26 أبريل، 2024 7:04 ص
Search
Close this search box.

الدفع مقابل الحماية .. بين الوعد بالرد الساحق والتراجع .. كيف يستخدم ترامب حادث “أرامكو” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم النفي الإيراني بعدم مسؤوليتها عن التفجير، أفادت تقارير إعلامية أميركية بأن “الولايات المتحدة” حددت مواقع في “إيران” أطلقت منها الطائرات بدون طيار وصواريخ (كروز)، التي استهدفت منشآت النفط السعودية، يوم السبت.

وقال مسؤولون كبار، لشبكة أنباء (سي. بي. إس)؛ إن المواقع حُددت في جنوب “إيران”، في الطرف الشمالي للخليج.

وأضاف المسؤولون أن الدفاعات الجوية السعودية لم توقف الطائرات بدون طيار والصواريخ؛ لأنها كانت موجهة جنوبًا لمنع هجمات قادمة من “اليمن”.

وكان متحدث باسم رئيسة مجلس النواب الأميركي، “نانسي بيلوسي”، قد قال إنها طلبت من المخابرات تقديم معلومات وافية لجميع أعضاء المجلس بخصوص الهجمات التي استهدفت منشأتي “النفط” التابعتين لشركة “أرامكو” السعودية.

وقد أدى الهجوم على منشأتي “أرامكو” إلى ارتفاع أسعار “النفط” وأثار مخاوف من نزاع جديد في منطقة الشرق الأوسط.

تم من الأراضي الإيرانية باستخدام صواريخ عابرة..

في الوقت ذاته، أكد مسؤول أميركي، أمس، أن “الولايات المتحدة” باتت متأكدة بأن الهجوم الذي استهدف منشأتي “أرامكو” في “السعودية”، السبت الماضي، تم من الأراضي الإيرانية، وقد استخدمت فيه صواريخ عابرة.

وتابع هذا المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه؛ أن الإدارة الأميركية تعمل حاليًا على إعداد ملف لإثبات معلوماتها وإقناع المجتمع الدولي، خاصة الأوروبيين بذلك، خلال أعمال “الجمعية العامة للأمم المتحدة”، الأسبوع المقبل، في “نيويورك”.

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت “واشنطن” متأكدة من أن الصواريخ أُطلقت من الأراضي الإيرانية، أجاب المسؤول: “نعم”.

وأكد المسؤول أن أجهزة الاستخبارات الأميركية لديها القدرة على تحديد الجهة التي أُطلقت منها الصواريخ، إلا أنه رفض الكشف عن عدد الصواريخ التي أُطلقت. وقال: “لن أخوض في مثل هذه التفاصيل”.

وأعلن “الحوثيون” مسؤوليتهم عن الهجمات التي استهدفت، السبت، حقلي “نفط” رئيسيين في “بقيق” و”خريص” في شرق “السعودية”، إلا أن أبرز المسؤولين الأميركيين البارزين شككوا بذلك، معتبرين أن “إيران” تقف وراء هذا الهجوم. كما أعلن “تحالف دعم الشرعية في اليمن” أن الأسلحة التي استخدمت في الهجوم إيرانية.

نفي إيراني..

ومن جهتها؛ نفت “طهران” تورطها في تلك الهجمات. ووصف الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، الهجوم بأنه رد فعل “من الشعب اليمني”.

وتقول “الرياض” إن “طهران” تسلح جماعة “الحوثيين”؛ التي أطلقت صواريخ وطائرات مُسيرة على مدن سعودية، وهو ما تنفيه “إيران” والجماعة.

وقالت “الإمارات”، حليفة “السعودية”، إن محاولات “روحاني” لتبرير الهجوم “غير مقبولة”.

ترامب” يريد تجنب الحرب مع إيران..

ورغم  تلك التصريحات، إلا أن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب” كان له رأيًا مغايرًا أراد به إمساك العصا من المنتصف، رغم توعده السابق بالرد الساحق، حيث قال بأنه: “يبدو” أن “إيران” تقف وراء الهجوم على منشأتي نفط “أرامكو” السعودية، في “بقيق” و”خريص”، لكنه أشار إلى أنه من المبكر الجزم بذلك، ونفى “ترامب” رغبته في الدخول في صراع جديد، لكنه اعتبر أنه: “في بعض الأحيان نضطر لذلك”.

وقال “ترامب”، في مؤتمر صحافي في “البيت الأبيض”، مساء أمس الأول، ردًا على سؤال عما إذا كانت “إيران” مسؤولة عن الهجوم على منشأتي “أرامكو”، إن: “الأمر يبدو كذلك، نحن نتحقق من ذلك الآن وسوف نبلغكم”.

وأضاف “ترامب” أنه لا يريد حربًا مع “إيران”، لكنه أشار إلى أن “الولايات المتحدة” تمتلك أفضل أسلحة وتحديدًا الطائرات المقاتلة والصواريخ.

وتابع بالقول: “الولايات المتحدة أكثر استعدادًا” لأي صراع من أي دولة أخرى في التاريخ، وأوضح: “مع قول ذلك، نحب بالتأكيد نرغب في تجنبه”.

دفع الأموال مقابل حمايتها..

وكرر “ترامب” تصريحاته، التي سبق أن رددها عن “السعودية”؛ عليها أن تدفع الأموال لبلاده مقابل حمايتها، ملمحًا إلى أن عليهم أن يدفعوا إذا شنت “الولايات المتحدة” عملًا عسكريًا. وقال: “كان ذلك هجومًا على المملكة العربية السعودية وليس هجومًا علينا، ولكننا بالتأكيد سنساعدهم، إنهم حليف عظيم، وأنفقوا 400 مليار دولار على دولتنا خلال السنوات الأخيرة”.

وأضاف: “أعتقد أنها مسؤولية السعوديين، إذا كان شخص ما مثلنا سوف يساعدهم، أعلم أنه سيتم دفع المال مقابل ذلك، الحقيقة هي أن السعوديين سيكون لهم مشاركة كبيرة إذا قررنا أن نفعل شيئًا ما، وهذا يتضمن الدفع، وهم يفهمون ذلك بشكل كامل”.

وبسؤاله عما إذا كان قد وعد السعوديين بحمايتهم، قال الرئيس الأميركي: “لا لم أعد السعوديين بذلك”، مضيفًا أنه: “يجب أن نجلس مع السعوديين ونتوصل إلى شيء ما”.

وأشار إلى أن وزير خارجيته، “مايك بومبيو”، ومسؤولين آخرين سوف يزورون “السعودية” قريبًا.

اتفاق على رد فعل جماعي لخفض التوترات..

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، “بوريس غونسون”، إن “بريطانيا” و”ألمانيا” اتفقتا على ضرورة العمل مع الشركاء الدوليين لصياغة رد فعل جماعي وخفض التوترات؛ في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود للوقوف على حقيقة ما حدث.

وقالت المستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، إن “الاتفاق النووي” مع “إيران”، الذي تحاول الأطراف الأوروبية إنقاذه، هو لبنة أساسية “نحتاج إلى العودة إليها”.

وقالت “السعودية”، التي تؤيد تشديد “العقوبات الأميركية” على “إيران”، إن التحقيقات الأولية أظهرت أن الضربات نفذت بأسلحة إيرانية. وعلى الرغم من إعلان “الحوثيين” المسؤولية؛ لم يتم بعد تحديد المكان الذي إنطلقت منه.

وقال العاهل السعودي، الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، الذي ترأس اجتماعًا لمجلس الوزراء، أمس الأول، إن “الرياض” ستتصدى لعواقب “الهجمات الجبانة” التي تستهدف المنشآت السعودية الحيوية وإمدادات الخام العالمية والاستقرار الاقتصادي العالمي. وحث مجلس الوزراء، العالم، على مواجهة تلك التهديدات “أيًا كان مصدرها”.

يؤدي إلى تفاقم المعاناة في الشرق الأوسط..

ومع كل هذا التصعيد، حذر الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، “كومي نايدو”، أمس الأول، من أن أي تدخل عسكري أميركي ردًا على الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، الذي تم اتهام “إيران” بشنه، لن يؤدي إلا إلى تفاقم المعاناة في الشرق الأوسط.

واعتبر “نايدو” أن على العالم بدلًا من ذلك مضاعفة الجهود لإنهاء العنف المدمّر في “اليمن”، حيث تستهدف حملة جوية بقيادة “السعودية” مواقع “الحوثيين” المرتبطين بـ”إيران”.

وقال “نايدو”: “نحتاج إلى وقف إراقة الدماء في الحال، وأي حديث عن تدخل عسكري في الوقت الحالي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع السيء”، محذرًا من نتائج مشابهة لغزو “العراق”، عام 2003، الذي “خلق الكارثة التي لدينا الآن، ليس فقط في العراق ولكن أيضًا في الدول المجاورة له”.

يرسل إشارات متناقضة ولا يؤيد العمليات العسكرية..

وحول مدى تنفيذ “ترامب” لوعيده برد ساحق، كتب “ألكسندر براتيرسكي”، في (غازيتا رو) الروسية، أنه يمكن لـ”واشنطن” و”الرياض” توحيد الجهود لشن “ضربة انتقامية” ضد “إيران”، على خلفية استهداف البنية التحتية النفطية في “المملكة العربية السعودية” بطائرات مُسيرة. فعلى الأقل، يدفع “دونالد ترامب” بهذه الفكرة، وفقًا لوسائل الإعلام الأميركية.

وفيما يبدو الوضع في المنطقة قريبًا من الحرب، فإن الرئيس الأميركي نفسه يرسل إشارات متناقضة. وفي الوقت نفسه، أعلنت “الرياض” أن سلطات البلاد لم تتوصل بعد إلى نتيجة نهائية بشأن تورط “طهران” في الهجمات على المصفاتين.

إلى ذلك، فمنطق تصرفات “ترامب” في الشرق الأوسط؛ يشير أكثر إلى أنه ليس من مؤيدي العمليات العسكرية، وقد حاول في وقت سابق على الأقل تجنبها بكل الطرق الممكنة.

وفي الصدد؛ قال الخبير في (Gulf State Analytics) بـ”واشنطن”، “ثيودور كاراسيك”، لـ (غازيتا رو)، إن من المنطقي إفتراض أن يستخدم “ترامب”، في الوضع الحالي، جميع القنوات الدبلوماسية لمناقشة القضايا الأمنية في المنطقة مع أصحاب المصلحة المفترضين، وقبل كل شيء “ما يجب القيام به في البحر”، حيث أصبحت الحوادث أكثر تواترًا في الآونة الأخيرة.

مرتبط بالديناميات الداخلية للعملية السياسية في إيران..

في الوقت نفسه؛ يرى “كاراسيك” أن الاتهامات الأميركية بتورط “إيران” يمكن أن تستند إلى رغبة “طهران” في شن “هجوم مضاد على حملة الضغط القصوى” التي تتعرض لها.

كما يشير إلى أن هذا التطور قد يكون مرتبطًا بـ”الديناميات الداخلية” للعملية السياسية في “إيران” نفسها.

أما في “روسيا”، فقد حث “الكرملين” على عدم الإستعجال في الاستنتاجات بخصوص الحادث في “المملكة العربية السعودية”، ونصح بالإلتزام بخط يساعد على تخفيف التوتر.

ومع ذلك، ففي مؤتمر صحافي مشترك في “أنقرة”، دعا “بوتين”، “الرياض”، إلى شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية (إس-300) أو (إس-400)، لحماية بنيتها التحتية، كما سبق أن فعلت “إيران” و”تركيا”.

وقال الرئيس الروسي إن موسكو “مستعدة لتقديم المساعدة المناسبة للسعودية”، ووصف مثل هذا القرار بأنه سيكون قرار “دولة” و”حكيمًا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب