26 ديسمبر، 2024 7:56 م

“الدبلوماسية الإيرانية” ترصد .. من مصر “عبدالناصر” إلى مصر “السيسي” !

“الدبلوماسية الإيرانية” ترصد .. من مصر “عبدالناصر” إلى مصر “السيسي” !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

حمُى الصراع في الشرق الأوسط بمحورية “فلسطين” المحتلة، تزداد سخونة بشكلٍ يومي بحيث دخلت مرحلة جديدة بعد سلسلة من التطورات الجديدة من مثل استشهاد “يحيى السنوار”؛ رئيس المكتب السياسي والقائد الميداني لـ”حركة المقاومة الإسلامية”؛ (حماس)، بشكلٍ أسطوري ودرامي، وهجوم “إسرائيل” المستمر على عدد من المراكز العسكرية، وكلها أسفرت عن تطورات ساخنة في عموم البلدان الإسلامية بانتظار لحظة الانفجار الكبير. بحسّب ما استهل “غفور كريمي”؛ الخبير الإيراني في الشؤون السياسية والدولية، ماقاله التحليلي المنشور على موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من “وزارة الخارجية” الإيرانية.

مصر وما يجري في “غزة”..

والأجواء السيئة في “غزة”؛ نموذج بارز على الإبادة في العصر الحديث. ولا تجد في التاريخ المعاصر حالة مشابهة من حيث حجم الأسلحة، ومعدل الخسائر البشرية، والتنوع في عمليان “الكيان الصهيوني”، وكذلك ردود الأفعال العالمية والصدى الواسع لعمليات الإبادة على الرأي العام.

لكن في ظل ما يُعاني أهل “غزة”؛ (باعتبارها جُزءٍ مقتطع من مصر)، أوضاعًا بشرية هي الأسوأ، شهد حفل المطرب المصري المعروف؛ “تامر حسني”، إقبالًا كثيفًا من شعب “الإسكندرية”، في عرضٍ واضح على سقوط القيم الوطنية والإنسانية، وكان بمثابة صدمة كبيرة للاستثمار السياسي الاجتماعي للأمة المصرية.

فالشعب المصري الذي شعر بخيبة أمل نتيجة الهزائم التاريخية، يُراقب الكوارث الصهيونية وعمليات الإبادة في “غزة”، بعد أكثر من أربعين عامًا على هزيمة “إسرائيل” في آخر حروبها مع العرب؛ بقيادة “مصر” وزعامة “أنور السادات” عام 1973م.

إفلاس سياسي/ استراتيجي واقتصادي..

والمعروف أن عدم الدخول في حرب مفتوحة، هو أحد استراتيجيات الجيش الصهيوني في كل الحروب، للحيلولة دون تضامن دول الجوار، ولكن وبالنظر إلى صمت وتعاون بعض الحكومات العربية، لم تُعد هذه الاستراتيجية تُستخدم؛ حيث تعلم “إسرائيل” أن تفكك الأمة الإسلامية، وتقاعس وارتباط أغلب الحكومات الإسلامية، لن يسُاهم في بلورة حالة من التضامن والتحالف ضد هذا الكيان، ووحدة (محور المقاومة)؛ الذي ما زال يخوض الحرب ضد “إسرائيل” في عدة جبهات، رُغم الخسائر الكبيرة في ساحة القتال.

في غضون ذلك؛ يحظى دور “مصر” باعتبارها جار للأراضي المحتلة بالأهمية. لقد كان دور “مصر” الأعلى بين الدول العربية من حيث الكثافة السكانية في القرن العشرين مُحدِدًا، وكان “جمال عبدالناصر” يقود؛ باعتباره زعيم العالم العربي، الشعوب والدول العربية الناشئة، لكن هذه الدولة تصارع تراجعًا رهيبًا بعد أن أصبحت أمة محبطة ويائسة، وإفلاس الحكومة، وحاجتها إلى المساعدات المالية من دول الخليج و”الولايات المتحدة”، حتى أنها تخلت مقابل المساعدات المالية عن جزيرتي “تيران وصنافير” الاستراتيجيتان في مدخل “خليج العقبة” لصالح “السعودية”، وكذلك عن منطقة “رأس الحكمة” الساحلية لصالح “الإمارات العربية المتحدة”.

العلاقات “المصرية-الإسرائيلية”..

وقد تعرضت العلاقات “المصرية-الإسرائيلية”، إلى موجات من التذبذب الشديد، بعد خسائر “مصر” المتعددة في الصراعات بين الدول العربية، واغتيال “أنور السادات”؛ ثم ظهور وسقوط “حسني مبارك” وفوز “الإخوان المسلمين” برئاسة الجمهورية، وأخيرًا انقلاب الجنرال “عبدالفتاح السيسي”.

ومواقف “محمد مرسي”؛ المساندة لـ”فلسطين”، وارتباطه بـ”جماعة الإخوان المسلمين”، ضاعف من احتمالات التوتر بين “الكيان الإسرائيلي” و”مصر”، ومن ثم قررت “الولايات المتحدة وإسرائيل” تنفيذ استراتيجية تصعيد عسكريين خاضعين للسيطرة، ونفذ “السيسي”؛ بالتنسيق مع “الولايات المتحدة وإسرائيل”، انقلابًا أفضى إلى سقوط الحكومة واعتقال “محمد مرسي”.

ومن بين الحكام العسكريين في “مصر”، أخذ “عبدالناصر” و”السادات” على عاتقيهما قيادة التحالفات العربية في الحرب ضد “إسرائيل”، وخسر الأخير كرامته وحياته في طريق الحرب والسلام مع “إسرائيل”.

واتخذ “مبارك”؛ مستفيدًا من تجارب أسلافه في قمع التيارات الإسلامية، استراتيجيات داخلية وخارجية أسست لسنوات من الديكتاتورية الخانقة، تمثلت في لعب دور الصديق للشعب الفلسطيني، وقمع “الإخوان المسلمين” وسائر التيارات الإسلامية، والتعاون الأمني الوثيق مع “الكيان الإسرائيلي”، وخلق قنوات اتصال اقتصادية وعسكرية مع “الويات المتحدة”. وبعد سقوط “مبارك” ووصول الإسلاميين للسلطة، ازدادت خطوة المخاوف الأمنية الأميركية تجاه “القضية الفلسطينية-الإسرائيلية”.

وهددت “الولايات المتحدة” بقطع المساعدات المالية في حال نقض “اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل”. وكان انقلاب “السيسي” على حكومة “الإخوان”، خطوة كبيرة للحيلولة دون تصعيد خطاب شباب “الإخوان” حيال دعم “فلسطين”.

ويعود تعاونه مع “إسرائيل” إلى ما قبل الانقلاب، لأنه طلب إلى “إسرائيل”؛ قبيل أيام من قرار الانقلاب والاطاحة بالرئيس “مرسي”، مضاعفة سيطرتها على (حماس). ثم قصف الجيش المصري أنفاق (حماس) في “سيناء” بهدف قطع اتصال (حماس) مع “الإخوان المسلمين”.

من ثم عادت سياسات “مصر” الخارجية؛ بعد سقوط الإسلاميين، إلى ما كانت عليه في فترة “مبارك” فيما يخُص “القصية الفلسطينية-الإسرائيلية”.

ووفقًا للسلطات الإسرائيلية، فإن شعور هذا الكيان بالأمن مرتبط ببقاء “عبدالفتاح السيسي”؛ في السلطة، وبالتالي فإن جهود هذا الكيان للحفاظ على “السيسي” تُشبه الجهود المبذولة للحفاظ على هذا الكيان نفسه.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة