22 ديسمبر، 2024 8:25 ص

الدعاية على منصات التواصل .. الاحتيال من خلال “الشخصيات البارزة” !

الدعاية على منصات التواصل .. الاحتيال من خلال “الشخصيات البارزة” !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

أصبح أصحاب العلامات التجارية والمعلنون يلجأون إلى سُبل جديدة لتسويق منتجاتهم، وبدلًا من الطرق التقليدية من الإعلانات التليفزيونية أو حتى تلك التي تظهر على صفحات الإنترنت، باتوا يعتمدون على شخصيات بارزة، (إنفلوينسرز)، على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الاتفاق معهم مسبقًا.

كشفت وكالة “إتش. تو. إتش”، (H2H)، المتخصصة في التسويق، عن مخاطر استخدام أساليب احتيالية في عالم الشخصيات البارزة، ويتبع الأشخاص البارزون على منصات التواصل تقنية، (Human to Human)، وهي تعني التواصل مع المتابعين بأسلوب سلس يشعرهم بأن صاحب الحساب واحد منهم.

مشاهير منصات التواصل يعملون في الدعاية..

كشفت الوكالة أنه؛ تمامًا مثل نظام صنع نجوم السينما والمشاهير المتبع في “هوليوود”، باتت العلامات التجارية الكبرى تراهن على وجوه مشهورة للترويج لمنتجاتها، وبعض الشخصيات البارزة على منصات التواصل يكونون أيضًا خبراء في نوع معين من المنتجات من مساحيق تجميل أو علاجات للشعر أو البشرة، لذا فإن آراءهم تؤخد بإقتناع وبقدر كبير من الثقة بصفتها نصائح جوهرية لحل مشكلة ما يعاني منها جانب كبير من المتابعين.

لكن السبب وراء إسداء تلك النصيحة، التي تُستقبل ببراءة، غالبًا ما يكون حملة ترويجية لمنتج معين متفق عليها مسبقًا مع الشركة المنتجة، والرائع في الأمر أن بعض الـ”إنفلوينسرز” يتمكنون من ممارسة عملية الترويج بشكل طبيعي كي لا يستطيع المتابعون اكتشاف الأمر، حتى لا تضعف الثقة فيما يقدمونه.

صناعة مربحة..

صرح المستشار الرفيع بالوكالة، “لويس دياث”، بأن: “التأثير عبر الإنترنت أصبح صناعة يمكن من خلالها تحقيق فوائد مادية، لقد انتشرت الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي”، وكان موقع (فيس بوك) قد أعلن، الشهر الماضي، عن اكتشاف 60 مليون حسابًا يدار آليًا على الشبكة.

وبحسب الوكالة، فإن عملية الترويج التي يمارسها الأشخاص البارزون على منصات التواصل لا تخضع للسيطرة أو للقانون، لذا فإنه من السهل أن تتصمن أشكالًا مختلفة من الاحتيال على الجمهور، ولعل الأسلوب الأهون منها هو تعمد إبراز الجوانب الإيجابية ومميزات منتج معين مع إغفال عيوبه.

تجربة كشفت حقيقة الترويج على منصات التواصل..

لكشف هذا الغموض، الذي يحيط بتلك الظاهرة الآخذة في الانتشار، أنشأت الوكالة حسابًا وهميًا على تطبيق (إنستغرام)؛ ووضعت له اسم سيدة قيل إنها ممثلة، وقامت بزيادة عدد المتابعين من خلال صفقة شراء متابعين وضغطات إعجاب وتعليقات، لقد كان الحساب خاليًا من أي احتيال وصمم بإحترافية، وعندما وصل عدد المتابعين إلى 30 ألف شخص، إنهالت عليه الوكالات وأصحاب العلامات التجارية الأكثر تحقيقًا للأرباح يطلبون الاتفاق على حملة ترويجية مقابل عروض مغرية، بداية من منحها منتجات مجانية وحتى دعوات لقضاء عدة ليال في أروع الفنادق أو الحصول على مبالغ مالية.

وضعت الوكالة نتائج هذه التجرية في عرض وثائقي؛ يمكن استخلاص 3 معلومات أساسية منه هي :

– يمكن للشخصيات البارزة، على منصات التواصل، الحصول على منتجات أو رحلات مجانية أو تحقيق أرباح مالية والاستمتاع بقدر من الرفاهية مقابل الترويج لمنتج معين، ولعل معرفة المتابعين لهذا الأمر يجعلهم أكثر حذرًا عند قراءة منشورات ترويجية.

– يمكن بسهولة إنشاء حسابات بارزة وهمية مقابل المال، لقد كشفت التجربة أن إمكانية شراء متابعين أو تعليقات أمرًا واقعيًا، إذ أنفقت الوكالة 500 يورو من أجل إضافة 100 ألف متابع جديد للحساب الوهمي.

– لا يوجد أية قوانين أو سيطرة على هذا القطاع الذي يحرك ملايين البشر، والأخطر هو أن كثير من اللاعبون الأساسيون، (أصحاب علامات تجارية أو وكالات)، لا يفحصون جودة وملائمة الشخصية البارزة التي يتعاملون معها، بغض النظر عن أنهم في كثير من الحالات يقعون ضحايا لعمليات احتيال.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة