24 نوفمبر، 2024 6:57 ص
Search
Close this search box.

السعدي للمالكي: تدفع لتظاهر دموي لكنه مستمر سلميا رغم أنفك

السعدي للمالكي: تدفع لتظاهر دموي لكنه مستمر سلميا رغم أنفك

اتهم رجل الدين السني البارز الشيخ عبد الملك السعدي، اليوم  رئيس الحكومة نوري المالكي ‏بمحاولة تحويل التظاهرات السلمية الى دموية من خلال قتل المتظاهرين، وفي حين دعا المتظاهرين ‏الى حمل السلاح في حال الدفاع المشروع عن النفس، طالب السياسيين والوزراء والقضاة بالانسحاب ‏من العملية السياسية.‏
وقال السعدي في بيان صدر عنه اليوم، إن “الحكومة العراقية بزعامة المالكي اثبتت أنها تُنفَّذُ ضدَّ ‏العراقيين أمرا دبره أسيادُها بليل”، وأضاف أنها “تنفذ ما هو مطلوبٌ منها من أجنداتٍ خارجية معاديةٍ ‏للعراق”، متهما الحكومة بأنها “من يؤصل لزرع الطائفية والكراهية بين العراقيين، وإلاّ فما معنى أن ‏تتقدم قواتٌ عسكرية حكومية نحوَ المعتصمين في الفلوجة وهم يؤدون عبادة الصلاة من يوم الجمعة”.‏
وكانت مصادر طبية في محافظة الأنبار افادت، اليوم الجمعة، بأن حصيلة المواجهات التي وقعت قبل ‏الظهر بين المتظاهرين وقوات الجيش في مدينة الفلوجة بلغت ستة قتلى وأكثر من 60 جريحا جميعهم ‏من المتظاهرين.‏
وتساءل السعدي “لماذا يا مالكي تفتح قواتُك النارَ على الآمنين العابدين؟ لماذا هذا الاستفزاز الصارخ ‏للمطالبين بحقوقهم المشروعة؟ ولماذا هذا الاعتداء على الثائرين لشرفهم وكرامتهم”، مبينا “المالكي ‏فضح نفسه عندما قام بتهديد المتظاهرين بقوله (انتهوا قبل ان تنهوا)”.‏
وخاطب السعدي رئيس الحكومي المالكي “ماذا تنتظر بعد فعلتك هذه مع العراقيين الذين تَحَلَّوا بأرقى ‏درجات الصبر والخُلق الكريم وماذا سيكونُ بعد قتل وجرح المئات من العراقيين المؤمنين الشرفاء في ‏الفلوجة وغيرها”، مؤكدا “رغم كل الإساءة فسيبقى المتظاهرون أكرمَ منك بأنهم سيطاولونك بالصبر ‏والسلم إلى أن يقضي الله تعالى أمرا كان مفعولا”.‏
وتابع السعدي بالقول “المالكي أراد ان يحول التظاهرات دموية لكن هذا لن يتحقق له لأنها ستبقى ‏سلمية رغما عن أنفك”.‏
ودعا السعدي المتظاهرين الى “الثبات والاستمرار على الاعتصامات والمطالبة بالحقوق لأنها جهاد ‏في سبيل الله”، وحذر في الوقت نفسه من “المندسين في صفوف المتظاهرين الذين يحاولون إفشال ‏التظاهرات وإخراجها من الاطار السلمي”، مناشدا المتظاهرين بالقول “كونوا اكرم من خصمهم الذي ‏أراد استدراجكم إلى فتنة لا تحمد عقباها”.‏
وشدد السعدي على ضرورة أن “يترك المتظاهرون العنف والاستفزاز”، واستدرك “إلا اذا وجهت الى ‏صدوركم نار ظالمة تريد النيل من دمائكم وأرواحكم، فعندئذٍ يكون ذلك دفاعا مشروعا عن النفس”، ‏مؤكدا ان “من العار ان يدس احد منكم رأسه في الرمال”.‏
واكد السعدي ان “الوقت قد حان وعلى جميع السياسيين من وزراء ونواب وقضاة وغيرهم أن ينسحبوا ‏من العملية السياسية ويعلنوها صريحة في وجه الظالم فالتاريخ لا يرحم، ولا رمادية في الألوان فإما ‏بياض تلقون به ربكم وشعوبكم، وإما سواد تواجهون به خزيَ الدنيا وعذابَ الآخرة”.‏
ودعا السعدي “القوات الأمنية الى الانحياز والالتحاق بالمتظاهرين وحمايتهم والحفاظ عليهم وعدم ‏تنفيذ أوامر الظالم الذي يحتمي بكم أمام شعبه الأعزل”، مضيفا “لا تكونوا درعا حاميا لظالم سينقلب ‏عليكم لأنه زائل لا محال”.‏
وبدأت المواجهات بين الجيش والمتظاهرين قرابة الساعة العاشرة صباحا عقب قيام قوات الجيش بغلق ‏المداخل المؤدية إلى ساحة الاعتصام من أحل منع المصلين من الدخول إليها، فقام المصلون برشق ‏عناصر الجيش بالحجارة ورد هو بإطلاق النار عليهم ورمي القنابل الصوتية لتفريقهم مما أدى إلى ‏سقوط إصابات بين المصلين الغاضبين الذين تمكنوا من حرق عربة تابعة لقوات الجيش كانت ‏تعترض طريقهم إلى الساحة.‏
وأكد المشرف على ساحة الاعتصام في الفلوجة خالد الجميلي في حديث إلى (المدى برس) إن ‏‏”المتظاهرين تعرضوا إلى الاستفزاز من قبل قوات الجيش الذين دخلوا بعجلاتهم إلى داخل الساحة ‏لتشتيت المعتصمين”.‏
وأضاف الجميلي أن “المتظاهرين قاموا برمي الحجارة على الجيش، الذين ردوا بإطلاق النار عشوائيا ‏على المتظاهرين”.‏
وتعد مواجهات الفلوجة تصعيدا بارزا في مسار الاعتصامات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهر، ‏وكانت مواجهات طفيفة سجلت بين المتظاهرين وقوى الأمن العراقية خصوصا في مدينة الموصل ‏وآخرها أمس الخميس وأدت إلى إصابة أربعة متظاهرين بهراوات ونيران الشرطة الاتحادية التي ‏حاولت تفريقهم من ساحة الأحرار بعدما تجمعوا لإحياء ذكرى المولد النبوي.‏
وكانت اللجان الشعبية للمتظاهرين دعت على مدى الأسبوع الماضي إلى تظاهرات مليونية اليوم تحت ‏اسم جمعة (لا تراجع)، أكدت انها تأتي لرفض الحلول “الترقيعية” لمطالب المتظاهرين، مشددة على ‏أنها “ستحمل مفاجأة لحكومة المالكي”.‏
وتشهد محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك منذ الـ(21 من كانون الأول 2012) ‏المنصرم، تظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف وجاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير ‏المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي، ‏والمطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات والاعتقالات العشوائية عبر وشايات المخبر ‏السري، وإطلاق سراحهم، وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب، وتشريع قانون العفو ‏العام، وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات ‏الدول.‏
وعلى إثر التظاهرات قرر رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي في الثامن من كانون الثاني (2013)، ‏تشكيل لجنة برئاسة نائب لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، وعضوية وزراء العدل والدفاع وحقوق ‏الإنسان والبلديات والأشغال العامة عادل مهودر (عن التيار الصدري) والموارد المائية والدولة لشؤون ‏مجلس النواب والأمين العام لمجلس الوزراء ووكيل وزارة الداخلية، تتولى تسلم الطلبات المشروعة ‏من المتظاهرين مباشرة من خلال وفود تمثلهم وترفع توصياتها إلى مجلس الوزراء.‏
وأجرت اللجنة اجتماعات عديدة مع ممثلين عن المتظاهرين كما زارت بعض المحافظة وأعلنت ‏الثلاثاء (22 كانون الثاني 2013)، أن قراراته أثمرت عن التوصية بإفراج عن أكثر من (880) ‏معتقلا، وتقاعد نحو (28500) من موظفي النظام السابق الذين شملوا بقانون المساءلة والعدالة.‏
إلا أن هذه الإجراءات لم تلق ترحيبا من المتظاهرين الذين عدوها مجرد “مماطلة وتسويف” من ‏الحكومة مؤكدين أن تلك القرارات متحركة وقابلة للتغيير ويمكن الرجوع عنها في أي وقت، مؤكدين ‏إصرارهم على الاعتصام والتظاهر لحين تغيير سياسة الحكم في البلاد.‏
لكن إصرار المتظاهرين على رفض حلول الحكومة دفع ائتلاف دولة القانون إلى التهديد بالشارع ‏الشيعي للرد على مطالب المتظاهرين، إذ أكد القيادي في ائتلاف دولة القانون حسن السنيد في حديث ‏إلى (المدى برس) في 21/ 1/ 2013 أن “دولا إقليمية تقف وراء ما يجري في بعض المحافظات من ‏تظاهرات، وان العراقيين يدركون جيدا ذلك”، وشدد على انه “مهما بلغت الضغوط فإننا لن نصوت ‏على أي قانون يطلق يد الإرهابيين لقتل العراقيين مرة أخرى، مهددا بأن الأكثرية الصامتة من ‏العراقيين (الشيعة) ستقول كلمتها إزاء هذه المطالب غير المشروعة والتي تمهد للعنف الطائفي في ‏حال استمرارها.‏
وكان ائتلاف دولة القانون سير تظاهرات بشكل متقطع على مدى الأسبوعين الماضيين في بغداد ‏ومحافظات الوسط والجنوب مناوئة للتظاهرات في المناطق السنية وتؤيد الحكومة لكن تلك التظاهرات ‏قوبلت برفض من قبل الأحزاب الشيعية نفسها، خصوصا التيار الصدري وحزب المؤتمر الوطني ‏اللذان وصفا تلك التظاهرات بانها “مدفوعة الثمن” واتهموا حزب رئيس الحكومة باستغلال مؤسسات ‏الدولة ومنتسبيها في تلك التظاهرات خصوصا وان وزير المصالحة الوطنية عامر الخزاعي كان قاد ‏تظاهرة مؤيدة للمالكي علنا في (13 كانون الثاني 2013) بمنطقة الجادرية في بغداد.‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة