خاص : ترجمة – محمد بناية :
بالمخالفة لأخبار بيع “الدولار” مقابل 7000 طومان لزوار “الأربعين”، لم تخصص أي عملات أجنبية كمصروف جيب للمسافرين بنصف القيمة، وإنما فقط تُدفع تكلفة التأشيرة في شكل حوالة مخفضة ويتعين على المسافر توفير العملة الأجنبية من السوق كأي مسافر. وفقًا لما نشرته صحيفة (العمل) الإيرانية.
وقبل فترة؛ ونظرًا للزيادات المضاعفة في أسعار تذاكر الطائرات، طلبت شركات الطيران تخصيص عملات أجنبية للخطوط الجوية عبر منظومة التدوال المتكامل للعملة، (نيما)، وبالتأكيد وافقت الحكومة على هذا المطلب، لكن التقارير الإخبارية تثبت مراوغة البنوك في تنفيذ الأمر.
ويواجه زوار العتبات المقدسة تحديات بسبب ارتفاع سعر “الدولار” وإلغاء دعم العملة بالنسبة للمسافرين، بحيث تضاعفت تكلفة زيارة “كربلاء” عن العام الماضي عدة أضعاف. ويواجه الزائر مشكلة أخرى في توفير العملة الأجنبية من السوق الحر بما يعادل 13 ألف طومان للدولار الواحد، بالإضافة إلى زيادة بنسبة 80 إلى 100% بأسعار تذاكر الطيران. فإذا كان مقررًا توفير عملة أجنبية للزوار بسعر 7000 طومان، فالسعر مختلف في السوق الحر ومن ثم يتعين على الزائر دفع تكلفة باهظة.
في غضون ذلك؛ من المتوقع أن يصل عدد زوار “الأربعين” حوالي المليون شخص، فإذا كان نصيب كل واحد منهم 200 دولار فقط، فلابد من توفير مبلغ 200 مليون دولار، وبما أن سعر صرف الدولار المدعم يبلغ 7000 طومان؛ فسوف تبلغ التكلفة حوالي 1400 مليار طومان. فإذا كان سعر صرف الدولار في السوق الحر يعادل 14 ألف طومان، فسوف يتعين على الحكومة أن تدفع دعم صرف العملة بقيمة 1400 مليار طومان، وفي ظل هذه الأوضاع يجب على كل المسافرين توفير متطلباتهم من العملة الأجنبية بأسعار توازي سعر صرف الدولار في السوق الحر، وهو ما ترتب عليه ظهور السوق السوداء وكلها من جملة التحديات التي تواجه زوار “الأربعين”.
أضف إلى ذلك ظهور سوق تذاكر الطيران السوداء، أيضًا، بالتوازي مع اقتراب مراسم “الأربعين”. وبالتالي لابد من البحث عن سبل تضمن خفض تكاليف الزيارة وتوفير العملة الأجنبية بدون وسيط.
أسعار تذاكر رحلات “الأربعين”..
في السياق ذاته؛ أعلنت “فرزانه شرفبافي”، المدير التنفيذي بشركة طيران الجمهورية الإيرانية، أسعار تذاكر زيارة العتبات المقدسة خلال أيام “الأربعين”، وقالت: “طبقًا للتعاون بين البنك المركزي وهيئة الطيران الإيرانية، فقد تم الاتفاق على سعر تذكرة الطيران بالنسبة لزوار الأربعين. وسوف تترواح تكلفة الرحلة الجوية “النجف-بغداد”، خلال فترة مراسم الأربعين، بين 2 مليون و400 ألف طومان إلى 2 مليون و700 ألف طومان”.
وأكدت على أن هذه الأسعار نهائية، وسوف يتم التصديق عليها نهائيًا.
ارتفاع معدلات الطلبات الكاذبة على تذاكر الطيران..
علق الخبير الاقتصادي، “آلبرت بغزيان”، على ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، ومدى تأثير ذلك على تراجع رغبة الزوار في السفر عبر الرحلات الجوية، وقال في تصريح لصحيفة (العمل) الإيرانية: “يزداد الطلب على العملات الجنبية في فترات مثل الإجازة الصيفية والأعياد والمناسبات، وكذلك أيام المحرم والأربعين، وبالتأكيد ثمة جزء كاذب في عملية طلب العملة. ومع الأخذ في الاعتبار للفجوة الكبيرة بين سعر العملة الحالي، بالنسبة للزائر، وبين سعر العملة في السابق، فقد انخفضت رغبة المسافرين في شراء تذاكر طيران، على العكس وفي المقابل فقد إزدهر الطلب الكاذب على تذاكر الطيران. وعليه فقد أسفرت مثل هذه المشكلات عن إزدهار سوق تذاكر طيران موسم الأربعين السوداء، حيث المستفيد الأكبر تجار السوق السوداء وليس شركات الطيران”.
وشدد “آلبرت بغزيان” على ضرورة إستبدال “الدولار” بـ”الريال” الإيراني، لأنه بذلك سيزيد الطلب الحقيقي على تذاكر الطيران، وأضاف: “الأفضل في ظل هذه الأوضاع، حيث تضاعفت أسعار صرف الدولار وتذاكر الطيران، حذف الدولار من دورة توفير العملة المطلوبة في زيارة الأربعين والزيارات الخارجية، وهذا إذا كان من شانه رفع معدلات الطلب الكاذب من جانب العراقيين على الدولار في إيران، لكنه من جهة أخرى سوف يقضي على إهدار مصادر العملة بسبب الرحلات”.