الرمادي تتحوّل إلى مدينة انتحاريين . .

الرمادي تتحوّل إلى مدينة انتحاريين . .

بعد 6 أشهر من سقوط الرمادي بيد “داعش” لم يعد يوجد داخلها غير مجاميع من “الانغماسيين” الذين باتوا يحتجزون ما تبقى من المدنيين داخل أحيائهم السكنية.
في هذه الاثناء تواصل القوات المشتركة “تقدما حذرا” نحو مركز مدينة الرمادي، لكنها تواجه مقاومة شرسة من المسلحين تزامنت مع سوء الاحوال الجوية.
وتبدو داعش في الرمادي وشمال بيجي كأنها تخوض آخر معاركها نظرا لحجم الانتحاريين والمفخخات التي تهاجم بها القوات الامنية خلال شهر واحد، وقدرت بأكثر من 50 مفخخة وانتحارياً. ويعزو مراقبون هذا الامر الى محاولة التنظيم تشتيت الجهد العسكري.
ومازال غرب صلاح الدين، الممتد عبر الصحراء الى سوريا، يعد معبرا رئيسيا للتنظيم الذي ينفذ هجمات متكررة ضد القوات العراقية قرب مدينة سامراء.
وفي الرمادي وصف الفريق عثمان الغانمي، رئيس اركان الجيش قبل ايام وضع داعش في المدينة بأنه “يلفظ أنفاسه الأخيرة”، مؤكدا انه “أصبح غير قادر على مواجهة القوات العراقية”.
وأكد الغانمي، في بيان صحفي، اكتمال عملية تطويق الرمادي بالتنسيق مع المحاور الأربعة باسناد مدفعي ومن القوة الجوية، معللا ذلك بمحاولة تقليل الخسائر في صفوف القوات وايقاع أكبر الخسائر بالعدو.

انغماسيون في الرمادي
ميدانياً يقول غسان العيثاوي، أحد قادة العشائر المقاتلة في الرمادي، ان “اغلب المتبقين من المسلحين في الرمادي هم مجموعة من الانتحاريين والانغماسيين بعد ان غادرت اغلب القيادات الى غرب الانبار”.
ويكشف العيثاوي لـ(المدى) عن ان “الانتحاريين يحتجزون عددا من العوائل في مركز الرمادي في حين تتقدم القوات المشتركة بحذر شديد نحو مواقع تحصن المسلحين في المدينة تجنباً لسقوط مدنيين”.
ووجهت القوات العراقية نداء الاسبوع الماضي إلى من تبقى من أهالي الرمادي إلى مغادرتها فورا. وجاء في البيان الذي وزعته قيادت العمليات المشتركة: “إلى أهالي الرمادي الكرام، نهيب بمن بقي في مركز المدينة أن يتركها على الفور حفاظًا على سلامته وعائلته من نيران القتال القريب”.
وأكد مسؤولون في الرمادي ان “القوات العسكرية قد اوضحت في المنشورات الطرق التي يمكن ان يسلكها المدني للوصول الى الجيش لحمايته”.
وأكمل جهاز مكافحة الارهاب، المسؤول عن القاطع الغربي في الرمادي، تحرير معسكر الورار الملاصق الى قيادة عمليات الانبار السابق. لكن العيثاوي يقول ان “العمليات في الرمادي تواجه صعوبات بسبب عدد المنازل والطرق المفخخة”.
وبحسب تقديرات المسؤولين فان داعش “فخخ كل شبر في الرمادي”، مشيرا الى قيام التنظيم بتلغيم شارع 60، وسط الرمادي البالغ طوله 7كم، بشكل كامل.
وأثرت الاجواء المناخية السيئة على سرعة تقدم القوات المشتركة، حيث اضطرت القيادة العسكرية الى تعطيل العمليات لمرتين خلال اسبوعين بسبب كثافة الامطار.
وكان مسؤولون مقربون من القيادات العسكرية توقعوا الاسبوع الماضي اعلان تحرير الجزء الغربي من الرمادي بشكل كامل، فضلا عن تقدم كبير في المحاور الاخرى الشمالية والجنوبية ووصول تعزيرات للجزء الشرقي من المدينة.
وجاء التقدم الاخير للقوات المشتركة بعد زيادة التحالف الدولي ضرباته الجوية وزخم المعلومات التي يقدمها للقوات العراقية عن تحركات المسلحين.
وبحسب المسؤولين فان القوات الاميركية وجهت ضربات شديدة لأماكن تواجد المسلحين ومعلومات كثيرة عبر الاقمار الصناعية ووجهوا بعض الضربات لأهداف تضم عنصرا واحدا فقط من “داعش”.
ويقدر القيادي العشائري بان “داعش خسر أكثر من ثلثي مقاتليه منذ تحرك القوات العراقية في الشهر الماضي”، مؤكدا “تناقص عددهم بشكل كبير بعد ان كان عددهم  قد ناهز 3 آلاف مقاتل”.

معارك شرسة في مكحول
وفي بيجي، شمال صلاح الدين، مازالت القوات المشتركة تخوض معارك شرسة ضد داعش في تلال محكول شمال المدينة. ولم تتقدم القوات العراقية بعد الى قرى تقع عند حافة نهر دجلة مثل المسحك والزوية. واخلت السلطات المحلية اغلب السكان هناك.
ويقول سبهان ملا جياد، عضو مجلس محافظة صلاح الدين، ان “المناطق الغربية من بيجي وتكريت حتى مناطق جنوب سامراء مازالت تعد ممرا مهما للمسلحين لتنفيذ هجمات ضد القوات العراقية”.
ويكشف ملا جياد، خلال حديث لـ(المدى)، عن “تسلل مجاميع صغيرة من داعش مكونة في العادة من 10 افراد نصفهم انتحاريون لتنفيذ هجمات مباغتة ضد القوات الامنية في مكيشيفة والبلدات الاخرى القريبة من الجهة الغربية التي ترتبط بالموصل والرمادي وتنتهي عبر طرق وعرة الى سوريا”، مشيرا الى ان “المجاميع تهاجم في الغالب في وقت الفجر او الغروب”.
ويؤكد عضو مجلس محافظة صلاح الدين “صعوبة السيطرة على تلك المنطقة المترامية الاطراف إلا بتحليق جويّ على مدار الساعة”. لكن ملا جياد يقول ان “الغطاء الجوي غير متوفر مع الامكانات الموجودة حاليا حيث تخرج الطائرات وقت النداء او تصل بعد الحادث بفترة زمنية تقارب الساعة”. واشار الى ان “الاجواء المناخية السيئة تزيد الامر سوءا”.
وكان الحشد الشعبي  قد قال مؤخرا بانه قتل 920 مسلحا من “داعش” خلال معارك تحرير قضاء بيجي، كما أسروا عشرات آخرين وتسليمهم إلى الجهات المختصة لغرض التحقيق.
ويقول رئيس لجنة السياسات العامة في مجلس محافظة صلاح الدين ان “القوات المشتركة بدأت بتطهير مصفى بيجي وتأمين محيطه”.
واوضح المسؤول المحلي ان “الاضرار التي لحقت بالمنشأة النفطية اقل من 20% ، مؤكدا “امكانية اعادة تشغيل المصفى شريطة تحرير مناطق الحويجة ،لأن المنشأة تعمل بالنفط الخام المتدفق من كركوك التي تحتل داعش المناطق المحاذية منها الى بيجي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة