20 مايو، 2024 5:07 ص
Search
Close this search box.

“الدبلوماسية الإيرانية” ترصد .. الرعب من “ترامب” والترامبية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

مساء الخميس 07 آذار/مارس 2024م، عبّر الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، عن اعتراضه في خطابه السنوي السادس والأربعون، عن “حالة الاتحاد” أمام الجلسة المشتركة لـ”الكونغرس” و”مجلس الشيوخ”؛ حيث يُعتبر هذا الخطاب من أهم الخطابات لكل رئيس أميركي. بحسّب ما اسّتهل “سيد محمد كاظم سجادݒور”؛ تقريره المنشور بصحيفة (الدبلوماسية الإيرانية).

ووفق الدستور الأميركي يُكلف رئيس الجمهورية بتقديم تقرير سنوي عن حالة البلاد إلى “الكونغرس” مشفوعًا باقتراحات للنواب لإدارة أفضل. ويقدم الرؤساء الأميركيون تقرير الحالة أو “حالة الاتحاد” بشكلٍ مكتوب إلى “الكونغرس”، باستثناء “وودرو ويلسون”؛ الرئيس الأميركي في العام 1913م، الذي قدم تقريرًا شفهيًا لـ”الكونغرس”، ومنذ ذلك التاريخ تحول خطاب “حالة الاتحاد” إلى أحداث سياسية مثيرة للجدل في قاموس الثقافة السياسية الأميركية؛ لا سيما بالنظر إلى أهمية وسائل الإعلام المصورة.

وتُجدر الإشارة إلى أن السياسة تقترن في كل مكان وعلى مدار التاريخ البشري، بمراسم مهيبة ومثيرة للجدل، والأمر كذلك في “الولايات المتحدة الأميركية”.

ومن المراسّم الهامة؛ افتتاح الفترة الرئاسية الجديدة، والأخرى خطاب “حالة الاتحاد”. وخطاب “بايدن” للعام الجاري، يُضيف من جهة أخرى إثارة سياسية في “الولايات المتحدة”، لأنه آخر خطاباته السنوية في الفترة الرئاسية الحالية، وأهم وربما يمكن القول إنه أول خطاب انتخابي في هذا العام الحسّاس؛ خاصة إذا أخذنا في الاعتبار وضوح مصّير مرشحي الحزبين (الجمهوري) و(الديمقراطي) للرئاسة، ودخول “بايدن” مع؛ “دونالد ترامب”، المرحلة النهائية.

وبالنظر إلى ما سّبق؛ كيف يمكن تحليل خطاب “بايدن”؛ الطويل نسبيًا، في هذه المراسّم السياسية بحضور قضاة “المحكمة العُليا”، والقيادات العسكرية، وأعضاء الحكومة، وكذلك مختارون من المجتمع المدني ؟.. للإجابة لابد من الأخذ في الاعتبار لثلاثة مفاهيم جذرية في خضم التطورات الأميركية هي: “الخوف والسياسة” و”التصوير والسياسة” و”الهوية والسياسة”.

الخوف..

فالسياسة القائمة على الخوف، هي ظاهرة عامة في العالم، لكن خطاب “بايدن” يُمثل نسّخة الخوف الأميركية في ظل الأوضاع الراهنة.

فقد حذر الأميركيين من الخوف الكبير الذي يتهدد الأسس الديمقراطية لـ”الولايات المتحدة”، وقال: “تواجه الديمقراطية تهديدات داخلة وخارجية متزامنة”.

والمؤكد أنه يقصّد بالتهديد الداخلي؛ “ترامب” و”الترامبية”، والخارجي؛ “روسيا” والاستبدادية العالمية؛ ورُغم أنه لم يذكر اسم “ترامب” ولو مرة واحدة، لكنه كرر كلمة: “سلفي” ثلاثة عشر مرة.

والخوف من انهيار “الولايات المتحدة”، وتخريب المؤسسات، والقضاء على الحرية، وتراجع مكانة “الولايات المتحدة” خارجيًا حال وصول منافسّه إلى السلطة، ضخم من موضوع السياسة القائمة على الخوف، وعلمًا أن منافسّه؛ وأعني “ترامب”، يتبع نهج السياسة القائمة على الخوف بأسلوب آخر، لكن لابد من فحص هذا الخوف بجانب الصورة التي يعرضها “بايدن” عن نفسه.

التصوير..

ويمكن مشاهدة السياسة والتصوير بما ينطوي عليه من طبقات من خلال ثانيًا الكلام في التصوير السياسي، وحتى طبقات الصوت والصورة؛ حيث قدم “بايدن” لنفسه صورة السياسي الذي يتمتع بالطاقة رُغم التقدم في السّن.

ويصنف موضوع عمر “بايدن” والمنافسّة في سّن الواحدة والثمانون على الفترة الرئاسية الثانية، إلى نقطة ضعف في الأوسّاط السياسية والاجتماعية الأميركية، لكنه سّعى إلى التخلص من هذا الضرر ويمكن القول إنه استخدم مهارات استعراضية لتقديم صورة تحظى بالقوة والإدارة.

الهوية..

الوجه الآخر الذي يجب أن يحظى بالاهتمام بجانب الصورة الشخصية، هي تقديم صورة عن فترته الرئاسية الأولى باعتبارها فترة ناجحة في “الولايات المتحدة”؛ حيث تحدث عن خفض التضخم إلى: (3%)، واستثمار: (650) مليار دولار في القطاعات الاقتصادية الأميركية المختلفة، وتنفيذ: (46.000) مشروع وإعادة ترميم البُنى التحتية الرئاسية الأميركية.

والحقيقة أنه قدم سيّرة ذاتية ورسم صورة للحكومة لم تتمكن فقط من التغلب على التحديات، وإنما تطوير الدولة.

لكن لعل أهم مفهوم وظاهرة هي أصداء السياسة القائمة على الهوية في كل خطاب “بايدن”، حيث قدم هوية لـ”الولايات المتحدة” تختلف وتتعارض مع الهوية التي قدمها “ترامب”، وسّعى إلى تصوير “أميركا” تقوم على شمول جميع الفصائل الاجتماعية المختلفة. وأكد بشكلٍ خاص في جزء من الخطاب على الطبقة الوسّطى.

وكان اهتمام “بايدن” بالقضايا الدولية؛ أقل مقارنة بتلك القضايا، لكنه هام وأوضح الاشتباك مع الملفات “روسيا، والصين، والشرق الأوسط”، وفيما يخص “غزة” ورُغم سّعيه لإبراز التعاطف مع المتضررين من هذه الحرب، لكنه نبرة “الولايات المتحدة الأميركية” الأساسية برزت في التهرب من حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء اعتداءات “الكيان الصهيوني”.

بشكلٍ عام عكس هجوم “بايدن” على “بوتين” ونهج ورؤية “ترامب” في خطاب “حالة الاتحاد”، بداية جدية للمنافسّات الانتخابية التي لا يُعرف من سيكون الفائز فيها، لكن المعلوم أننا بصّدد تصور ثنائي القطبية عن “الولايات المتحدة” يعكس تعرض الاتحاد الأميركي إلى فجوات خطيرة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب