18 أبريل، 2024 11:32 م
Search
Close this search box.

“الدبلوماسية الإيرانية” : سر السلوك الإيراني المتعقل .. حيال قضية “خاشقجي” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

إذا ما تجاوزنا إجراءت الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الاستعراضية، بعد إلتزام الصمت مدة أسبوع، ثم التصريحات المتناقضة ثم عملية التأثير على المسار المستقبلي لقضية الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، تمثل “المملكة العربية السعودية” الفقرة الأساسية في السياسات الأميركية بالمنطقة والعنصر الأهم في سياسات “ترامب” الاقتصادية ومصدره للحصول على الأموال والأصوات استعدادًا للانتخابات المقبلة. بحسب موقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية.

ترقب المحافظين داخل المملكة..

لكن “السعودية” تقوم على عدد من التصدعات الرئيسة؛ مثل أزمة ولي العهد والصراعات داخل الأسرة المالكة، التي لا تتخوف فقط من تحريك هذه الأزمة من جانب أي قوة في الداخل والخارج، وإنما تقدم هي ذاتها رد فعل أكبر من المتوقع، ولذا فإن جميع الإجراءات الداخلية والخارجية التي تصدر عن القيادات السعودية تؤسس للعهد الجديد.

والواقع أن المملكة، (التي يفصلها عن “إيران” مئة عام)، بعد إنقضاء عهد من سيطرة المحافظين على الأصعدة السياسية والاجتماعية، تصارع نوعًا من المواجهة بين الحداثة والتقليد، وبخاصة في المجالات الثقافية والمذهبية وهذا جديد بالنسبة لـ”السعودية” وقد بدأت في ذلك بالفعل، وأسباب التأخير يتعلق بالقضايا الثقافية والحكومة والتطورات الإقليمية والعالمية.

ورغم أن جميع الظروف تعكس استخدام “محمد بن سلمان” للقوة بالفعل ضد المحافظين، بغرض استمرار سلطة “آل سعود” على الشعب، ومساعيه بالتعاون مع الدول الغربية لإنهاء الصراع لصالحه. لكن في المقابل يتمتع المحافظون بقوة كبيرة وهم ينتظرون الأوضاع الجديدة، وهم كسائر طوائف الشعب السعودي، لاسيما الأقليات الدينية مثل النيران المخبوءة تحت الرماد.

الوجه الحقيقي للسعودية وكيفية الاستفادة الإيرانية..

بهذه المقدمة والأجواء السياسية الاجتماعية الراهنة في “المملكة العربية السعودية”، إذا ما نظرنا إلى ملف “خاشقجي”؛ فإن الغموض يلف مجالات وبواعث وجود وإختفاء “خاشقجي” في “القنصلية السعودية” بـ”إسطنبول”. فالحكومة السعودية لم تغير جلدها فقط وخرجت من تحت عباءة المحافظين “السياسية-الاجتماعية” والمذهبية، وإنما يبدو أن السعوديون منذ بداية أحداث “فندق ريتزكارلتون” بـ”الرياض”، و”الحريري غيت”، والتي تذكرنا نوعًا ما بالأساليب الإرهابية للكيان الصهيوني، قد دخلوا بما لهم من سوابق عنف داخلي، وحروب وقطع للرقاب منذ تأسيس الحكم، وتصاعد أزمة الخلافة والصراعات داخل الأسرة، عهد الاستسلام للأسرة المالكة.

ومع أن “حرب اليمن” قد كشفت عن الوجه القميء لـ”السعودية” وأثرت على الحياة السياسية الاجتماعية السعودية، لكن لو إتخذت وسائل الإعلام والمحافل الدولية إجراءً للحيلولة دون عمليات القرون الوسطى السعودية والقضاء على المشكلات الداخلية؛ مثل المواجهة ضد مطالب مواطن مثل الشيخ، “باقر النمر”، الذي أراد إجراء انتخابات، ودعم المظاهرات شرق “السعودية”، لما واجه العالم والبشرية مثل هذه الجرائم الوحشية.

لكن للأسف؛ الغموض كبير، ووضوح الأسرار والمعلومات يتطلب المزيد من الوقت، وكذلك يهيء في الوقت نفسه للكثير من التحليلات والسيناريوهات المختلفة والمتناقضة. لكن الطريق غير خطير بالنسبة للسعودية ويموج بالمصالح بالنسبة لـ”تركيا” و”أميركا”. لكن لاتزال القضية صعبة بالنسبة للحكام في “السعودية” وتتطلب الإجابة على الكثير من الأسئلة والمواقف المتناقضة مثل مصير جسد “خاشقجي”.

لكن السعوديون ليسوا وحدهم؛ وأطراف القضية المستفيدة لا تمانع تقديم المساعدة لإخراجهم من الأزمة بسهولة. لأن إستراتيجية تسليط الأضواء، لاسيما على الأجواء السياسية من جانب “تركيا” و”أميركا” يتطلب تكلفة باهظة. والدولتان في حاجة إلى ضخ العملات في اقتصادهما والحصول على إمتيازات جيدة من حسابات “بن سلمان” المغلوطة. لكن هذه الوصمة السوداء في جبين السعوديون الذين يقدمون أنفسهم باعتبارهم “خدام الحرم” وزعماء العالم الإسلامي والعربي لن تُمحى.

ومن حسن حظ “إيران” أن تبنت نهجًا معقولاً فيما يتعلق بقضية “خاشقجي”. لأنه أولاً لم يعد بسبب علاقاته القديمة مع المحافل المذهبية المتشددة، ومن بينها (القاعدة)، وكذلك أجهزة المخابرات السعودية والعداء للسياسات الإيرانية مناسبًا للاستثمار.

ثانيًا تعكس هذه القضية حجم الصراع داخل الأسرة المالكة وكفاح السلطة بين الأمراء. لكن لو تستطيع “إيران” الاستفادة من هذه المسألة في جذب “السعودية”، التي تنجز عن إتمام العملية السياسية في “اليمن” إلى طاولة المفاوضات، فسوف تكون الفائز الأكبر، بل سوف تتفوق على “تركيا” و”أميركا” في الحصول على إمتيازات أكبر من “السعودية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب