20 أبريل، 2024 1:25 م
Search
Close this search box.

السعودية و”صفقة القرن” .. هل تعطي الرياض الضوء الأخضر لتنفيذها ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

تغير الموقف السعودي من “صفقة القرن”، وأعلن وزير سعودي بارز أن الصفقة تتضمن جوانب إيجابية يمكن اعتبارها أساسًا للتفاوض بين “إسرائيل” والفلسطينيين. ولقد غضب الفلسطينيون من ذلك الموقف، مُعربين عن خشيتهم من أن تحذو دول عربية أخرى حذو “السعودية”.

ويرى الفلسطينيون أن موقف “الرياض” يعطي الضوء الأخضر لـ”إسرائيل” كي تنفذ الخطة الأميركية على أرض الواقع. بحسب المحلل الإسرائيلي، “يوني بن مناحم”.

واشنطن تُقنع العرب !

يقول “بن مناحم” إن الإدارة الأميركية تسعى من وراء الكواليس؛ لإقناع الدول العربية المعتدلة بدعم “صفقة القرن”، التي طرحها الرئيس، “دونالد ترامب”، لتكون قاعدة للتفاوض بين “إسرائيل” والفلسطينيين؛ ويبدو أن الإدارة الأميركية حققت نجاحًا بالفعل في هذا الشأن.

وكانت “الولايات المتحدة” قد أوضحت، خلال الجلسة التي عقدها “مجلس الأمن الدولي”، في الحادي عشر من شباط/فبراير الجاري، أن خطة السلام الأميركية بمثابة قاعدة للتفاوض؛ إذ قالت المبعوثة الأميركية لدى “الأمم المتحدة”؛ إن خطة “ترامب” هي مجرد اقتراح يمكن تعديله أثناء التفاوض.

“الجبير” يُغضب الفلسطينيين..

كان وزير الشؤون الخارجية السعودي، “عادلة الجبير”؛ المقرب من القصر الملكي ومن ولي العهد، الأمير “محمد بن سلمان”؛ قد أعلن خلال مؤتمر صحافي عقده في الثالث عشر من شباط/فبراير الجاري، أثناء زيارته “رومانيا”؛ أن “صفقة القرن” بها جوانب إيجابية يمكن اعتبارها قاعدة للتفاوض بين الفلسطينيين و”إسرائيل”.

أشار “بن مناحم” إلى أن كلام “الجبير” أغضب الفلسطينيين، لا سيما أنه صُدر بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب في “القاهرة” واجتماع “منظمة التعاون الإسلامي” في “جدة”؛ وكلا الاجتماعين أكدا دعم الموقف الفلسطيني والرفض التام لـ”صفقة القرن”.

وكانت “وزارة الخارجية” السعودية قد نشرت بيانًا، في التاسع والعشرين من كانون ثان/يناير الماضي، دعت فيه إلى إجراء مفاوضات مباشرة بين “إسرائيل” والفلسطينيين وثمَّنت الجهود التي بذلها الرئيس الأميركي في صياغة خطة “صفقة القرن”؛ مؤكدة أن “السعودية” تُشجع إجراء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين و”إسرائيل”، برعاية أميركية لحل كل الخلافات المتعلقة بخطة “ترامب”.

الرياض لها أولويات أخرى..

بحسب المحلل الإسرائيلي؛ فإن بيان “الخارجية السعودية” يُثبت أن قرارات “الجامعة العربية” ليست ذات قيمة بالنسبة للزعماء العرب الذين تتأرجح مواقفهم وفق مصالحهم المتباينة.

فـ”السعودية”، التي تُعَدُّ زعيمة العالم السُّنِّي، في حاجة للمساندة من جانب “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” لمواجهة الخطر الإيراني؛ وهذا ما يتصدر أولوية الأجندة السياسية لـ”الرياض”.

يرى المحلل الإسرائيلي أن الفلسطينيين ساخطون على موقف “الرياض”؛ معتبرين أن ذلك الموقف قد كشفت عن الوجه الحقيقي لـ”المملكة السعودية”. ويزعم الفلسطينيون أن تصريح “الجبير” يُعطي الضوء الأخضر لـ”إسرائيل” كي تُشرع في تنفيذ الخطة الأميركية على أرض الواقع.

السعودية تُمهد الطريق للتطبيع !

جاء تصريح “الجبير”؛ بعد أن تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي خبرًا حول لقاء محتمل بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، وولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، قُبيل الانتخابات الإسرائيلية.

ولقد نفت “السعودية”، رسميًا، ذلك الخبر؛ لكن الفلسطينيين لا يصدقون “الرياض”؛ خاصة بعد قرار وزير الداخلية الإسرائيلي، “آرييه درعي”، في السادس والعشرين من كانون ثان/يناير الفائت؛ والذي يسمح للإسرائيليين بزيارة “السعودية”.

ويغضب الفلسطينيون من الأجواء التي تخلقها “السعودية” باعتبارها تُمهد الطريق للتطبيع العلني مع “إسرائيل”، وذلك خلافًا لقرارات “الجامعة العربية”.

ويخشى الفلسطينيون من أن تحذو “الإمارات وعُمان والبحرين” حذو “المملكة السعودية”؛ خاصة أن تلك الدول الثلاث أرسلت مبعوثين لـ”البيت الأبيض” لحضور مراسم الإعلان عن “صفقة القرن”.

رفض فلسطيني..

كان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، “صائب عريقات”، قد رفض تصريحات، “الجبير”، وقال إن هناك موقفًا عربيًا وإسلاميًا واضحًا يرفض الخطة الأميركية ويتصدى لها؛ مضيفًا أن الفلسطينيون يرفضون تصريحات أي مسؤول يدعو لدعم “صفقة القرن” أو يُثني على أي فقرة فيها.

فيما قال مسؤول حركة حماس، “وصفي قبها”، في الرابع عشر من شباط/فبراير الجاري؛ إن “السعودية” تحاول ترك الباب مفتوحًا للتطبيع مع “إسرائيل”؛ وأن الأمر لا يتعلق بمجرد تصريح عفوي.

حملة ضد “الإخوان”..

يرى “بن مناحم”؛ أن هناك سببًا آخر لغضب الفلسطينيين من “الرياض”؛ وهو ما نشرته صحيفة (عكاظ) السعودية، في الرابع عشر من شباط/فبراير الجاري، ضد الزعيم الفلسطيني، الحاج “أمين الحسيني”، مفتي القدس ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى.

حيث اتهمت الصحيفة – المقربة من القصر الملكي – المفتي الفلسطيني بأنه لعب دورًا كبيرًا في تعزيز العلاقات بين مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، “حسن البنا”، وزعيم ألمانيا النازية، “أدولف هتلر”. إذ قام “الحسيني”، ومؤسس “جماعة الإخوان”؛ بإرسال جنود من بين الفقراء المصريين للإنضمام لجيش “الإخوان” – الذي عمل تحت قيادة الجيش الألماني النازي – للهيمنة على زمام الحكم في “مصر”.

ختامًا يقول المحلل الإسرائيلي: “إلى جانب تغيير موقفها من صفقة القرن؛ تواصل السعودية حملتها ضد جماعة الإخوان المسلمين وضد حركة حماس التابعة لها؛ حيث تعتبرهما الرياض تنظيمين إرهابيين يتآمران على نظام الحكم في المملكة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب