14 أبريل، 2024 2:12 م
Search
Close this search box.

“الرازي” ترصد .. “تركيا” والردع الشّبكي ضد “الجمهورية الإيرانية” (1)

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجم- د. محمد بناية:

نجحت “تركيا” في النفوذ بالمناطق التكميلية الجيوسياسية؛ بغرض استكمال حلقة الموازنة الشبكية ضد “إيران”، بحسب التحليل الذي أعده كلاً من: “مجيد عباسي” و”مسعود آخشي”؛ وتم نشره بفصلية (بين النهرين) للدراسات السياسية؛ جامعة “الرازي”، الإيرانية، وذلك على النحو التالي:

01 – القوقاز..

“القوقاز”؛ من جُملة المناطق التكميلية الجيوسياسية التي تسّعى “تركيا” إلى تعظيم نفوذها فيها؛ وتحجيم القوة الإيرانية على المناورة عبر الأدوات الاقتصادية، والسياسية، والثقافية، والطاقة، وتجارة الترانزيت خلال العقد الماضي.

ويُمثل موقع الترانزيت والطاقة أحد المخاوف التركية حيال النفوذ الإيراني في “آسيا الوسطى” و”القوقاز”.

كذلك كانت “تركيا” تتخوف؛ قبل 2015م، من زيادة الضغوط على الدول سابقة الذكر لاختيار المسّار الإيراني بدلًا من طريق (باكو-جيهان)، بعد انعطاف السياسيات الأميركية حيال “إيران”؛ (البرنامج الشاكل للإجراءات المشتركة)، نتيجة إلمامها بميل بعض الشركات النفطية للمسّار الإيراني.

علاوة على ذلك يعلم القادة الأتراك جيدًا أن تحسّن العلاقات الإيرانية مع الغرب؛ وبخاصة “الولايات المتحدة الأميركية” سيؤدي إلى خسارة “أنقرة” أهميتها السابقة.

ونتيجة وقوع “تركيا” بين منطقة تنطوي على أثر من: (70%) من احتياطات “النفط” و”الغاز الطبيعي” في العالم من جهة، والأسواق العالمية والأوروبية للطاقة من جهة أخرى، فإنها تتمتع بموقع جغرافي جيد جدًا باعتبارها ممر طبيعي للطاقة.

ولطالما أبدى المشرع السياسي وصانع القرار في هذا البلد ارتباطًا كبيرًا لتحقيق أقصى استفادة من الموقع الجيوسياسي، وتحويل هذا البلد إلى مركز إقليمي للطاقة بدلًا عن مجرد كونها ممر للطاقة.

وفي هذا الصدد، فإن أحد أهداف الرؤية الاستراتيجية لـ”وزارة الطاقة والمصادر الطبيعية” التركية هو دمج “أنقرة” في أسواق الطاقة الإقليمية عبر خط أنابيب.

وتُشّدد وثيقة الرؤية على ضرورة تحويل “تركيا”؛ (بالنظر إلى موقعها الجغرافي)، إلى ممر إقليمي للطاقة.

والحقيقة أن “تركيا” بصدد إيصال صادرات “تُركمانستان” من “الغاز” إلى “جمهورية أذربيجان”؛ عبر “بحر قزوين”، ووصلها بخط أنابيب الغاز الطبيعي “تراني-آناتولي”؛ (تاناب). ويصل خط أنابيب (تاناب)؛ “جورجيا” و”تركيا” بالحدود اليونانية، ويربطهما من هناك بجنوب “أوروبا” خط أنابيب “ترانس-آدرياتيك”؛ (تاب).

02 – الانتهازية الجيوسياسية التركية في أزمة “قره باغ-ناجورو”..

وفقًا للاتفاق “الروسي-التركي”؛ بشأن الإشراف المشترك على وقف إطلاق النار في “قره باغ-ناجورو”، أفضى حصول “تركيا” على معبر استراتيجي إلى إنجازات اقتصادية ونفوذ “أنقرة” في “القوقاز”.

واستنادًا للاتفاقية سابقة الذكر؛ التي تمت بواسّطة “روسيا”، توفرت نسّبيًا إمكانية ربط النقل بين “جمهورية أذربيجان” و”جمهورية الحكم الذاتي نخجوان”؛ (تلك المنطقة الأذربيجانية التي انفصلت عن أرمينيا بشريط بري، وترتبط بحدود صغيرة مع تركيا).

والممر المذكور؛ هو أداة تحقيق الأحلام التركية في فتح مسّارات للطاقة التجارية الاستراتيجية إلى سوق “الصين” و”آسيا الوسطى”، لكنه قد ضاعف من جهة أخرى من المخاوف الإيرانية. ذلك أن “إيران”؛ التي عُرفت منذ سنوات باعتبارها عامل اتصال بري مناسب بين “نخجوان” و”أذربيجان”، بحيث حافظت على نفوذها في “باكو”، إلا أن هذه المخاوف سوف تزداد بشدة، بعد خسارة هذه الأداة، فضلًا عن مشكلة خط أنابيب غاز “ايغدير-نخجوان” بواسّطة “تركيا”.

وفي المبادرة المذكورة؛ كانت “تركيا” تسّعى إلى فرض العُزلة على “إيران” وإضعاف مزاياها الجيوسياسية واستنزافها جيواقتصاديًا في مجال الترانزيت والطاقة بـ”القوقاز” و”آسيا الوسطى”.

وقد تضاعفت إمكانيات خط أنابيب نقل “آناتولي” وسوف تصل إلى: (32) مليار متر مكعب في العام، هذا الخط الذي جرى تخطيطه لنقل “غاز أذربيجان” إلى “أوروبا” بتدشّين خط أنابيب نقل “قزوين”؛ (آسيا الوسطى)، المدعوم من “الولايات المتحدة الأميركية”، لذلك تستطيع “تركيا” أن تتخذ من تمديد شراء الغاز من “طهران” حتى العام 2026م، أداة للمسّاومة.

كذلك إنشاء خط سّكك حديد من “تركيا” إلى “نخجوان” قد يصل “باكو”؛ بـ”تفليس”، ومدينة “كارس” في الشمال، ويصل مسّار “إيران-أفغانستان” و”باكستان” في الجنوب بـ”تركيا”، وعليه تتحول “تركيا” إلى مركز للترانزيت إلى جانب مركز الطاقة، وبالطبع بعد إقصاء “جورجيا”.

03 – مشروع خط أنابيب غاز من “ايغدير” التركية إلى “نخجوان”..

بعد أسبوع فقط من انتهاء حرب “قره باغ”؛ بين “أذربيجان” و”أرمينيا”، وقّعت “تركيا” و”أذربيجان”؛ في تشرين ثان/نوفمبر 2020م، اتفاق نقل “الغاز” من “ايغدير” التركية إلى “نخجوان”. وسوف يعبر هذا الخط بطول: (140) كيلومتر؛ (85 كيلومتر في تركيا؛ و55 كيلومتر في نخجوان)، عبر حدود تبلغ: (12) كيلومتر بين الطرفين، وسوف ينقل سنويًا: (500) مليون متر مكعب غاز.

وقد أعلنت شركتي (بوتاش) و(سوكار) الأذربيجانية؛ انتهاء المشروع عام 2022م. وكانت “أذربيجان” قد ألغت متطلب نقل الطاقة (الغاز) عن طريق “إيران” إلى “نخجوان” عن قائمة أولويات سياساتها للطاقة.

وعليه؛ فقد أضحى الوجود التركي في “القوقاز” الجنوبية أكثر عمقًا من القرن الماضي.

وسيكون خط الأنابيب الجديد بديلًا لخط الأنابيب الذي كانت “إيران” قد وقّعت عليه في اتفاقية مع “أذربيجان”؛ عام 2005م، بغرض نقل الغاز إلى “نخجوان”؛ (الأرض المنفصلة عن أذربيجان).

مبادرة “تركيا” بشأن خط أنابيب “ايغدير-نخجوان” قد يُفضي للحد من النفوذ الإيراني في “نخجوان”، بل ويُزيد نفوذ “تركيا”؛ المنافس التقليدي لـ”الجمهورية الإيرانية” في المنطقة.

وفي هذا الصّدد أعلنت “تركيا” أن لديها خطة لإطلاق خط سّكك حديدية إلى “نخجوان”؛ حيث من المقرر أن يتصل بـ”باكو” عبر الطريق الذي من المقرر أن تبّنيه “تركيا” لـ”أذربيجان”.

وفي هذا الصّدد اعتبر رئيس “جمهورية أذربيجان” أن بناء خط سّكة حديد “قارص-ايغدير-نخجوان” بمثابة مؤشر على تحرر جمهورية الحكم الذاتي من وضعية الحصار وزيادة مسّار التنمية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب