27 أبريل، 2024 5:16 ص
Search
Close this search box.

“الدبلوماسية الإيرانية” : الهجوم الثلاثي على دمشق يعني ذروة جنون “ترامب” وانتهاء خطره !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بدأ الإئتلاف الثلاثي، (أميركا وبريطانيا وفرنسا)، مع بزوغ ضوء النهار في “دمشق”، الهجوم الجوي على عدد من الأهداف بالعاصمة السورية، تلك الهجمات التي ما إن انتهت حتى خيم الهدوء من جديد على ثاني أكبر المدن السورية كثافة.

ذلك الحدث الذي يشبه قليلاً ما حدث بالساعات والأيام الأولى التي أعقبت الهجوم الكيميائي على مدينة “دوما”؛ أثناء إخلاءها، (هجوم ثقيل وشامل استهدف أهداف عسكرية مهمة بالنسبة لحكومة “بشار الأسد”، مع احتمال ضرب عدد من الأهداف الإيرانية والسورية على الأراضي السورية).

مخاوف نشوب مواجهات إيرانية أميركية مباشرة..

كانت المخاوف في “طهران”، بحسب الكاتب الصحافي، “سامان صفرزائي”؛ عبر مقاله التحليلي الذي نشره موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ إمكانية اندلاع مواجهات إيرانية مع أميركا، (لا سيما في ظل توتر الأجواء بالشرق الأوسط، وعدم استقرار أوضاع الاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة 5+1)، حال قيام الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بخطوة جنونية وضرب المواقع الإيرانية في سوريا؛ بالشكل الذي قد يزيد من اضطراب الأوضاع المحلية والإقليمية والعالمية.

لكن العدوان الثلاثي، صباح أمس، تؤكد زوال خطر شيئين مستفزين، الأول: الاضطراب الشديد في السياسات العامة في “سوريا”؛ جراء الحرب الأهلية الطويلة الدامية، ثانياً: عصبية “ترامب” وصعوبة تكهن مواقفه حيال أحداث الشرق الأوسط والعالم.

الاختلاف عن هجوم “الشعيرات”..

اختلاف هجمات، أمس، الصاروخية مع غارة 7 نيسان/أبريل 2017، والتي زادت عن 44 صاروخ. ومن خلال التحليل العسكري للحدث يمكن القول، إن هجمات العام الماضي كانت أكثر تدميرًا، حيث نجح 58 صاروخ، من مجموع 59 صاروخ (توم كروز)، في إصابة أهدافها بدقة في “قاعدة الشعيرات الجوية” ما أدى إلى تدمير 20% من المقاتلات السورية، فضلًا عن مقتل 9 عسكريين.

وبينما بلغ عدد الصواريخ في هجمات، أمس، 103 صاروخًا استهدفت ثلاث منشآت كيماوية سورية. واستناداً لقرار مجلس الأمن رقم (2118) للعام 2013؛ يتعين على سوريا التعاون الكامل مع منظمة الأمم المتحدة بغرض نزع أسلحتها الكيمائية باستثناء إنتاج غاز (الكلورين)، ومن ثم اُخليت كل المواقع الكيمائية السورية المملوءة بغاز (السارين) القاتل. ومن ثم يبدو، بحسب موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من وزارة الخارجية، أن الهدف من هجمات أمس هو مصانع ومخازن (الكلورين) في “دمشق”.

ورغم أن هجمات أمس تعتبر أوسع الهجمات الغربية المباشرة ضد “حزب البعث السوري”، منذ العام 2011، من حيث عدد الدول المشاركة وكمية الصواريخ، لكنها تبدو بالمقارنة مع هجمات العام الماضي أكثر ظرفاً وأقل خطراً.

وقد أعلنت “وزارة الدفاع الروسية”، ظهر السبت، إسقاط 71 صاروخ من مجموع 103 صاروخ اُطلق على سوريا، فيما لم ترد حتى الآن أي تقارير عن وفيات.

وتعكس هذه العمليات أن “ترامب” لم يعد صاحب اليد الطولى في القيام بالخطط الجنونية. وكان “جيمس ماتيس”، وزير الدفاع الأميركي، قد إتخذ موقفًا ذكيًا قبيل بدء الهجوم؛ مؤكدًا على أن الهجوم كان مرحليًا، ولم يتعرض لرغبة واشنطن في تغيير حكومة “الأسد”. وأكد بشكل ضمني على أن التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، هو معني فقط بمكافحة (داعش)، وعلى عكس “ترامب”، ووزيريه، “نيكي هيلي”، سفير أميركا بالأمم المتحدة، و”جون بولتون”، مستشار الأمن القومي الجديد؛ قدم بشكل ضمني منظمة الأمم باعتبارها الكيان الرسمي الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية السورية، وقال: “حان الوقت لاتحاد من الشعوب المتحضرة للعمل على الإنهاء الفوري للحرب الداخلية في سوريا، ودعم عملية جنيف للسلام برعاية الأمم المتحدة”.

في المقابل أعلنت “إيران” و”روسيا” أن هذه الهجمات لن تمر دون عواقب، لكن من المستبعد وقوع هذه العواقب على المدى القريب. وأغلب الظن أن “روسيا” سوف تقنع “إيران” وجيش “الأسد” بإتباع مسار المدارات. والطلب الروسي لعقد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة الهجمات الصاروخية على سوريا يعكس تبني المسار الدبلوماسي وتخفيف حدة العمليات الانتقامية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب