17 أبريل، 2024 9:19 ص
Search
Close this search box.

السر وراء .. غياب “سليماني” عن لقاء روحاني بـ”السيستاني” في العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

قال “ديفيد بتريوس”، القائد السابق للقوات الأميركية بـ”العراق”، في “الوثائقي”، الذي بثته فضائية (بي. بي. سي) الأميركية: “راسلني قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، عام 2007، وأخبرني أنه المسؤول عن السياسات الإيرانية في العراق وسوريا وأفغانستان وغزة، وقال بدقة: يجب أن تتفق معي؛ وأنسى الدبلوماسيين الإيرانيين وغيرهم”.

وهذه الرواية ليست جديدة، لكن تؤكد على أن “سليماني” هو المسؤول الدبلوماسي الأول فيما يتعلق بالكثير من قضايا المنطقة، لا سيما “العراق”. فلا يُختار السفير الإيراني في “العراق”؛ إلا بعد موافقة “سليماني”. على حد وصف “رضا حقيقت نزاد”، بمقاله المنشور على موقع (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.

وقد شارك “سليماني”، بنفسه، في الكثير من العمليات العسكرية بـ”العراق”، ويعتبر قيادات “الحشد الشعبي”، (أكبر الميليشيات العراقية)، جنوده.

وهو لم يلعب فقط الدور الأول في تنسيق عناصر الميليشيات العراقية، وإنما كان صاحب الدور الرئيس في مواجهة استفتاء “كُردستان العراق” على الانفصال. ويقع “البرلمان العراقي” تحت النفوذ الإيراني إلى حد كبير؛ بسبب الدور الرئيس للشخصيات العسكرية والسياسية المحسوبة على “سليماني”، المسؤول عن مشروع تسييس الميليشيات العراقية.

“روحاني” أراد الإنفراد بمشهد الزيارة..

لكن غاب “قاسم سليماني”؛ عن اللقاء الذي جمع الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، ورجل الدين الشيعي النافذ، آية الله “السيستاني”.

وبالتزامن مع زيارة “روحاني”، إلى “العراق”، إستبق الموقع الإعلامي للحكومة الإيرانية اللقاء ببث فيديو يحث القيادات العراقية بشكل ضمني: “على ضرورة التعامل مع روحاني باعتباره رئيس الجمهورية الإيرانية، فيما يتعلق بالمصالحة التكتيكية دون الحاجة للتحاور مع المؤسسات أو الشخصيات العسكرية”.

وبعد انتشار الفيديو ثارت التكهنات بشأن معارضة الحكومة الإيرانية لمشاركة “قاسم سليماني” في اللقاء، حتى لا يطغى وجوده على الأبعاد الإعلامية للقاء “روحاني” مع “السيستاني”، وكذلك تضخيم سيادة الحكومة على الدبلوماسية الإقليمية.

وتنبع أهمية الموضوع من لقاء الرئيس السوري، “بشار الأسد”، ونظيره الإيراني، “حسن روحاني”، بحضور “سليماني”؛ وغياب “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية الإيراني. ومن ثم فإن غياب “سليماني” ووجود “ظريف”؛ إلى جانب “روحاني”، في لقاء “السيستاني”، هو نوع من استعراض العضلات.

“الحشد الشعبي”.. كلمة السر !

لكن ما هي النتيجة التي سوف نحصل عليها لو ننظر إلى اللقاء من جهة أخرى ؟.. تنبع أهمية الموضوع بعد تداول الأنباء مؤخرًا عن تشدد “السيستاني”، في تنظيم اللقاء أو استقبال المسؤولين في الداخل والخارج.

وبالتزامن مع زيارة “روحاني”؛ كتبت بعض وسائل الإعلام عن رفض “السيستاني” قبلاً طلب لقاء الرئيس، “أحمدي نجاد” خلال زيارته إلى “العراق”. وهذه الأخبار لا تقتصر على المسؤولين الإيرانيين أو الأميركيين فقط، وإنما في العام 2014، حين التقى “حيدر العبادي”، رئيس الوزراء العراقي، آية الله “السيستاني”، كتبت وسائل إعلام عراقية: “هذا هو اللقاء الأول لذلكم المرجع التقليدي مع المسؤولين رفيعي المستوى بالحكومة العراقية بعد انقطاع أربع سنوات”.

والواقع أن علاقة آية الله “السيستاني” مع “قاسم سليماني”، هي علاقة غير مباشرة ومتعدد الأوجه. فلطالما أثنى قائد (فيلق القدس) على آية الله “السيستاني”.

في المقابل يعتبر “سليماني” أهم المنتفعين من فتوى آية الله “السيستاني”، بشأن دعوته العراقيين للنهوض في مواجهة تنظيم (داعش) الإرهابي، تلك الفتوى التي كانت قد لعبت الدور الرئيس في تشكيل “الحشد الشعبي”، الذي خضع سريعًا لإشراف “سليماني” والقيادات المقربة منه.

لكن؛ وبعد فتوى “السيستاني”، بشأن دمج “الحشد الشعبي” في القوات المسلحة العراقية، عبرت وسائل إعلام محسوبة على “الحرس الثوري”، عن استياءها للفتوى.

على سبيل المثال نشرت وكالة أنباء (تسنيم)، بعد يومين على صدور الفتوى: “تنسحب تصريحات المرجعية على الفصائل الخارجة على القانون، لكن الحشد الشعبي مؤسسة قانونية والأوضاع العراقية تستدعي وجود هذا الكيان العسكري الرسمي”.

وفي العام 2014؛ كتبت وسائل إعلام مقربة من “الحرس الثوري” عن دعم آية الله “السيستاني” مشاركة “قاسم سليماني” في الحرب على (داعش)، لكن لم يتم تأكيد الخبر من جانب مكتب “السيستاني”. كذلك فقد نشرت وسائل الإعلام صور لقاء “سليماني” مع “جواد الشهرستاني”، صهر ومندوب “السيستاني” في “إيران”، لكن لم تُنشر مطلقًا أي صور لـ”السيستاني” مع “سليماني”.

في السياق ذاته؛ كتبت صحيفة (الشرق الأوسط)، عام 2015، عن رفض “السيستاني” لقاء “سليماني”، وطلبه إلى “خامنئي” الحيلولة دون تنامي نفوذ “سليماني” في “العراق”.

جاء ذلك بالتوازي مع ما نشرته مجلة (الأكونوميست)؛ عن شكاوى آية الله “السيستاني” من “سليماني”..

ومع الأخذ في الاعتبار لكل ما سبق؛ فلعل الأدق أن غياب “سليماني” عن لقاء “روحاني-السيستاني”؛ إنما يعكس توجه “السيستاني” بشأن الترفع عن لقاء “سليماني”، قبل أن يكون رسالة من جهاز الدبلوماسية الإيرانية بشأن التعويض عما حدث مع “بشار الأسد”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب