي في النمو الاقتصادي للبلاد، لكن في “فينيسيا” ارتفاع السياحة يشكل تهديدًا كبيرًا بالنسبة لمواطنيها، فبدلاً من أن يستفيدوا من السياحة نجحوا في تحويلها إلى نكبة تسببت في هجر المواطنين من منازلهم. بسبب جشع ملاك العقارات.

ما يميز “مدينة البندقية” هو أن واضعي اليد هم أعضاء من الطبقة الوسطى الفقيرة. لم يكن باستطاعتهم أبدًا شراء منزل – والآن بعد أن تسببت السياحة في ارتفاع أسعار الإيجار، لم يكن باستطاعتهم أن يستأجروا فيها.

في هذا السياق؛ يقول “شاؤول باسي”، أستاذ الأدب الإنكليزي في “جامعة كافوسكاري” في “البندقية”: “إن النسيج الاجتماعي للمدينة ينهار تحت وطأة السياحة الجماعية”.

هذا العام عرفت “فينيسيا” بأنها “عاصمة عالمية للسياحة الجماعية”، في تقرير من “Airbnb”، متجاوزة “برشلونة” و”بانكوك” و”أمستردام”.

وأضاف: “بات من الصعب على الشباب الفينيسيين في البندقية العثور على منزل بسبب ارتفاع الأسعار، فيجد الشاب نفسه يدفع 1000 يورو لإيجار شقة صغيرة، وإذا عزم الإنتقال إلى خارج المدينة، يمكن أن يدفع نصف هذا المبلغ، ويمكن لمالك المنزل أن يكسب ضعف ذلك إذا قرر إستئجار منزله للسياح”.

حاولت السلطات تخفيف حدة تأثير السياح على المدينة، وتركيب بوابات متنقلة لإغلاق بعض الشوارع في أوقات الذروة وتحويلها إلى مناطق أقل ترددًا. لكنها فشلت. ووفقًا لأحدث الأبحاث التي أجراها “يان فان دي بيرغ” و”باولو كوستا”، أساتذة جامعة “Ca ‘Foscari”، يجب أن تنخفض السياحة في “البندقية” من 77 ألف إلى 55 ألف زائر.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب