12 يوليو، 2025 10:41 م

“الرياض” تحت التهديد .. “ميرس-كوف” يدفع السعودية للاستنفار الصحي بعد ظهور حالات تفشي !

“الرياض” تحت التهديد .. “ميرس-كوف” يدفع السعودية للاستنفار الصحي بعد ظهور حالات تفشي !

وكالات- كتابات:

تسابق الوكالات الصحية الزمن لتحديد أصول تفشي فيروس (ميرس) في “السعودية”، وذلك إثر ظهور ثلاث حالات مؤكدة بالعدوى لدى أشخاص لم يكن لهم احتكاك مباشر مع الإبل، التي تُعد المصدر الرئيس المعروف لهذا الفيروس، حسّبما نقلته صحيفة (تلغراف) البريطانية.

ويُطلق على الفيروس المسُّبب للمرض اسم “متلازمة الشرق الأوسط التنفسية”؛ (ميرس)، وهو ينتمي لنفس عائلة فيروسات (كورونا)، ولكن بمُّعدل وفيات أعلى بكثير، إذ توفيت (35) بالمئة من الحالات المؤكدة، وفقًا لـ”‍منظمة الصحة العالمية”.

وينتقل الفيروس من الإبل وحيدة السّنام، وجرى تتبع معظم حالات التفشّي السابقة إلى الأشخاص الذين يعملون على اتصال وثيق بهذه الثدييات أو حليبها الخام.

ومع ذلك؛ لم تتمكن السلطات من ربط تفشّي المرض الحالي بالحيوانات، إذ تم اكتشاف الحالات الأخيرة عندما ذهب أستاذ يبلغ من العمر: (56 عامًا) بالعاصمة؛ “الرياض”، إلى المستشفى في أوائل نيسان/إبريل، مما أثار مخاوف من أن الحالات الأقل حدة يمكن أن تنتشر دون اكتشافها.

وتتوقع “منظمة الصحة العالمية” أنه تم التغاضي عن الحالات الأقل خطورة وعديمة الأعراض تاريخيًا، مما قد يؤثر أيضًا على معدل الوفيات الإجمالي.

وقالت الوكالة التابعة لـ”الأمم المتحدة”؛ في تنبّيه هذا الأسبوع: “لم يكن هناك تاريخ واضح للتعرض لعوامل الخطر النموذجية لـ (ميرس-كوف)”، مضيفة أن: “التحقيقات، بما في ذلك تحديد مصدر العدوى، لا تزال جارية”.

وذهبت الحالة الأولى، وهو رجل يُعاني من ظروف صحية كامنة، إلى المستشفى في أوائل نيسان/إبريل، بعد إصابته بالسُّعال والحُمى وآلام أخرى بجسمه. توفي لاحقًا بسبب المرض.

لكن رجلين آخرين في نفس المستشفى، كلاهما يبلغ من العمر: (60 عامًا)، ثبتت إصابتهما أيضًا ب‍فيروس (كورونا)، مما أدى إلى جهد واسع لتتبع الاتصال من قبل مسؤولي الصحة، للكشف عن المزيد من الإصابات قبل أن تنتشر أكثر. وتم اختبار عشرات الأشخاص.

وقالت الدكتورة “ساسكيا بوبيسكو”، عالمة الأوبئة المتخصصة في الأمراض المعُّدية في كلية الطب بجامعة (ماريلاند): “يمكن للمستشفيات أن تكون إما مصدرًا للوقاية أو لتضخيم الانتقال”.

وكتبت على منصة (إكس): “لقد أمضيت الكثير من الوقت في دراسة حالات انتقال (ميرس) في مجال الرعاية الصحية واستخدام تلك الدروس لتعزيز الاستعداد الحيوي في مجال الرعاية الصحية، وبصراحة، هذا هو السبب في أننا نستثمر في برامج الوقاية من العدوى”.

“موجود ويُشكل تهديدًا”..

وتم اكتشاف فيروس (كورونا) المُّسبب لـ”‍متلازمة الشرق الأوسط التنفسية”؛ في عام 2012، بـ”السعودية”، ومنذ ذلك الحين انتشر هذا الفيروس حيواني المصدر، إلى (27) دولة أخرى.

وعالميًا؛ تم الإبلاغ عن: (2204) حالة و(860) حالة وفاة، وفقًا لـ”‍منظمة الصحة العالمية”. وسجلت الغالبية العظمى، أكثر من (80) بالمئة في “السعودية”.

وفي وقتٍ سابق من هذا العام؛ رصدت أيضًا حالة وفاة في “الطائف”، المدينة الواقعة غرب “الرياض”.

وسبق أن سجلت العديد من سلاسل الانتقال الكبيرة في مرافق الرعاية الصحية – بما في ذلك أكبر تفشٍ خارج الشرق الأوسط، والذي في “كوريا الجنوبية”؛ عام 2015، عندما أكدت البلاد: (185) حالة و(38) حالة وفاة مع اجتياح فيروس (كورونا)، (24) مستشفى.

لا توجد لقاحات مضادة له..

وفي حين أن العديد من علاجات ولقاحات (ميرس) قيّد التطوير السريري، على عكس (كوفيد-19)، لم يتم تمرير أي منها عبر التجارب السريرية والموافقة عليها من قبل الجهات التنظيمية.

وقال الدكتور “توم فليتشر”، أخصائي الأمراض المعدية في كلية( ليفربول) للطب الإستوائي: “هذا تذكير جيد بأنه ليس لدينا أي علاجات مضادة للفيروسات أو لقاحات أو اختبارات تشخيصية سريعة مثبتة لـ (ميرس)”.

وأوضحت “منظمة الصحة العالمية”، أن أحدث الحالات لا تغيّر تقييّم المخاطر العام، على الرُغم من أنها: “تتوقع الإبلاغ عن حالات إضافية من العدوى بفيروس (ميرس-كوف) من الشرق الأوسط و/ أو البلدان الأخرى التي ينتشر فيها (ميرس-كوف) في الجّمال وحيدة السّنام”.

“الرياض”.. تحت التهديد..

وقالت شركة (Airfinty) للتحليلات الصحية؛ التي تُراقب تفشي الأمراض على مستوى العالم، إن هناك: “تهديدًا عاليًا” لمدينة “الرياض”.

بدوره؛ أكد البروفيسور “بيتر هوربي”، مدير معهد علوم الأوبئة بجامعة (أكسفورد)، على منصة (إكس): “لا يزال (ميرس-كوف) موجودًا ولا يزال يُشكل تهديدًا”.

وأضاف أن: “للسعودية خبرة كبيرة في اكتشاف ومكافحة انتقال (ميرس) المرتبط بالرعاية الصحية”، بينما قد تكون أماكن أخرى: “أقل وعيًا واستعدادًا”.

وصرح البروفيسور؛ “ديفيد هايمان”، أستاذ علم الأوبئة للأمراض المعدية في كلية “لندن” للصحة والطب الإستوائي، إنه لم يكن هناك: “تغييّر في علم الأوبئة” مع هذه الإصابات.

وتابع: “الحالة المرجعية ليست الحالة الأولى؛ ولكن من المحتمل أنها أصيبت من الحالة الأولى – إنهم يبحثون عن تلك الحالة الآن”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة