“الدولي لدراسات السلام” يرصد .. تغيَّر توازن القوة وغموض مستقبل الحكومة السورية (2)

“الدولي لدراسات السلام” يرصد .. تغيَّر توازن القوة وغموض مستقبل الحكومة السورية (2)

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

لعبت الأطراف الإقليمية وفوق الإقليمية أدورًا متعددة في تغيَّر موازنة القوى بدولة “سورية”؛ حيث تدخلت الأطراف الإقليمية في التطورات السورية بشكلٍ مباشر حرصًا على تأمين مصالحها. بحسّب “فاطمة خادم الشيرازي”؛ الباحث والمدرسي الجامعي، في الجزئ الثاني من تحليلها المنشور على موقع المركز (الدولي لدراسات السلام) الإيراني.

من جهة أخرى؛ لعبت هذه الدول دورًا رئيسًا في بلورة نتائج الأزمة السورية؛ من خلال دعم بعض الفصائل المعينة عسكريًا وسياسيًا، ومساعيها الدبلوماسية للوصول إلى اتفاق أو الحيلولة دون نفوذ الدول الأخرى في المعادلات السورية.

من ثم وقعت التطورات السياسية والعسكرية السورية تحت تأثير هذه الدول واستراتيجياتها. ومع تشكيل الحكومة الانتقالية في “سورية”، فإن النتيجة هي سيناريو سياسي مجزأ قد يتحول بسهولة إلى الفوضى.

وعليه سوف تدور هذه المقالة حول الدول الأكثر تأثيرًا على الحالة السورية، والدول التي ستستّفيد من الحكومة السورية الجديدة.

ثانيًا: المصالح..

لعبت “تركيا”؛ وحكومة “رجب طيب إردوغان”، دورًا مهمًا في انتصار (تحرير الشام)، واستفادت منها بلا شك. فقد بدأ هجوم (تحرير الشام) من منطقة تقع تحت سيّطرة “تركيا” في شمال “سورية”، ولمّا تمكنت من ذلك بسهولة دون الدعم التركي.

واستفادة الهيئة من مُسيّرات (قويا) بنجاح دليل على المساعدات التركية. ولـ”أنقرة” مصلحتان رئيسيتان في “سورية”، الأولى: خلق أجواء ساعدتها على إعادة ثلاثة ملايين لاجيء سوري فروا إلى “تركيا” خلال فترة الحرب الأهلية.

الثانية: من مصلحة “تركيا” تقليص قوة ونطاق وجود “أكراد سورية”؛ الذين تتهمهم بالتحالف مع متمردي حزب (العمال الكُردستاني).

فإذا تقرر “تركيا” الضغط على النظام الجديد في “دمشق” لمهاجمة المناطق تحت سيطرة الأكراد في شمال شرق “سورية”، فإن هذه المسألة قد تتسب في مشكلة لـ”الولايات المتحدة” تُشبّه بما تواجه “روسيا” في الغرب.

النفوذ التركي وتضارب المصالح..

وقد يُثير النفوذ التركي؛ المتنامي عبر دعم تيار الإسلام السياسي والجناح المحسوب على (الإخوان المسلمين)، مخاوف الدول العربية كـ”المملكة العربية السعودية، والإمارات، ومصر، والأردن”، تلك الدول التي كانت تُعارض من المنظور التاريخي حركات الإسلام السياسي داخل حدودها، وقد تبحث عن بديل للسيّطرة التركية.

والولاءات المختلفة والتشرذم بين الجماعات المتمردة يمكن أن يمنح هذه الدول فرصة كبيرة لمنع ما تعتبره وكلاء “تركيا”. كذلك قد يقضي خط أنابيب “قطر-سورية” ارتباط “أوروبا” بالغاز الروسي.

تلك القضية التي بلغت ذروتها بهجوم “روسيا” على (كريمة) وتثبيت وجودها في شرق “أوكرانيا”. وستكون “روسيا” بمثابة توازن أفضل للنفوذ الأميركي في “سورية” بالنسبة للدولة التركية أو دول الخليج؛ حيث تستطيع القيام بدور الوسيط.

التوازن “الروسي-الأميركي”..

وهكذا استراتيجية قد تدفع “روسيا”، في إطار محاولة مقايضة الاعتراف الدولي بـ (هيئة تحرير الشام) مقابل الاحتفاظ بقواعد عسكرية في “سورية”، إلى أحد طريقين، الأول: أن تتخذ قرارًا بإنشاء منطقة حكم ذاتي للعلويين في “اللاذقية” وحمايتهم عسكريًا، على غرار دعم “الولايات المتحدة” سيطرة الأكراد على أجزاء واسعة في الشمال السوري.

الثاني: الحاجة إلى إبرام اتفاق مع (تحرير الشام) قد يدفع “روسيا” إلى تقوية التعاون مع أنواع الفصائل الراديكالية على المستوى العالمي.

وبالنسبة للبعض؛ فإن قرار “موسكو” بإيواء؛ “بشار الأسد”، قد يجعل هذه المقترحات أكثر إقناعًا ويوحي بأنها في حال خسارة “الأسد” للسلطة في “سورية” فسوف تصل إلى اتفاق مع حلفائه، لكنها تضمن كذلك بقائه وأسرته في أمان.

وإذا كانت الإطاحة بـ”الأسد”، بمثابة انتكاسة لـ (الكرملين)، لكن ليست فشل كامل لسياسات “موسكو” بالشرق الأوسط، وحتى لو فقدت “روسيا” قواعدها العسكرية في “سورية”، فإنها تمتلك علاقات اقتصادية قوية مع “تركيا” وعلاقات مميزة مع “إيران”، وإذا وجدت طريقًا للعمل مع (تحرير الشام) فسوف تفتح مجالًا واسعًا من الخيارات الجديدة بالنسبة لـ (الكرملين)، وربما ميزة المنافسة بالمنطقة.

مخاوف أردنية..

بالنسبة لـ”الأردن” تُمثل قضايا اللاجئين، والأمن الحدودي، وفصائل المعارضة أولوية في مرحلة “سورية” الانتقالية، وتشمل أولويات “الأردن” إيجاد حلول لمشكلة استضافة نحو: (1.4) مليون لاجيء سوري، وتأمين حدودها الشمالية ضد عمليات تهريب السلاح والمخدرات.

وبينما تُفيد التقارير بتعاون “الأردن” مع “إسرائيل”؛ فيما يخص التطورات السورية، لكن تتخوف “عمّان” بشدة إزاء التوترات والهجوم الإسرائيلي الأخير على “سورية”.

ويدعم “الأردن” الانتقال الذي يكفل الاستقرار في “سورية” ويتماشى مع مصالحه الأوسع مع جارته الشمالية المسالمة والآمنة. كما سيكون للتوجه السياسي المستقبلي للحكومة السورية آثار جانبية كبيرة على “الأردن”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة