17 أبريل، 2024 2:03 ص
Search
Close this search box.

السياحة البيئية في العراق .. نشاط مستدام يوفر فرص عمل وأرباح .. إين الحكومة منه ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

بعد مرور 30 عامًا على التدمير الذي ألحقه نظام الرئيس الأسبق، “صدام حسين”، بـ”أهوار العراق”، لدوافع سياسية، لا تزال هذه المناطق ذات الطبيعة الخلابة تجذب الآلاف من السياح المهوسين بركوب القوارب والتنزه وسط الماء والخضرة، وبذلك عادت “أهوار العراق” تعرف رائحة حفلات الشواء وأصوات الغناء والضحكات؛ بينما تنقل القوارب مجموعات من السائحين الراغبين في قضاء وقت ممتع في الطبيعة، بحسب صحيفة (إيه. بي. سي) الإسبانية.

طبيعة ساحرة..

قال أحد السائحين، “حبيب الغوراني”، للصحيفة: “لم أتوقع وجود مثل هذا المكان الرائع ومثل هذه المياه في العراق”، إذ تشغل الصحراء نصف المساحة الإجمالية للأراضي العراقية، وأضاف “غوراني”، الذي ينحدر من أصول عراقية، لكنه يعيش منذ عدة عقود في “الولايات المتحدة”: “يعتقد كثير من الناس أن العراق عبارة عن عنف وإرهاب فقط، لكن الحقيقة أن به الكثير من المناطق الطبيعية الرائعة”، كذلك يوجد به 5 مواقع أدرجتها منظمة “يونيسكو” في قائمة التراث الثقافي العالمي.

وتُعتبر الـ”أهوار”، الموجودة جنوبي “العراق”، بين نهري “دجلة” و”الفرات”، واحدة من مناطق الدلتا الداخلية الأكبر في العالم، ونظرًا لتنوعها البيولوجي وثراءها التاريخي الذي يعود لحقب قديمة للغاية تعتبرها الـ”يونيسكو”، منذ عام 2016، جزءًا من التراث الثقافي العالمي، وللوهلة الأولى يعتقد من ينظر إليها أن شيئًا لم يتغير بهذه المنطقة المغطاة بالمياه والنباتات متعددة الأنواع على مدار 500 عامًا مضت، بينما يشار إليها باعتبارها “جنة عدن” المذكورة في “الإنجيل”.

منابع المياه أساس الحياة..

أوضح “مهدي المعالي”، لوكالة الأنباء الفرنسية، أنه: “منذ عهد أجدادنا في الإمبراطورية الأكادية والسومرية، أعتمدت الحياة في المناطق الرطبة على منابع المياه ونبات (الأسل)، الذي يتغذى عليه حيوان الجاموس”.

وكان “المعالي”، (35 عامًا)، شاهدًا على تجريفها وتجفيفها عمدًا بأوامر من الرئيس الراحل، “صدام حسين”، خلال أوائل التسعينيات من القرن الماضي، من أجل إخراج المتمردين الشيعة منها، ونتيجة لذلك تراجعت أعداد السكان في هذه المناطق من 250 ألف نسمة، قبل التجريف، إلى 30 ألفًا فقط بعدها.

واعتبرت منظمة “الأمم المتحدة”، هذه العملية، واحدة من أسوأ الجرائم التي نُفذت ضد الطبيعة في التاريخ، وحُكم على أحد القيادات العليا في نظام “صدام” بعقوبة الإعدام، عام 2010، لتورطه في هذه الجريمة.

لكن هذا العام؛ بفضل الأمطار الغزيرة التي سقطت، إمتلأت الـ”أهوار” بنسبة تزيد عن 80%، بحسب “الأمم المتحدة”، ما سمح للسكان بالحصول على مصدرًا للمعيشة من قوارب التجديف وتربية حيوان الجاموس والاستفادة من ألبانه وشحومه.

أعداد السياح في زيادة..

كشف “أسعد قرغولي”، من غرفة السياحة بمحافظة “ذي قار”؛ أنه منذ عام 2016، ارتفعت أعداد السياح الذين قصدوا “أهوار العراق” من 10 آلاف شخص، إلى 18 ألفًا كل عام.

وأوضح “معالي” أن “السياحة البيئية” أنقذت الـ”أهوار”، إذ بأت يأتي إليها زوار من كل المحافظات العراقية ومن الخارج، “إنهم يأتون من أجل رؤية الطيور المهاجرة وثعالب الماء والسلاحف”.

المنطقة تستحق نظرة من الحكومة..

تواجه منطقة الـ”أهوار” معضلة كبيرة بسبب غياب البنية التحتية الأساسية، وأضاف “قرغولي”؛ أنه: “لا توجد بها مؤسسات سياحية ولا فنادق، لأن ميزانية الدولة ركزت خلال السنوات الأخيرة على جهود الحرب” ضد تنظيم (داعش) الإرهابي.

وحاليًا يمكنك الحصول على نزهة بالقارب مقابل 20 دولارًا فقط، كما يقدم السكان وجبة غداء نموذجية، ويوفرون للزوار صالة استقبال تراثية، ومنذ أعلنت الحكومة نجاح القوات المسلحة في دحر الجهاديين، أواخر عام 2017، ينتظرون أن تدرج السلطات المنطقة في ميزانيتها من أجل مشروعات البنية التحتية في المنطقة.

وصرح مدير منظمة “طبيعة العراق”، “جاسم الأسعدي”، بأن السياحة البيئية توفر فرص عمل وتحقق أرباح “إنه نشاط مستدام أكثر من الصناعات النفطية”، ويشكل “النفط” و”الغاز” حوالي 90% من موارد الدولة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب