4 مارس، 2024 2:55 م
Search
Close this search box.

“الدبلوماسية الإيرانية” : العراق وقود الصراع بين إيران وأميركا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بعد تطبيق “العراق” لـ”العقوبات الأميركية” على “إيران”، وتحديدًا ضد “بنك سينا” و”مؤسسة بهمن” لصناعة السيارات، أعلن “البنك المركزي العراقي” الإمتناع عن تخصيص دولارات لأي مواطن عراقي يريد السفر إلى “إيران”.

في ظل هذه الأوضاع رأينا زيارة الرئيس العراقي، “برهم صالح”، إلى “بغداد” ومواقفه الإيجابية من دعم “إيران” مقابل “العقوبات الأميركية”، فكيف يمكن تفسير هذه الخطوات العراقية ؟.. هل يمكن القول إن “بغداد” إنحازت للجانب الأميركي ضد “إيران” ؟.. وكيف سيكون تأثير إجراءات “بغداد” على العلاقات السياسية والاقتصادية مع “إيران” ؟..

وفي إطار البحث عن إجابات توجه، “عبدالرحمن فتح الهي”، عضو الهيئة التحريرية في موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية، بهذه الأسئلة إلى الأستاذ الجامعي، “محمد قلي يوسفي”، خبير الاقتصاد الدولي..

العراق على مفرق طريقين..

“الدبلوماسية الإيرانية” : بعد القرارات العراقية الأخيرة.. هل إتخذت “بغداد” قرارًا بالمضي قدمًا في إطار المسار الذي رسمه “البيت الأبيض” ؟

“محمد قلي يوسفي” : مؤكد مصالح أي دولة تستدعي اختيار المسار الأفضل للمحافظة على الاستقرار السياسي، وبخاصة الاقتصادي.

وفي ضوء الصراع “الإيراني-الأميركي”؛ فقد بات “العراق” على رأس مفترق طريقين، ولا يستطيع بشكل حاسم التماهي الكامل مع أي الخيارين، وإنما يسعى لإدارة الأوضاع بالشكل الذي يحول دون فرض ضغوط اقتصادية أميركية على “العراق”. لأن “العراق” يحتاج في “مرحلة الإعمار”، ما بعد الحرب، دعم وتحسين جودة البنى التحتية بالإضافة إلى مساعدات اقتصادية كثيرة، لذا فالتماهي مع “الولايات المتحدة” لا يعني فقط الحصول على مساعدات مالية أميركية، وإنما من الدول الأخرى.

مع هذا؛ تمثل زيارة الرئيس العراقي، “برهم صالح”، الأخيرة إلى “طهران”، نوعًا من سياسة التقارب مع “إيران”. وعليه ومع الأخذ في الاعتبار لكل الملاحظات ثمة قضيتان تحوزان الأهمية، الأولى: أن الحكومة العراقية الجديدة تسعى إلى تقوية دور “بغداد” في التطورات السياسية والاقتصادية.

و”العراق” لا يستطيع تجاهل التطورات السياسية في العلاقات العالمية، لأن ذلك يعني ببساطة الانسحاب عن صعيد العلاقات العالمية. لذا فقد سعى “العراق” للعودة من جديد إلى هذه الساحة. وإذا كان لـ”العراق” علاقات قوية مع “إيران”، لكنه لا يستطيع تجاهل مصالحه.

الثانية: إن المقاطعة العراقية، التي أشرت إليها، لا يمكن أن تكون خطوة محسومة وتماهي كامل مع “أميركا”، وإنما مجرد استعراض لمجموعة من الإجراءات التي تدخل السرور على “البيت  الأبيض” و”دونالد ترامب”.

لا توجد عداوة دائمة.. توجد مصالح متباينة..

“الدبلوماسية الإيرانية” : كيف ترى مستقبل علاقات “طهران-بغداد” في ضوء تلكم الإجراءات العراقية ؟

“محمد قلي يوسفي” : لابد أن نرى الوقائع.. بالتأكيد تتأثر الدول المُقربة من “إيران” بالصراع الراهن بين “واشنطن-طهران”، لأن “الولايات المتحدة” تسعى لفرض العزلة على “إيران” مستقبلاً.

أضف إلى ذلك؛ أن صراع “طهران-واشنطن”، لا يولي “العراق” أهمية للمصالح الإيرانية، وإنما تبحث عن مصالحها. ولا توجد في ظل الظروف الراهنة صداقة أو عداوة دائمة، وإنما تقيم الدول علاقاتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، بحسب الزمان والمكان.

ومن هذا المنطلق؛ تسعى الحكومة العراقية الجديدة إلى التعامل مع “إيران”. لكن عمومًا يجدر القول إن الموضوع ليس “العراق”، وإنما السلوكيات الإيرانية التي سوف تكون سببًا في إقبال دول الجوار للتقارب مع “إيران”.

لذا يتعين علينا بدلاً من مناقشة الإجراءات العراقية، تحليل سلوكياتنا في “العراق” وفي الصراع مع “الولايات المتحدة الأميركية”.

خطأ إستراتيجي إيراني..

“الدبلوماسية الإيرانية” : يعتقد بعض الخبراء أن “العراق”، من المنظور الاقتصادي، سوف يحافظ على علاقاته الوطيدة مع “إيران” نظرًا لتقارب بعض أجزاء الهيكل السياسي والأمني العراقي مع سياسات “طهران”.. ما هو تقييمكم لذلك ؟

“محمد قلي يوسفي” : يجب أن أبدأ من حيث إنتهى سؤالك.. حتى هيأ جزء من الهيكل السياسي والأمني العراقي الأجواء لاستمرار العلاقات التجارية مع “إيران”، لابد أن تعلم يقينًا أن هكذا إجراء سوف يعتبر خطأً إستراتيجيًا من جانب “إيران”، لأن هكذا إجراء سوف ينتهي بتشتت الهيكل السياسي والاقتصادي العراقي.

وبالتالي سوف يعيش “العراق” مشتتًا بين “أميركا” و”إيران”. أي أننا في ضوء هكذا وضع سوف نلوث أجواء أنصارنا. وبهذا الوصف فأنا متأكد أن “العراق” لن يتحمل الألم الإيراني.

ولقد تحدث المسؤولون الإيرانيون مرارًا عن ضرورة الوحدة في “العراق”، لذا لا يجب أن نتسبب ببعض الأخطاء الإستراتيجية؛ لأن النتيجة ستكون إضعاف دول جارة وتهديد مصالحنا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب