19 أبريل، 2024 8:59 م
Search
Close this search box.

“الدهون” ليست عدوة للإنسان .. بعضها مفيد وينصح بتناولها !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

عندما تذكر كلمة “دهون”؛ فإننا نتخيل جلدًا مترهلًا ووزنًا زائدًا، لكن في الحقيقة ليست كل الدهون ضارة، بل توجد بعض أنواع منها مفيدة أو على الأقل لا تسبب ضررًا، لذا فإن تناولها ضمن نظام غذائي متوازن لا يؤدي إلى زيادة الوزن؛ كما لا يزيد خطورة التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية.

بعض الدهون تخلصت من القيود..

على مدار عقود مضت كانت تستثنى الدهون من وجبات أي شخص يتبع نظامًا غذائيًا، بغض النظر عن نوعها أو تقييم المواد الغذائية الموجودة بها، وكان لزامًا على من يرغب في الحصول على صحة جيدة أن يتجنبها؛ لأنها دائمًا ما كانت تعتبر من أخطر العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالسمنة وأمراض القلب، لكن منذ عدة سنوات تخلصت بعض أنواع الدهون من هذا القيد الحتمي وانتقل التركيز إلى “السكر” بصفته ضار بالصحة؛ ويؤدي إلى زيادة الوزن والعديد من الأمراض.

ولا يرجع الفضل، في هذا الاكتشاف، إلى الدراسات الحديثة، وإنما كات مجلة (غاما للطب الباطني) العلمية، قد نشرت، في عام 2016، تحقيقًا كشف عن الجهود التي بذلتها شركات تصنيع السكر خلال حقبة الستينيات من أجل الإشارة إلى “الدهون” بصفتها المتهم الرئيس والتقليل من الخطورة التي يمثلها “السكر” على الصحة.

ومع ذلك؛ لا يُعتبر تناول “الدهون” مباحًا دون قيود، إذ أن بعضها فقط يتوافق مع الأنظمة الغذائية الصحية المتوازنة، وذكرت دراسة موسعة أجريت على ما يعرف بـ”حمية البحر المتوسط”، أن هذا النظام الغذائي الذي يسمح بتناول “زيت الزيتون البكر” و”الفواكه المجففة”؛ مثل “الجوز واللوز والبندق”، يعطي نتائج أكثر فاعلية من أنظمة أخرى تعتمد على كميات ضئيلة من “الدهون”.

كما كشفت دراسة نُشرت في مجلة (ذا لانسيت)؛ أن إتباع “حمية البحر المتوسط”، التي لا تضع قيودًا على السعرات الحرارية وتسمح بتناول كميات جيدة من “الزيوت النباتية” و”الفواكه المجففة” لا يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن؛ مقارنة بأنظمة أخرى تعتمد على تقليل استهلاك “الدهون”.

وتشير الدلائل العلمية الحديثة إلى أن كمية “الدهون” لا تُعد معيارًا لقياس مدى فائدة أو ضرر المواد الغذائية، وإنما يعتمد على الحصول على الكمية الأكبر من السُعرات الحرارية من الفاكهة الطازجة والمجففة والخضراوات والبقوليات والأسماك واللبن الزبادي وزيت الزيتون البكر الممتاز والحبوب الكاملة بشرط أن تكون قد تعرضت للحد الأدنى من المعالجة، وكذلك تناول كمية ضئيلة من المواد الغذائية فائقة المعالجة الغنية بالنشويات والسكر والملح والدهون التقابلية.

الدهون أساسية من أجل الحياة..

تُعتبر الدهون والكربوهيدات والبروتينات من المغذيات الدقيقة الأساسية للتغذية، وذكرت الطبيبة، “ماريسا كالي”، ومنسقة البرنامج الإسباني “برنامج للأغذية والصحة” التابعة لـ”مؤسسة القلب”، أن: “الدهون مهمة للغاية؛ ولا يمكن إزالتها من النظام الغذائي، لكن تناول أقل قدر ممكن منها أمرًا صحيًا؛ إذ توجد بها أحماض دهنية لا يستطيع الجسم إنتاجها، ويجب أن يحصل عليها من الغذاء، بالإضافة إلى بعض الفيتامينات التي تذوب في الدهون مثل، (أ – د – ك – إي)، كما أن الدهون ضرورية لتكوين الهرمونات وأغشية الخلايا، فضلًا عن أنها تجعل الأطباق مستساغة، وبدونها لا يصلح الطعام للأكل”.

مصدر نباتي أم حيواني..

أوصت “منظمة الصحة العالمية” بالحصول على 30% من السُعرات الحرارية اليومية من الدهون، إذ يفترض أن الدهون أساسية من أجل الحياة، لكن لابد من تعلم التفريق بين الصحي منها وما يمكن تناوله بإعتدال وما يجب الاستغناء عنه بشكل كامل، لكن هذا الأمر ليس سهلًا؛ لأنه لا يمكن اعتبار كل الدهون التي تأتي من مصدر نباتي صحية؛ كما لا يمكن اعتبار كل الدهون الحيوانية سيئة، لكن القاعدة العامة أن كل الدهون تعطيك نفس عدد السُعرات الحرارية بواقع 9 سُعرات لكل غرام واحد، لكن ليس جميعها لها نفس الكفاءة أو تلعب نفس الأدوار.

وتوصي خبيرة التغذية والحميات الغذائية، “أنا ماركيز غيريرو”، بأن تكون أغلب الدهون غير مشبعة أحادية، وتأتي في المرتبة الثانية الدهون غير المشبعة المتعددة والثالثة الدهون المشبعة، لكن يجب الحذر من النوع الأخير واختيار مصدره وكميته بدقة، بينما أشارت إلى ضرورة تجنب الدهون التقابلية، وأن الكمية القصوى المسموح بها هي 1%، من نسبة السُعرات الحرارية، موضحة أن هذا النوع من الدهون ليست لها وظيفة ضرورية داخل الجسم؛ كما أنها لا تعتبر جيدة للصحة.

الدهون غير المشبعة مسموحة بإعتدال..

ومن بين الدهون غير المشبعة؛ ينصح بالحرص على تناول الدهون الأحادية مثل “حمض الأولييك”، الذي يمكن الحصول عليه من زيت الزيتون البكر الممتاز أو الأفوكاتو، كذلك تحتوي الدهون غير المشبعة المتعددة على (أوميغا 3) و(أوميغا 6)، وهي موجودة في زيت عباد الشمس والمكسرات وبذور عباد الشمس وبذور اليقطين والأسماك البيضاء والزرقاء مثل السردين والبوري الأحمر والسلمون والرنجة، ويحتوي هذا النوع الأخير على نسبة أكبر لأنه دسم أكثر.

ويجب الوضع في الاعتبار أن كون هذه الأنواع مسموحة لا يعني الإفراط في تناولها بداعي أن لها فوائد، وينصح الطبيب، “فرانسيسكو بوتيلا”، بالحرص على الإنضباط في تناول الدهون الصحية بما يتوافق مع ما يُبذل من طاقة.

الدهون غير المشبعة والتقابلية خطيرة..

أما بخصوص الدهون المشبعة؛ توصي “منظمة الصحة العالمية”؛ بألا يزيد استهلاك الفرد منها عن 10% من إجمالي السُعرات الحرارية اليومية.

وحذرت المنظمة من أن الدهون التقابلية الموجودة بدرجة كبيرة في الوجبات الجاهزة والبيتزا المجمدة والسمن النباتي والحلويات المغلفة والبسكويت المعلب والبطاطس المقلية، تتسبب في موت أكثر من 500 ألف شخص سنويًا بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويعتبر هذا النوع أخطر عدو للقلب لأنه يقوم برفع مستوى الكوليسترول الضار في الدم.

ونظرًا لخطورتها؛ أعلن “الاتحاد الأوروبي” أنه، بداية من نيسان/أبريل 2021، لن يسمح ببيع أي منتج غذائي مصنع يحتوي على أكثر من 2 غم من الدهون التقابلية لكل 100 غم من الدهون، نظرًا لإرتباطها بأمراض القلب والسكري والسمنة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب