“الدبلوماسية الإيرانية” يرصد .. ظاهرة “داعش خراسان” الخطيرة !

“الدبلوماسية الإيرانية” يرصد .. ظاهرة “داعش خراسان” الخطيرة !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

أعلنت “الولايات المتحدة الأميركية”؛ الثلاثاء 25 نيسان/إبريل، مقتل المتورط في هجوم 26 آب/أغسطس 2021م؛ الانتحاري بمدينة “كابل” الأفغانية، وأكدت الإدارة الأميركية أنه كان عضو (داعش) في “خراسان”، وهي إحدى المجموعات الفرعية النشطة للخلافة في “آسيا الوسطى”، التي ازدادت قوة ونفوذ بعد وصول حركة (طالبان) إلى السلطة في “أفغانستان”؛ بحسب تقرير “ژولی ونسیان”، ماجستير العلاقات الدولية بجامعة “السوربون”، والذي نشره موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ نقلًا عن صحيفة (لاكروا).

ظهور وصعود “داعش خراسان”..

و(داعش خراسان)؛ هو فرع التيار المعروف باسم: (داعش) في “العراق والشام”، التي تنشط في “آسيا الوسطى” و”الجنوبية”.

ويعتبر الأفغان أن “خراسان”؛ هو اسم “أفغانستان” خلال القرون الوسطى. وهذه المنطقة هي بالفعل نطاق هذا التنظيم وتشمل كذلك الشمال الشرقي من “إيران”، وجنوب “ترُكمانستان” و”أوزبكستان”.

وبعد أيام من إعلان “أبوبكر البغدادي”؛ الخلافة صيف 2014م، حظي بمبايعة القيادات السابقة بحركة (طالبان) الأفغانية والباكستانية، وانضمت الحركات المحلية الإسلامية للتنظيم؛ الذي نجح في اجتذاب المقاتلين الأفغان بمعسكرات اللاجئين في المناطق القبلية الباكستانية في “بيشاور”؛ وفي المحافظات الشمالية الشرقية بـ”أفغانستان” على الحدود مع “باكستان”.

واستقرت عناصر (داعش خراسان) الجهادية في شمال شرق “أفغانستان”؛ وتحديدًا ولايات “كنر وننجرهار”. وقد أعلن حوالي: 10% من المتمردين الأفغان مبايعة تنظيم (داعش)؛ وفق تقديرات “الأمم المتحدة”؛ في أيلول/سبتمبر 2015م؛ حيث تتوزع هذه الفصائل التي أعلنت مبايعة (داعش) على: 25 من أصل: 34 محافظة أفغانية.

في مواجهة “طالبان”..

يُذكر أن حركت (طالبان) كانت قد راسلت؛ في حزيران/يونيو من العام نفسه؛ “البغدادي”، وطلبت إليه التوقف عن “التدخل” في “أفغانستان”.

علمًا أن (طالبان) و(داعش خراسان) حركتان للإسلام السياسي الأصولي، وبينهما اختلافات عقائدية. ويمتلك المنضمون إلى تنظيم (داعش) رؤية دولية للقتال، ويدعون الجهاد العالمي. وهم يصفون كذلك الأقليات الشيعية؛ كطائفة “الهزارة”، بالردة وبالتالي يضعونهم على رأس أولوياتهم.

وتدريجيًا استعادت (طالبان)؛ بالتنسّيق مع القوات المسّلحة الأفغانية، المحافظات من تنظيم (داعش خراسان). في المقابل يتراجع (داعش) إلى المناطق الحضرية؛ بسبب عدم امتلاك قواعد أرضية، ومن ثم يُركز عملياته في المدن على “الهزارة” أو القوات الأمنية.

استعاد قوته..

وقد ضاعف (داعش خراسان) من قوته بعد انضمام المقاتلين الذين لجأوا إلى “أفغانستان” بعد سقوط الخلافة في “العراق وسوريا”.

ووفق تقرير ممثلة “الأمم المتحدة” في أفغانستان؛ جرى تنفيذ عدد: 34 عملية في العام 2020م؛ أسّفرت عن خسائر في صفوف المدنيين تُقدر: بـ 132 حالة. وفي الفترة 01 كانون ثان/يناير وحتى 11 آب/أغسطس 2021م، أعلن (داعش خراسان) المسؤولية عن تنفيذ: 216 عملية أسفرت عن مقتل: 600 مدني و2500 من قوات الجيش الأفغاني.

والواقع أن العلاقات بين (داعش) و(طالبان) تتسّم بالغموض. وبينما تتقاتل الحركتان فيما بينهما، جرى الافراج عن معظم سجناء (داعش خراسان) بعد وصول حركة (طالبان) إلى السلطة صيف 2021م وبعضهم نجح في الفرار.

واستنادًا إلى إحصائيات “الأمم المتحدة”، ارتفع عدد عناصر (داعش خراسان)؛ من: 2200 في العام 2021م، إلى نحو: 4000 مقاتل في العام 2022م.

لم تكن عودة (طالبان) إلى السلطة بمثابة النهاية لعمليات (داعش خراسان)، بل على العكس ما تزال عناصر (داعش) مستمرة بزرع القنابل أو تفجيرها فوق رؤوس المدنيين وبخاصة في المساجد. وهم يستهدفون بشكلٍ خاص المساجد الصوفية أو الشيعية والأماكن التي تشرف على إدارتها المنظمات الدولية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة