“الدبلوماسية الإيرانية” يكشف .. رسائل محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي الفاشلة !

“الدبلوماسية الإيرانية” يكشف .. رسائل محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي الفاشلة !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

قبل أيام تصاعدت احتجاجات بعض القوى والتيارات السياسية العراقية ضد نتائج الانتخابات الأخيرة، واتسمت هذه الاحتجاجات بالعنف داخل “المنطقة الخضراء”، بمدينة “بغداد”؛ وخلّفت عدد من القتلى والمصابين.

واليوم نجا رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، من محاولة اغتيال بواسطة طائرات مُسيرة. ولم يُعلن أي طرف، حتى الآن، مسؤوليته عن الحادث؛ ولن يحدث. بحسب “صابر گل‌عنبری”؛ في تقريره المنشور على موقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من “وزارة الخارجية”.

التراشق بالاتهامات المتبادلة..

ويستدرك الكاتب في تقريره: لكن على الفور أشار المقربون من “الكاظمي” والتيارات المنافسة، بأصابع الاتهام؛ إلى (الحشد الشعبي) عبر مراجعة التهديدات السابقة باغتيال “الكاظمي”؛ وتنفيذ هجمات مشابهة ضد القوات الأميركية، بل إن “مقتدى الصدر”، زعيم (التيار الصدري)؛ الفائز بالانتخابات العراقية الأخيرة؛ اتهم بشكل غير مباشر، (الحشد الشعبي)؛ وقال: “من فعل قوات الحكومة الموازية”.

في المقابل؛ اتخذت بعض تيارات (الحشد الشعبي)؛ مثل تنظيم (كتائب حزب الله) العراقي؛ موقفًا أكثر حدة تجاه، “الكاظمي”، ووصف الهجوم: بـ”العرض المسرحي”.

بدوره؛ أطلق أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني، على محاولة الاغتيال اسم: “الفتنة الجديدة”، واتهم أطرافًا أجنبية.

السيطرة على سلاح “الحشد الشعبي”..

وبغض النظر عن هذا الجدال، لكن ما يبدو مهمًا هو تداعيات الهجوم بالمُسيرات، سواءً كان: “مسرحية”، كما يقول حلفاء “إيران”، أم حقيقة كما تؤكد الحكومة العراقية والتيارات السياسية الأخرى، وإن كانت الرواية الرسمية تحظى في العادة بالقبول الإقليمي والدولي.

ومن أهم تداعيات الهجوم؛ يمكن الإشارة إلى الطرح الجاد لفكرة: “السيطرة على شيوع السلاح”، بحيث يتحول إلى مطلب وطني. والحكومة وحلفاءها تهدف من هذا الطرح؛ السيطرة على سلاح (الحشد الشعبي)، الذي يُعتبر، رسميًا، جزء من القوات المسلحة العراقية، لكنه لا يخضع عمليًا إلى سيطرة الدولة.

والحقيقة أن مسألة السلاح هي رمز المواجهة ضد (الحشد الشعبي)، والتأكيد على هذه المسألة سوف يُفضي إلى مواجهة عملية بين القوات الأمنية والعسكرية العراقية وهذه المنظمة.

لكن لن تقع المواجهة ضد سلاح (الحشد الشعبي)، بالنظر إلى التداعيات واحتمالات اندلاع حرب أهلية. لذلك من المحتمل بتشديد الضغوط السياسية، وتهميش احتجاجات الانتخابات، أن تبدأ موجة للقبض على بعض الأفراد، لاسيما في “بغداد”، ومكافحة التحركات العسكرية في نطاق “المنطقة الخضراء”.

تشكيل حكومة أغلبية لا توافقية..

ومن المحتمل بالتوازي مع هذه الإجراءات تشكيل حكومة أغلبية لا توافقية، وإن حدث ذلك ووقعت الحكومة تحت سيطرة الأطراف المنافسة لـ (الحشد الشعبي) والمعارضين لـ”الجمهورية الإيرانية”، حينها سوف تحتدم مسألة مكافحة حلفاء “إيران” في هيكل السلطة العراقية والمؤسسات المختلفة.

والواقع أن هذه الدورة الانتخابية، وإن لم تعمل على إلغاء احتمالات تشكيل حكومة توافقية بالكامل، إلا أنها تحد من فرص تشكيل هذه الحكومة؛ مقارنة بالدورات السابقة.

في المقابل من المحتمل أن تسعى القوى المتحالفة مع “إيران” إلى احباط هذا المخطط بكل الطرق، علمًا أن هذا هو هدف الاحتجاجات الراهنة لا المعارضة لنتائج الانتخابات. والحالة الأمنية والسياسية العراقية في الأيام المقبلة؛ ستكون نتيجة لمثل هذه الانفعالات الثنائية.

الحد من تحول “الحشد الشعبي” إلى “حزب الله” آخر..

ولن يكون من المستبعد أيضًا؛ الوصول إلى حل وسط للحد من التوترات. مع هذا فسوف تزداد صعوبة مشروع المعارضة العراقية والإقليمية والدولية للدور الإيراني في “العراق” للحيلولة دون تحول (الحشد الشعبي) إلى (حزب الله) آخر.

وبشكل عام يمكن القول: إن المنطقة دخلت مرحلة جديدة من التوتر أخطر من المراحل السابقة. والأحداث اللبنانية الأخيرة؛ وما يحدث في “العراق” حاليًا، يضع الجميع في قالب صورة مجزأة.

بخلاف ذلك؛ فإن هذه التوترات هي بالأساس امتداد للنزاع الإقليمي بين الجبهة الإيرانية والجبهة المناوئة، لكن ما يستدعي احتدام المواجهات هو العمل على مليء الفراغ بسبب الانتقال التدريجي لمركز ثقل السياسات الخارجية الأميركية من الشرق الأوسط إلى المواجهة مع “الصين”.

لكن “الولايات المتحدة” وحلفاءها لا يُريدون ترك المنطقة فارغة؛ بحيث تؤدي إلى تقوية وتدعيم النفوذ الإقليمي الإيراني. من ثم تعمل “الولايات المتحدة”، عن طريق التحالفات الإقليمية؛ سواءً بمشاركة “إسرائيل” أم على على تدعيم حلفاءها في المناطق المأزومة؛ كـ”العراق” و”لبنان”، لمليء هذا الفراغ.

وما يدل على ذلك هو احتدام التوتر. وفي هذا الصدد ووفق بعض المصادر؛ فقد توقفت جولات الحوار بين “إيران” و”السعودية”؛ وضعف احتمالات استئناف هذه المباحثات؛ لأن “الكاظمي” مشغول بأولويات أخرى، لاسيما بعد تأثير أحداث اليوم على معنوياته، واهتمام “السعودية”، من جهة أخرى، بالتطورات اليمنية، واللبنانية، فضلًا عن عدم رغبة “العراق” باستمرار هذه المباحثات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة