23 أبريل، 2024 9:56 ص
Search
Close this search box.

“الدية” .. من أجلها تهون جميع أعضاء الجسد في إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

كان إيذاء البدن أحد عوامل الاضطراب النفسي حتى فترة قريبة, وكل من يؤذي نفسه بغرض الهروب من الواقع يعد مريضاً من المنظور المجتمعي, لكن حين أعلن رئيس مصلحة الطب القانوني في إيران شيوع عمليات إيذاء البدن للحصول على الدية، تسأل الجميع “كيف يمكن لشخص أن يقوم بتشويه جزء من جسده مقابل الحصول على الدية ؟”.

المعنى الحقيقي لإزاء البدن..

تعرف صحيفة “بهار” الإيرانية، إيذاء البدن أو تعذيب النفس بـ”الفعل العمد لإصابة أو صدمة البدن، والحقيقة أن الغالبية لا تقوم بهذا الفعل بغرض الانتحار أو إيذاء البدن، وإنما تقوم بذلك غالباً تحت وطأة الضغط العصبي”، ورغم إدراج هذا الفعل تحت بند السلوك النفسي، لكن مازال علم الأسباب عاجزاً عن توضيح أسباب هذا المرض.

والجزء الأكبر من عمليات إيذاء البدن يرتبط بالسلامة العقلية أكثر من ارتباطه بالمجتمع والقوانين، لأن هذه الأفعال هي في الأصل مؤشر غير عادي على اضطرابات أخرى. وتشمل هذه الاضطرابات المشكلات الفردية بدءً من المشكلات الفكرية وحتى المشاعر وعدم الانسجام السلوكي والنفسي.

وعدد كبير من يقومون بإيذاء انفسهم يسعون لإثبات حقيقة أن سبب هذا الفعل هو الشعور بالاكتئاب والعجز، والواقع أن البعض يعد الإيذاء البدني انعكاساً “للتعزير النفسي” بينما يعده البعض الآخر نتاج العنف.

كسر عظام اليد أو الرجل..

“يفقد الأفراد الإحساس في أيديهم أو أرجلهم بعد حقنها أو رشها بمادة مخدرة، تمهيداً لكسر عظامهم ومن ثم الحصول على الفدية”. هكذا قال “أحمد شجاعي” رئيس مصلحة الطب القانوني في إيران، ونقلت عنه الصحيفة الإيرانية قوله: “البعض يختلق الظروف للحصول على الدية أهمها مشاهد حوادث السيارات أو إيذاء البدن, وبعض هؤلاء الأفراد معروف وقد ازدادت النسبة عن العام الماضي, وتنتشر عمليات إيذاء البدن بل ونشر عظام الترقوة في كل المحافظات ولا تقتصر على محافظة بعينها، وتكشف إحصائيات مصلحة الطب القانوني من خلال عمليات المعاينة والفحص التي أجريت على بعض الأفراد شبة تعمد الاصابة، ولا يمكن القطع بدقة هذه الاحصائيات لأن الأعداد أكبر من ذلك, وحين يقوم المتضرر بمراجعة الطبيب القانوني يخضع للفحص الدقيق من جانب المتخصصين، فإذا ثبتت شبهة تعمد الاصابة يتم اخطار التأمينات الاجتماعية”.

المال مقابل الاصابة..

يتم تحديد سقف الدية بشكل سنوي، سواءً دية القتل أو ضرب أي جزء من البدن. في غضون ذلك يسعى بعض الأفراد إلى الحصول على “الدية” عبر إيذاء أبدانهم ولا يتورعون عن فعل أي شئ في سبيل ذلك, بدءً من كسر اليد والرجل وحتى الجراحات المختلفة على أعضاء البدن بل وأحياناً “نشر عظام الترقوة”.

هذا بخلاف من يلقي بنفسه في طريق السيارات، وما أن يتعرض للصدمة حتى يقوم برفع شكوى ضد السائق ويطالب بالدية, وهناك من يدخل في مشاجرات وبعدها يقوم بإجراء بعض الجراحات ويطالب بالدية, لكن الحقيقة أن كل هذه العمليات تخالف القانون وقد يتعرض من يقوم بذلك للعقاب فضلاً عن الحرمان من الدية.

خسارة عضو من البدن مقابل “الدية”..

منذ سنوات والتأمينات الاجتماعية توفر دخول المحتاجين, يقدم الناس أيديهم وأرجلهم مقابل المال, ما يعيد إلى الأذهان حادثة عام 2013 حين قام بعض الأفراد باصطناع حادثة وتحطيم أيدي وأصابع وأسنان صديقهم بالكماشة للحصول على المال, وقد رفض الطبيب تسليمهم مبلغ 30 مليون طومان بعد اكتشاف أن الحادث مصطنع وتم إلقاء القبض على المتورطين، لكن لا يجب أن ننسى أن شخصاً ما قام بإيذاء نفسه مقابل المال.

وهذا النوع من الاحتيال الذي يتم بأساليب حديثة يقوم به أشخاص يلتفون على القانون ويستغلون أي ظرف للقيام باحتيالهم, لكن لا يمكن انكار أن الاحتيال للحصول على الدية تحول إلى وظيفة تدر دخلاً كبيراً.

في النهاية.. !

يزداد يومياً عدد الأفراد الذين يؤذون أنفسهم لأي سبب, والبعض يرى في الضغوط الناجمة عن الصراعات العصبية سبباً في إيذاء البدن، بينما البعض الآخر يرى أن المال هو سبب القيام بهذا العمل. لكن الأفراد الذي يقوم بإيذاء عضو من أبدانهم للحصول على المال قد يتعرضون للعقوبة لأنهم يبيعون نوعاً ما بهذا العمل صحتهم البدنية.

تلك الصحة التي يتمنى الكثيرون امتلاكها تحولت إلى لعبة بغرض جمع المال. لكن الجدير بالتأمل هو أن من يقومون اليوم بتقديم أرواحهم مقابل المال، هل تأخذه الرحمة في المستقبل بالآخرين أو أقرب الناس إليه ؟

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب