أطلقت السعودية سراح الناشطة الحقوقية لجين الهذلول بعد أن قضت 1001 يوم في السجن بعد الحكم عليها في وقت سابق بالسجن لمدة 5 سنوات، وبعد أن رفضت محكمة سعودية التحقيق في تعرضها للتعذيب . إطلاق سراح لجين الهذلول قبل أن تقضي مدة محكوميتها يشير لرضوخ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للضغوط الأمريكية في السجل الحقوقي وبعد أن وصف الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن السعودية بأنها ” دولة منبوذة ” بسبب ملفها الحقوقي، وهو الوصف الذي اعتدنا على سماع الأمريكيين يطلقونه على إيران أو كوريا الشمالية أو حتى العراق إبان فترة حكم صدام أو ليبيا تحت حكم القذافي، ولكن لم نعتد على سماع رئيس أمريكي يطلق مثل هذا الوصف على السعودية التي كانت دوما حليفة خاضعة للولايات المتحدة.
والهذلول تبلغ من العمر 31 عاما ، كان لها دور فعال في الحركة للسماح للمرأة بالقيادة في المملكة. إلا أن المفارقة أنه تم اعتقالها في عام 2018 ، بعد أسابيع فقط من رفع الحظر الذي كان مفروضا على قيادة النساء للسيارات في السعودية وصدر ضدها حكما بالسجن لمدة 5 سنوات بعد أن أدانتها محكمة سعودية بالسعي لتغيير النظام السياسي والإضرار بالأمن القومي للمملكة التي لم تعرف من قبل صوتا مخالفا لنظام حكمها أو لعلماء الدين وشيوخ القبائل الذين يساندون هذا النظام.
لكن مع ذلك فلا يزال أمام محمد بن سلمان مشكلة صعبة الحل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن تتصل بقضية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي كان يحمل إقامة سارية في الولايات المتحدة وقت تواجده في سفارة السعودية بتركيا، واختفاء جثته بعد دلائل أنها تعرضت للتقطيع بمنشار طبي .
الممثل والحقوقي الأمريكي بريان فوجل وضع من خلاله فيلمه عن حادث مقتل بن سلمان كل من بن سلمان وجو بايدن في مواجهة لن تسفر في الغالب عن حل قانوني وسوف تنتظر حلال سياسيا بتنازل جديد من جانب بن سلمان، فقد صور فيلم بريان فوجل مشهدا افتراضيا بناه على معلومات مستقاة من أجهزة أمريكية لسعوديين ينقلون جثة خاشقجي بعد قتله لغرفة الاجتماعات حيث تم تقطيع الجثة بمنشار كهربائي وبث الفيلم مباشرة إلى ( شخص ما ) جالس في الرياض، ثم ملئ حقيبتين بحلم خاشقجي والتخلص من الباقي في حوض حمض الأسيد المحلق بمرآب السفارة. فهل سوف ينسف بن سلمان هذه الرواية مثلا بأن تظهر جثة لخاشقجي غير مقطعة الأوصال ؟ أو كيف سيغلق ولي العهد السعودي هذا الملف المؤسف.
