16 أبريل، 2024 9:48 ص
Search
Close this search box.

“الذئاب المنفردة” .. تفرض على أوروبا الوحدة وحسم مواجهة الإرهاب

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – آية حسين علي :

أثبتت اعتداءات لندن، الأربعاء الماضي، أن الحرب التي أعلنها تنظيم “داعش” الإرهابي ضد أوروبا هي التحدي الأساسي للأمن بالنسبة للقارة.

ولا يمكن إنكار أننا نعيش في صراع قوي، لا يتعلق فقط بحياة المواطنين الأوروبيين، وإنما يشمل أيضا قيم الديموقراطية التي يستند عليها نموذج الحياة والأنظمة السياسية الغربية، وفقاً لما أوردته صحيفة “الموندو” الإسبانية.

باقل تكلفة إرهابية يمكن ازعاج اوروبا

لم تكن مجرد صدفة أن يقرر أحد الإرهابيين شن اعتداء في عاصمة أوروبية أخرى، في نفس اليوم الذي تحيي فيه بروكسيل الذكرى السنوية الأولى للاعتداءات التي ضربت محطة مترو مالبيك ومطار بروكسيل الدولي قبل عام، وراح ضحيتها 32 شخصاً وأصيب المئات.

ورغم أن الآثار المحدودة التي خلفتها تفجيرات لندن (3 وفيات و27 مصاباً)، فقد تمكن الإرهابيون من تحقيق هدفهم في إثارة حالة من الهلع في أوروبا كلها، وأظهر الإرهابيون مرة أخرى، بعد اعتداءات نيس بفرنسا وبرلين بألمانيا، مهارتهم في ارتكاب جرائم دموية بسهولة، باستخدام موارد اقتصادية محدودة للغاية، ودون أي تنسيق أو تخطيط.

خالد مسعود منفذ هجوم وستمنستر

وتم تنفيذ اعتداء لندن باستخدام سيارة وسكين بهدف إلحاق أكبر حجم من الأضرار كما يحدث تفجير إرهابي أو اعتداء مسلح. وبهذه الطريقة، يسهل على أي “جندي خاضع للخليفة”، كما أطلق “داعش” على منفذ عملية لندن، الذي يدعى “خالد مسعود”، أن يقتفي أثر الجماعة في قتل “كفار”، من خلال تنفيذ عمليات فردية ودون الحاجة إلى بنية عضلية معينة أو تسليح.

جدير بالذكر أن التنظيم ذكر في أحد بياناته الموجهة إلى أعضاؤه: “إذا لم تستطيعوا تفجير قنبلة أو إطلاق رصاصة، أفعلوا ما يمكنكم لمواجهة كافر فرنسي أو أميركي واكسروا عنقه بحجرة، أو اطعنوه بسكين أو ادهسوه بسياراتكم أو اقذفوه في الهاوية أو اخنقوه”. ويتمدد هذا الأسلوب الخطير كأحد الوسائل الرئيسة التي يلقنها “داعش” للمنضمين إليه.

وتم القبض على متشدد الأثنين كان يحاول تنفيذ توجيهات التنظيم بدهس مجموعة من المارة في شارع تجاري بمدينة أنتويرب، ببلجيكا.

“الذئاب المنفردة”

مثل ما حدث مع “خالد مسعود” الحاصل على الجنسية البريطانية، فإن أن الإرهابي الثاني ولد في فرنسا، وهو ما يزيد تعقيد مهمة قوات الأمن لمنع وقوع الاعتداءات.

وقبل أعوام، كان التخوف الأساسي من الجهاديين الذين عادوا إلى أوروبا بعد المشاركة في المعارك بسوريا، لكن الآن هناك ما يسمى بـ”الذئاب المنفردة” وهم أشخاص ولودوا في أوروبا، واعتنقوا الفكر المتشدد من خلال الإنترنت أو عبر شبكات تجنيد الشباب ببعض المساجد.

لا تستخدم هذه “الذئاب” هويات مزيفة وتتمكن أجهزة المخابرات من رصدهم، لكن لا تزال السيطرة عليهم أمراً صعباً لاستحالة تعيين خدمة مراقبة لكل واحد منهم.

ووفقاً لإحصاءات الاتحاد الأوروبي حول مكافحة الإرهاب، تم رصد أكثر من 65 ألف شخصاً مشتبه في امتلاكهم علاقات مع تيارات جهادية، لكن لا يمكن اعتقالهم نظراً لكونهم مواطنين أوروبيين ولم يرتكبوا أية جرائم.

لذا تبرز ضرورة لتعزيز وزيادة التنسيق بين أجهزة المخابرات المختلفة داخل الدول الأعضاء في الاتحاد، ومع بريطانيا أيضاً، رغم أنها في إطار عملية فك ارتباطها بالاتحاد الأوروبي.

ويجب على الدول الأوروبية سواء التي تنتمي لفضاء “شينغن” أو الاتحاد الأوروبي أم لا، التعاون فيما بينها من أجل محاربة عدو يعتبر أن كل المواطنين الأوروبيين يستحقون القتل.

وفضلاً عن التعاون الدولي في قضايا الأمن، يجب أن تعي كتلة الحلفاء الغربيين أهمية القضاء على ما يسمى بـ”الخلافة” التي تسيطر على جزء كبير من الأراضي في سوريا والعراق.

وتجدر الإشارة إلى أن عمليات التحالف الدولي أضعفت التنظيم الإرهابي بما فيه الكفاية، حتى أنه خسر 50% من المنطقة التي كانت تحت سيطرته منذ عامين، لكنه مطالب ببذل المزيد من الجهد للقضاء عليه نهائياً.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب