29 مارس، 2024 1:35 م
Search
Close this search box.

الدراما .. أداة “إسرائيل” لتحسين صورتها و”فوضى” فرصة للتوغل داخل الشارع الفلسطيني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يمكن اعتبار “الدراما” أداة في يد الأجهزة السيادية بإمتياز، إذ تلعب دورًا جوهريًا في تغيير المعتقدات والتأثير في الثقافات بلا شك، وتلجأ الدول إلى توظيف الدراما التليفزيونية والسينمائية في خدمة مصالحها الشخصية.

رصدت صحيفة (البايس) الإسبانية محاولات “إسرائيل” لتوظيف “الدراما” من أجل تحسين صورتها في العالم، وذكرت أنها أطلقت عدة مسلسلات تظهر من خلالها كضحية وصاحبة قضية راغبة في الدفاع عن نفسها.

مسلسل “فوضى”..

من المسلسلات الإسرائيلية التي حققت شهرة كبيرة، مسلسل (فوضى)؛ الذي يتحدث حول رجال عصابات إسرائيليين وأفراد وحدات خاصة تخفوا بلباس عربي أو إتخذوا لهم أشكالاً شبيهة بالعرب الفلسطينيين، “مستعربين”، ويعيشون في الأراضي المحتلة، والمهام التي يقومون بها من أجل إحباط أي عملية تفحيرية قبل تنفيذها، ويحكي المسلسل عن إخفاقاتهم في بعض الأحيان وما يتسبب عنها من وقوع ضحايا.

ويستهدف المسلسل تصدير رسالة مفادها أن النزاع لا مفر منه وأن الجانبان الإسرائيلي، المنتج للمسلسل، والفلسطيني، مسؤولان معًا عن العنف.

يشار إلى أن “إسرائيل” تتمتع بتفوق عسكري مقارنة بالفلسطينيين؛ رغم أنها غير معترف بها دوليًا، ومع ذلك تمكنت من إقامة أكثر من 600 ألف مستوطنة يهودية في “قطاع غزة” و”القدس الشرقية”.

المسلسل، الذي اشترت شركة “نيتفليكس” خدمة بثه عبر الإنترنت، من تأليف المخرج والممثل الإسرائيلي، “ليئور راز”، والصحافي، “آفي يساخروف”، الذي استغل قربه من الأحداث في كتابة السيناريو والحوار، إذ عمل مراسلاً للشؤون الفلسطينية لصالح صحيفة (هاأرتس)، كما أنه من بطولة “راز”، و”هشام سليمان” و”شادي مرعي”.

انتقادات لـ”إيدو”..

وتشارك في البطولة الممثلة اللبنانية اليهودية، “لايتيتيا إيدو”، وطالت “إيدو” الكثير من الانتقادات في بلدها، “لبنان”، عقب مشاركتها في العمل لأنه إسرائيلي، وذكرت الصحافة أنها شعرت بالتردد قبل إعلان قبولها التمثيل، لكن المنتج استطاع إقناعها في النهاية، وتجسد “لايتيتيا” دور الدكتورة “شيرين العابد”.

أحداث كثيرة أثرت على مصداقية العمل..

تمت كتابة الأحداث في قالب من التشويق والمشاعر المتلاحقة، وتمت أعمال التصوير في محيط مدينة “أم الفحم” الفلسطينية، التي تقع تحت لواء “إسرائيل”، لكن الأحداث الكثيرة المتتالية أثرت على مصداقية العمل ككل.

ويشير المسلسل إلى حملات اعتقال قادة العدو والتعذيب وتنفيذ عمليات الإعدام بإجراءات سريعة، لكن لم تتم الإشارة للروتين الذي تتبعه قوات الاحتلال في الحواجز ونقاط التفتيش، إذ يوجد أكثر من مئة نقطة تفتيش دائمة وعشرات متنقلة.

إنسانية شرسة..

الإنسانية في الحلقات شرسة؛ ففي أحد المشاهد لم يتردد الوكلاء السريين في اختطاف طفلة من أجل إنقاذ زميل لهم محتجز كرهينة، إلا أن المسلسل يظهر مدى حبهم لأبناءهم ومعاناتهم عندما تتركهم زوجاتهم، لكن في النهاية نحن نتحدث عن مسلسل تتبع فيه المشاعر لرغبة المخرج في إضافة نوع من الإثارة والتشابك.

وتم إصدار المسلسل باللغة العبرية وترجمة إلى العربية، وحقق نجاحًا كبيرًا في “إسرائيل”، ويعتبره أغلبية الشعب الإسرائيلي فرصة للتوغل داخل الشارع الفلسطيني، لكنه واجه هجومًا شرسًا من قِبل المدافعين عن “القضية الفلسطينية”.

وصرح “يساخروف” لصحيفة (فورين بوليسي)، قبل بدء إذاعة الموسم الثاني من المسلسل: “حاولنا إظهار الإسرائيليين والفلسطينيين على حدٍ سواء”.

وذكرت صحيفة (هاأرتس) أن (فوضى) هو المسلسل الإسرائيلي الأول الذي يتضمن روايات فلسطينية ضمن الأحداث، ويمكن من خلاله التعرف على مشاعر الأشخاص الإرهابيين.

من “نابلس” إلى “تل أبيب”..

تنقلت الكاميرا بين “مدينة نابلس” الفلسطينية و”تل أبيب”، وهو نفس الطريق الذي يسلكه المتطرفون الذين يظهرهم المسلسل من أجل تنفيذ عملياتهم الإرهابية ضد مدنيين، ولم تشهد “إسرائيل” هذا النوع من العمليات منذ الانتفاضة الثانية، (2000 – 2005).

AppleMark

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب