12 أبريل، 2024 2:29 م
Search
Close this search box.

“الرازي” ترصد .. “تركيا” والردع الشّبكي ضد “الجمهورية الإيرانية” (2)

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجم- د. محمد بناية:

نجحت “تركيا” في النفوذ بالمناطق التكميلية الجيوسياسية؛ بغرض استكمال حلقة الموازنة الشّبكية ضد “إيران”؛ بحسّب الجزء الثاني من التحليل الذي أعده كلاً من: “مجيد عباسي” و”مسعود آخشي”؛ وتم نشره بفصلية (بين النهرين) للدراسات السياسية؛ جامعة “الرازي”، الإيرانية، وذلك على النحو التالي:

04 – “أفغانستان”..

( أ ) استفادة “تركيا” من الروابط الإيديولوجية الإخوانية (النقشبندية والديوبندية)..

كانت “أفغانستان”؛ تحت سلطة (طالبان) وفروعها الإخوانية، من جُملة المناطق الواقعة في إطار تنظيم الموازنة التركية الشّبكية ضد “الجمهورية الإيرانية الإسلامية”؛ في العام 2021م.

وتعود العلاقات التركية مع “الإخوان المسلمين” إلى عهد حزب (الرفاه)؛ في العام 1960م. في هذه الفترة كان حزب (الرفاه) قد منح عضويته إلى بعض مندوبي تيار “الإخوان المسلمين” المصري.

وبعد انفصال حزب (العدالة والتنمية) عن حزب (الرفاه) في العام 2022م، ازداد مسّار تنمية العلاقات مع “الإخوان المسلمين”. وكانت الفرصة الذهبية من نصيب “تركيا” باندلاع “الربيع العربي”. واعتبرت “تركيا” نموذجها السياسي الأفضل بالنسبة للأنظمة التي تعرضت للإطاحة نتيجة لـ”الربيع العربي”؛ بحيث تغير موازنة القوة في منطقة “غرب آسيا” لصالحها، ومن ثم تمتلك قدرة أكبر في التعامل مع الدول الغربية. هذا الموضوع الذي يمكن أن يعرف باسم “الهلال الإخواني”.

ويحظى عنصرين من المجتمع الأفغاني، أي الأغلبية السُنية والأقلية التركية؛ (الأوزبك والتُركمان)، الذين يُشّكلون نسبة: (15%) من الكتلة السكانية الأفغانية، بالأهمية التركية. فلطالما اهتمت “تركيا” بالأقلية التركية ودعمتها.

وفي هذا الصّدد تُجدر الإشارة إلى ملاحظة أن “تركيا” تسّتفيد في حوزة “آسيا الوسطى” و”القوقاز” من مكونات “ثقافية-لغوية”؛ ولكن تسّتفيد في حوزة “أفغانستان” من إيديولوجية الإسلام “الإخواني-الديوبندي” الذي يضم بعض الجماعات الأفغانية.

وفي هذا الإطار سوف تقضي “تركيا” عمليًا بمحورية “قطر-باكستان” وسلطة (طالبان) على مشروع “چابهار”، الذي كان مخططًا بين “إيران والهند وأفغانستان”.

وخلال جميع هذه السنوات لعبت الصوفية النقشبدنية دورًا هامًا في تصعيد حزب (العدالة والتنمية) إلى السلطة في “تركيا”.

وبالنظر إلى أن المركز الأولى لأنشطة النقشبندية؛ (عصر الشيوخ)، كان في “تُركمانستان وأوزبكستان وسغد وهراة”، فقد لعب مشايخ النقشبندية التركية دورًا هامًا في تعزيز المثل العُليا لإمبراطورية (إرودغان) التورانية الكبرى عن طريق مريديه في “أوراسيا”.

وقيل إن (طالبان) فرع من الديوبندية الباكستانية، تعلم أعضاءها في المدارس الحقانية بـ”إسلام آباد”. (طالبان الديوبندية) تُعتبر نفسها فرع النقشبندية. في النهاية نتابع اتصال (طالبان) الإخوانية (الحنفية السّلفية) بدعم تركي، بتنظيم (داعش خراسان)؛ (الحنبلي السّلفي)، مندوبًا عن “المملكة العربية السعودية” ضد “إيران”؛ لذلك ومع وصول (طالبان النقشبندية-الديوبندية) إلى السلطة في “أفغانستان”، واتصال “تركيا” المحتمل في الكواليس مع هذا التيار، يتوجب على “طهران” إبداء المزيد من الاهتمام لذلك التهديد. كذلك تنشط الطريقة النقشبندية في “إيغورستان”؛ (تشانغ يانغ) الصينية.

( ب ) تقوية ممر “لاغورد” والحد من أهمية مشروع “هراة-خواف”..

أحد أهم أهداف “أنقرة” من تطوير النفوذ في “أفغانستان”، هو فرض العُزلة على “إيران” وتنحيتها عن الممرات الدولية وتعطيل قدرات “طهران” الجيوسياسية تحت العقوبات الأميركية.

وفي هذا الصّدد أشار “كارائيسمان أوغلو”؛ وزير النقل التركي، عقب لقاء نظيره الأفغاني عام 2021م، إلى عزم “تركيا” ربط “أفغانستان” بـ”أوروبا” عبر خط سّكك حديد “باكو-تفليس-قارس” عبر الاستفادة من مسّار “لاغورد”.

وقد بدأ ممر “لاغورد” العمل في العام 2018م. ويربط محافظة “فارياب” شمال “أفغانستان” بـ”تُركمان باشي” في “تُركمانستان”، ويستمر حتى “أذربيجان” عبر “بحر قزوين”، ويصل إلى “جورجيا” و”تركيا” عبر خط سّكة حديد.

وبلا شك؛ فإن هذا التطور جدير بالاهتمام، لأنه يُزيد دور “أفغانستان” في النقل بالشرق الأوسط و”آسيا” ومكانتها على “طريق الحرير الجديد”.

والحقيقة أن انسّحاب “الولايات المتحدة” من “أفغانستان”، والاضطرابات الناجمة عن انعدام الحكومة المركزية، قد أثر بشّكلٍ غير مباشر على حسابات “الهند” في مشروع “چابهار” وحتى “أفغانستان” و”آسيا الوسطى”.

وهذه التطورات ستصّب في صالح “تركيا” و”باكستان”، وحقق مزيدًا من أهدافها بخصوص الترانزيت في “آسيا الوسطى” و”القوقاز”؛ (تركيا لاچين-زنجزور)، و”باكستان” بميناء “جوادر” بالتعاون مع “الصين”.

( ج ) بناء سّد تركي في “هيرمند” الأفغانية..

طرح نظرية العمق الاستراتيجي اقترن بتغّيرات جادة في مقاربة ومسّار صناعة السياسة الخارجية للحكومة التركية.

وفي هذا المسّار انصب التركيز التركي بشكلٍ أكبر على الشرق؛ وخاصة دولة “أفغانستان”، وأدرجت الاستثمار في الدول الأخرى على جدول أعمالها. وهذه المسألة تشمل المكون الخامس من نظرية العمق الاستراتيجي المطروحة، إذ كان يعتقد صانع السياسات التركي لا يجب أن يكتفي بلعب دور في منطقة “البلقان” أو الشرق الأوسط فقط، وإنما يجب أن يستثمر في الدول الأخرى كذلك.

ويمكن تقديم مثال على هذا الرؤية في المشاريع المائية التركية فوق المحلية، ويمكن مشاهدة ذلك بسّهولة في استثمار ومشاركة الأتراك في البناء والاستفادة من السّدود، والمشاريع وخطط المائية العامة لسّائر الدول ومن بينها “أفغانستان”.

ومن جملة هذه الأطروحات والمشاريع العامة يمكن الإشارة إلى الاستثمار وافتتاح المرحلة الثالثة من “سّد كمال خان”، وكذلك تطوير “سّد كجكي” على “نهر هيرمند”.

والبديهي أن الإجراءات التركية المائية في “هيرمند” تُهدد الأمن المائي شرق البلاد؛ لا سيما منطقة “بدشت” في “سيستان”. وهدف “تركيا” الرئيس في مجال الهيدروسياسي هو بناء “توازن مائي في مقابل التوازن النفطي”، مع دول المنطقة ومن بينها “إيران”، والاستفادة من خلافات دول المنطقة مع “طهران”.

في الختام؛ يمكن الإشارة إلى أهم مؤشر هجوم على السياسات الخارجية لحزب (العدالة والتنمية)؛ بعض تطورات الانتفاضات الشعبية بالشرق الأوسط عام 2011م، واحتدامها في البيئة المحيطة بـ”إيران” بعض العام 2015م، باعتباره تابع اتفاق البرنامج الشامل للإجراءات المشتركة؛ (+1)، ودخول “روسيا” رفقة “إيران” في “سوريا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب