دعا السفير الأميركي في العراق جيمس جفري الساسة العراقيين الى العودة عن حافة الهاوية عندما تكون هناك خلافات سياسية، فيما حذر محللون من تداعيات الأزمة السياسية الحالية بين رئيس الوزراء نوري المالكي وخصومه السياسيين حيث شرارة صغيرة يمكن أن تدفع بالأمور إلى نقطة اللاعودة. وقال السفير الأمريكي في العراق، في تقرير نشرته صحيفة “يو اس أي تودي” الأميركية إن التحقيق في المزاعم ضد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي يبدو أنه يأخذ مجراها القانوني إلى حد ما على الرغم من الادعاءات بأن رئيس الوزراء نوري المالكي يتابع عملية ثأر سياسي ضد خصومه.
وقال السفير جيمس جفري “هناك جهد جدي من قبل القضاء العراقي في ان يكون التحقيق حرا ونزيها وعادلا”. وأضاف “يبدو انه يجري اتخاذ الكثير من العناية في هذه المرحلة للحفاظ على استقلال القضاء وإجراء تحقيق واسع جدا وضاف: “لا صلة لذلك بآرائي الشخصية او وجهات نظر أي شخص بصدد ما إذا كانت الاتهامات صحيحة أم لا ، أو ما إذا كانت الأدلة بصددها جيدة”.
وتزايدت التوترات السياسية والطائفية منذ رحيل القوات الأمريكية عن العراق الشهر الماضي. واندلعت الأزمة الأخيرة الشهر الماضي عندما وجهت الحكومة لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي اتهامات بقيام حرسه بعمليات اغتيال سياسي. واتهم الهاشمي وغيره من السياسيين السنة المالكي بمحاولات تعزيز قبضة سلطته وتحويل قوات الأمن إلى جيش خاص به فقط.
وقال علي حاتم السليمان، أحد أبرز زعماء القبائل السنية، وذلك قبل لائحة الاتهام ان السنة والشيعة “على وشك الانخراط في حرب انتقامية” “، فيما قال السفير جيفري ان “الزعماء العراقيين يعملون على حل التوترات السياسية، وترك مهمة التحقيق في المزاعم الجنائية ضد الهاشمي في يد النظام القضائي في العراق”. واضاف السفير الاميركي “اننا نرى أنفسنا طرفا خارجيا يمكن أن يقدم المشورة، ويتحدث مع مختلف الأطراف، ويمكن على الأقل ان يحث الجميع على العودة عن حافة الهاوية عندما تكون هناك خلافات سياسية”.
وكان نائب الرئيس جو بايدن قد دعا الشهر الماضي المالكي لعقد اجتماع مع القادة السياسيين في محاولة لتخفيف حدة التوترات السياسية.
ويقول محللون إن الولايات المتحدة قد فقدت الكثير من قدرتها على التأثير على الأحداث في العراق منذ انسحاب القوات الأمريكية من البلاد. وقال رمزي مارديني، المحلل في معهد دراسة الحرب إن “ما نراه الآن هو حقبة جديدة في السياسة ما بعد صدام، وفيها ينهض استقرار العراق على أساس ضعيف حقا.” وأضاف أن “المالكي ذهب بعيدا في حملته ضد الخصوم السياسيين، وخياره الوحيد هو الاستمرار.”
ويشعر محللون بالقلق من أن حادثة صغيرة يمكن أن تشعل فتيل العنف. وقال مارديني. “نحن في مرحلة حساسة، حيث شرارة واحدة يمكن أن تدفع بالأمور إلى نقطة اللاعودة”.
عن صحيفة “يو .اس أي تودي”. ترجمة واعداد كتابات.