15 يوليو، 2025 12:45 م

الذكاء الصناعي إيجابيات على حافة الهاوية

الذكاء الصناعي إيجابيات على حافة الهاوية

خاص : بقلم – حاتم جمال :

كاتب صحافي

البشرية على حافة الخطر.. هذا أدق وصف يمكن أن نصف به المستقبل القريب للبشرية مع الذكاء الاصطناعي؛ فرغم الخدمات الجليلة التي سيُقدمها للبشرية إلا أن شره سيطولها ولن يبُقي الأخضر واليابس ولا يستطيع أيًا ما كان أن يقف أمام تطوره ولا يحّد من تأثيراته الكارثية؛ ولكي لا ننظر للكوب الفارغ دعنا نتحدث عن الذكاء الصناعي واستخداماته الجّمة وكيف سيُفيد البشرية وتطور كوكب الأرض.

الذكاء الصناعي؛ كما يُعرفه غوغل، هو سلوك وخصائص معينة تتسّم بها البرامج الحاسوبية، تجعلها تُحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، من أهم هذه الخصائص القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تُبرمج في الآلة، إلاّ أنَّ هذا المصطلح جدليّ نظرًا لعدم توفر تعريف مُحدد للذكاء.

ولكن ما اصطلح عليه العلماء هو مجموعة معادلات رياضية تُرص بطريقة معينة يُطلق عليها الخوارزمات تُحاكي العقل البشري من خلال جعل الآلات صديقة للبشر؛ وكانت البداية عام 1948 بعد الحرب العالمية الثانية؛ حيث عُقد مؤتمر الرياضيات السوداء وقدم العلماء به معادلات الذكاء الصناعي، وفي عام 1950؛ قام العالم “جون ماكرثي” بعمل برمجة للذكاء الصناعي وتم تأسيس مختبرات للذكاء الاصطناعي في معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا؛ وفي منتصف الستينيات تبنّت “وزارة الدفاع الأميركية” أبحاث الذكاء الصناعي وبسرعة كبيرة تطورات أبحاث الذكاء؛ بحلول عام 1985 وصلت أرباح أبحاث الذكاء الاصطناعي في السوق إلى أكثر من مليار دولار، وبدأت الحكومات التمويل وبعدها بعامين شهد المجال نجاحات في المجال اللوجستي واستخدام البيانات.

وبعيدًا عن أقسام الذكاء الصناعي الثلاث الضيقة والجينرال والفائق؛ وصلت البشرية به لمحاكات كبيرة للعقل البشري وتم استخدامه في مختلف المجالات بدءًا من الهواتف الذكية حتى صوفيا الدمية؛ التي حصلت على الجنسية السعودية وقابلها الرئيس “عبدالفتاح السيسي”، فالذكاء الصناعي أصبح يدخل في كثيرٍ من حياتنا اليومية وذلك لعدة مميزات؛ أولها السلامة والأمان حيث أن نسّبة الأخطاء به قليلة جدًا عكس العقل البشري الذي يُخطيء ويُصيب وتتحكم به العاطفة، كما أن العديد من المهام التي يقوم بها معقدة للغاية بحيث يتعذر على البشر القيام بها على أكمل وجه. حتى بدون الملل أو الانحرافات العاطفية، في بعض الأحيان هناك العديد من العوامل التي يجب أن تأخذها أدمغتنا الطرية في الاعتبار، فمثلاً في مجال الصحة مع انتشار جائحة (كورونا) تمكنت الصين من جعل الذكاء الصناعي يُدير خمس مستشفيات بدون تدخل بشري؛ كذلك الولايات المتحدة التي جعلت الذكاء الصناعي يقوم بعملية جراحية كاملة لتغيير مفصل مجند دون تدخل طبيب؛ هذا فضلاً عن أنه الأرخص مقارنة بالبشر ويوفر الكثير من الميزانيات ويستطيع التنبؤ بالكثير من الأشياء عن طريق دراسة بيانات أو سلوك العملاء؛ ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يجعل كل البيانات والاتصال من حولنا منطقيًا.

الأمر الملفت أن هناك حربًا شرسة بين الدول على تطوير الذكاء الصناعي؛ حتى أن الصين عام 2017 رصدت 150 مليار دولار أميركي للذكاء الصناعي وخرجت مع بداية هذا العام بتصريح قاسي عندما قالت أن الذكاء الاصطناعي و”الميتافيرس” ستُمحي دول وتحرك شعوب، ورصدت الولايات المتحدة مليارات الدولارات لتطويره وأعلنت أنها رصدت 2 بليون دولار لتطوير روبوت قاتل بالهدف.

هذه بعض مميزات الذكاء الصناعي أو الاصطناعي واسمحوا ليّ في المقالات القادمة سأتحدث عن بعض عيوبها وخطورتها على البشر واستخداماتها في الحروب والحياة؛ حتى الفن والابداع، وكيف رصدت السينما العالمية شكل الذكاء الصناعي والصراع بينه وبين البشر، وهل ستكون الحرب الأخيرة للبشر بين الآلات والبشر لنعود للأسلحة القديمة من سيف وقوس ورمح وندخل في الملحمة الكبرى.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة