8 أبريل، 2024 12:40 م
Search
Close this search box.

“الرودكي” الإيرانية .. بين الإمكانيات العسكرية الواقعية والمبالغات الإعلامية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

في أجواء مهيبة؛ وبحضور العميد “حسين سلامي”، وعدد من القيادات رفيعة المستوى بـ (الحرس الثوري)، أنضمت قطعة جديدة إلى القوات البحرية للحرس الثوري باسم (الرودكي)..

وقد قدم بعض المحللين صورة عن القدرات والإمكانيات العسكرية للسفينة ذات توجه سياسي ورؤية هجائية أكثر من اعتمادها على معلومات عسكرية دقيقة.

وقد بُنيت سفينة (الرودكي) داخل ورش “بندر عباس” البحرية، بإدخال تعديل هيكلي طفيف على سفينة تجارية إيطالية باسم (غلاكسي-إف)، وهي أكبر وحدة عائمة تحت تصرف “القوات البحرية” بـ (الحرس الثوري). وتمثل منعطفًا للقوات البحرية من حيث إمكانية البقاء لأطول فترة في البحر، بسبب طولها، البالغ 150 مترًا وعرضها البالغ 22 مترًا، وكذلك قوة نقل تبلغ 12000 طن؛ وحد أقصى للسرعة يبلغ 14 عقدة، (أي 26 كيلومتر في الساعة). بحسب “حسين آرين”؛ خبير الشؤون العسكرية والاستراتيجية، في مقاله التحليلي على موقع (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.

انتقادات غير واعية..

صاحب خبر تدشين هذه السفينة صدىً واسعًا نسبيًا في وسائل الإعلام الفارسية بالخارج، لكن للأسف ساق بعض المحللين المخاطب، (ولو بدون قصد)، للإعتقاد بدعم فاعلية هذه السفينة من المنظور التكنيكي بما قدموها من انتقادات حادة وساخرة، بدلاً من تقديم تصور دقيق وواعي عن إمكانيات هذه السفينة.

في المقابل؛ سعت قيادات (الحرس الثوري) بالمبالغة والتهويل والدعاية، لإغلاق مجالات النقاش. ولا يخفى على أحد طبيعة (الحرس الثوري)؛ والتدخل المتزايد في مختلف المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنووية، بل والسياسة الخارجية، ويتطلع إلى أن يسوق البلاد باتجاه نظام ديكتاتوري متكامل يتخذ شكلًا “دينيًا-عسكريًا”.

وعليه؛ فإن تصريحات “سلامي”، المبالغ فيها، حول سفينة (الرودكي) وتدشينها، أو تقارير الصحف والمواقع التابعة لـ(الحرس الثوري)، في هذا الصدد، لا يجب أن تكون مثار دهشة. أضف إلى ذلك أن نظرة على تصريحات الأميرال “تنگسيري”، قائد القوات البحرية بالحرس الثوري، خلال قياداته القوات البحرية أو حتى قبلها، يفضح جهله بالأمور البحرية.

لكن هذه الأدلة لا يمكن أن تكون مؤشرًا لوصف (الرودكي) بـ”عديمة القيمة”، وتقدير تصور خاطيء أو ساخر من إمكانيات هذه السفينة العسكرية.

الاستعمالات الواقعية للسفينة..

الملاحظات التالية؛ قد تساعد في فهم الموضوع بشكل صحيح وتقديم تشخيص واضح عن السفينة (الرودكي) :

1 – تغيير وتحويل السفن التجارية إلى سفن عسكرية له سوابق. وقد استفادت “بريطانيا” من هذه التقنية، في حرب فالكنلد مع الأرجنتين، عام 1982م.

ومؤخرًا قامت “أميركا” بعمل مشابهة؛ ودارت النقاشات على المواقع العسكرية الأميركية بخصوص شراء سفن تجارية بأسعار زهيدة وتحويلها إلى سفن حربية وتسليحها بالصواريخ المختلفة.

2 – ربما تتمتع سفينة (الرودكي)، التي كانت قبلاً سفينة شحن وتفريغ تربط طبقاتها المختلفة أسطح منحدرة مصممة للشحن وتفريغ المركبات مثل السيارات، بإمكانيات عسكرية جيدة. أي أن بمقدور هذه السفينة حمل عشرات السيارات التقليدية، والمركبات البحرية، ومدرعات نقل الأفراد، والزوارق البحرية السريعة، وكذلك المساهمة في العمليات البحرية. كذلك فإن الأسطح المنحدرة بالسفينة تزيد من سرعة عمليات الإخلاء.

3 – قد تصبح هذه السفينة قاعدة بحرية متحركة تضطلع بإجراء عمليات خاصة في الخليج، و”بحر عُمان”، وقد تتجاوز المنطقة الاقتصادية الخاصة، (حتى 200 ميل من الساحل الإيراني)، وكذلك قيادة العمليات.

4 – قد تلبي هذه السفينة الاحتياجات اللوجيستية للزوارق والوحدات التي تشرف عليها، وتقوم بإيصال الماء والوقود والطعام والمهمات، بعبارة أخرى قد تصبح السفينة الأم.

ونظرًا لإتساع طبقات السفينة والأسطح المنحدرة بين الطبقات وأسطح الدخول والخروج المنحدرة، فإن بمقدورها حمل عدد من الزوارق السريعة المسلحة في العادة، لأنها لا تحتاج، (بعكس تصور البعض)، إلى رافعات لحمل وإنزال الزوارق.

5 – طائرات الهليوكوبتر على متن السفينة قد توفر دعم جوي للوحدات المشاركة في العمليات.

6 – هذه السفينة مزودة بصواريخ (كروز) وأخرى موجهة متعددة الأغراض، لكنها تفتقر للردارات اللازمة في عمليات الدفاع الجوي. والقيادات في (الحرس الثوري) على إطلاع بهذا الأمر.

7 – يمكن الاستفادة من سطح السفينة الواسع في إطلاق الطائرات المُسيرة الصغيرة، التي لا تحتاج إلى مدرج. ويمكن لتلكم الطائرات المساهمة في تنفيذ العمليات المسندة إليها.

8 – قد تؤثر السفينة بتجولها في مياه “خليج عدن” وسواحل الصومال؛ في الحيلولة دون القرصنة البحرية، وكذلك مكافحة تهريب المخدرات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب