22 ديسمبر، 2024 6:59 م

السعودية تدعو لتطبيع العلاقات مع “تل أبيب” .. حيلة أم تحول دبلوماسي ؟

السعودية تدعو لتطبيع العلاقات مع “تل أبيب” .. حيلة أم تحول دبلوماسي ؟

خاص : ترجمة – لميس السيد :

أثارت دعاوى الحاكم الفعلي لـ”السعودية”؛ وولي العهد، الأمير “محمد بن سلمان”، لعرب “إسرائيل” للقدوم إلى “السعودية” بهدف العيش أو العمل أو الدراسة، تساؤلات عدة حول إمكانية قبول العالم العربي لفكرة التطبيع مع ما يعتبرونه عدوهم الأكبر؛ “إسرائيل”.

وتحت عنوان: “عرب إسرائيل موضع ترحيب في المملكة العربية السعودية.. تطور مفاجيء أم حيلة ساخرة ؟”؛ ناقش الرئيس السابق لإدارة الدبلوماسية العامة بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، “شاي إتياس”، في بحث نشر بموقع (مركز بيغين السادات للدرسات الإستراتيجية)، أن تلك الدعوة تحتمل تفسيرين، الأول إما إنفراجة دبلوماسية أو حيلة من السعوديين.

انقسام في الآراء..

ولكن رد الفعل على خطوة “بن سلمان” لم تنل استقبالًا واسفرت عن انقسام في الآراء، يرى البعض أن تلك الدعوة فرصة دبلوماسية يجب استغلالها؛ بينما يرى البعض الآخر أنه حيلة ماكرة من السعوديين للإيقاع بـ”أميركا” و”إسرائيل”.

ويرى معارضو الخطوة السعودية أن دعوة الإسرائيليين من أصل عربي للإقامة في “السعودية” يرمز إلى التخلي عن “القضية الفلسطينية”، بينما يرى الآخرون أنه سيمكن الدولتين من إحتواء مشكلات حقيقية مثل تهديد (داعش) و”إيران”، لـ”السعودية” و”إسرائيل”.

أكد تقرير (مركز السادات بيغين)، أن الخطوة قد تفتح الباب أمام التبادل الاقتصادي. ووفقًا لما قال أحد صحافيي “الرياض” عن أفضل طريقة لتحسين العلاقات بين، “إسرائيل” و”السعودية”، هي السماح للعرب الإسرائيليين بالعمل في الخليج.

يؤكد البحث أن إمكانية التطبيع الكامل مع “إسرائيل” لا تزال غير واضحة، لكن في الحقيقة أن الإسرائيليين والفلسطنيين والسعوديين ينخرطون في مناقشات على مواقع التواصل الاجتماعي بالفعل، كما شهدت المحادثات بين مسؤولي ودبلوماسيي الثلاثة دول نبرة هادئة ونقاشات جيدة.

التطبيع و”رؤية 2030″..

من ناحية أخرى؛ ربط المركز الإسرائيلي دعوة “بن سلمان” مع (رؤيته 2030)، التي تأمل في تنويع موارد المملكة بعيدًا عن “النفط” والطاقات غير المتجددة؛ إضافة إلى الاستعانة بالخبرات من المهنيين والمستثمرين لمساعدة المملكة في تنفيذ رؤية ولي العهد.

وعلى الرغم من الانتقادات للائيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في الداخل بسبب دعمه لـ”محمد بن سلمان”، الذي تتهمه “وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية” مباشرة في قتل الصحافي السعودي الأميركي، “جمال خاشقجي”، يرى “ترامب” أنه لا يهمه الانتقادات بقدر ما يهمه شأن “أميركا أولًا”، حيث أوضح أن “المملكة السعودية” تنفق مليارات الدولارات على الجيش الأميركي وتوفر “مئات الآلاف من الوظائف للأميركيين؛ كما تحافظ على انخفاض أسعار النفط وتوفير الإمكانية للسيارات الأميركية لتتحرك على الطريق”.

أكد تقرير المركز أن “إسرائيل” من الصعب أن تسير في أي إتجاه معاكس لمصالح “الولايات المتحدة”، التي تعتبر أقرب حلفاءها، ومن الصعب أيضًا ان تعارض مصالح “أميركا” المشتركة مع “السعودية”. لذا يرى التقرير ان “إسرائيل” إذا أتيحت لها الفرصة في التعاون مع “السعودية” سيكون إفادة لـ”الولايات المتحدة”؛ التي تسعى بشتى الطرق لمجابهة العدوان الإيراني ضد مصالحها، وفي نفس الوقت ستواجه “إسرائيل” مصاعب كبيرة في مواجهة الخطر الإيراني بدون مساعدة “السعودية”.

ويعود ذلك التخوف من جانب “إسرائيل” في التعاون مع “السعودية”، هو أن أغلب الإسرائيليين لا يؤمنون بأن “السعودية” حليف موثوق، حيث لاحظوا أن المملكة لا تقدم لـ”إسرائيل” أي مساعدة في التعامل مع أكثر تهديداتها إلحاحًا: “حماس” و”حزب الله”. بينما يعتقد قليل من الإسرائيليين أن “الرياض” ستواجه “طهران” نيابة عن “إسرائيل” والغرب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة