7 مارس، 2024 2:07 ص
Search
Close this search box.

الداعيات الإسلاميات في مصر .. هل يستطعن تجديد الخطاب الديني ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – لميس السيد :

في غرفة صلاة مزينة بشكل ناعم ومريح.. تقوم “نور الهدى الجمَال” بإلقاء خطبة حنونة لمجموعة من النساء في حضور أطفالهن المتململين.

الوعظ في مصر، وهي أكبر دولة عربية ذات مجتمع ديني وبطريركي ذي جذور عميقة، هي مهنة محجوزة للرجال فقط.. وفقاً لما ذكر تقرير صحيفة “ذا سيدني مورنينغ هيرالد” الأسترالية.

ولكن “نور الهدى”، البالغة من العمر 30 عاماً، عملت بالوعظ الديني لمدة عام تقريباً، وهي  واحدة من آلاف الداعيات من السيدات اللاتي استطعن ان يزرعن الولاء في النساء من أتباعهن في حلقات المساجد، وهي داعية بارزة تمتلك صفحة خاصة بها على شبكة التواصل الإجتماعي “فيس بوك” تحصد أكثر من 600 ألف معجب.

“لقد أردنا أن نتجاوز فكرة الشيوخ التقليديين أو إننا باحثات لا يمكن الإقتراب منهن، بل غيرنا الفكرة  لنقول للناس نحن في خدمتكم.. لتعليمكم”، وفقاً لتصريحاتها على موقع  “فير فاكس ميديا” الأسترالي.

الدولة تضخ 140 من الدعاة لمكافحة التطرف الديني..

تقول الصحيفة الأسترالية أن مشكلة التطرف المتصاعدة في مصر قد دفعت الكثيرات من الباحثات في الشأن الديني الإسلامي للجوء إلى الدعاة في محاولة لتغيير القلوب والعقول. “وسيشارك قريباً أكثر من 140 من الدعاة في حملة تقودها الدولة لمكافحة التطرف الديني وتعزيز الولاء الوطني”.

“كانت هناك حركة شعبية بدأت في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وبدأت النساء في الوعظ داخل المساجد المحلية.. فبمجرد أن أصبح هذا الاتجاه واسع الانتشار، حاولت الدولة تنظيمه وتقديم الواعظات تحت هيكلة إدارية”. وفقاً لما ذكرته “سابا محمود”، أستاذة علوم  الأنثروبولوجيا في جامعة كاليفورنيا، حيث تهدف الوزارة إلى منح تراخيص لحوالي 2000 امرأة من الواعظات بحلول نهاية العام.

ومن المتوقع أن يخضعن لأربع سنوات من التعليم الديني في معهد معترف به من قبل الوزارة أو “الأزهر”، أعلى مركز إسلامي سني في العالم.

وقد شرعت مصر في مشروع مماثل في عام 2015، بالتعاون مع “المجلس الوطني للمرأة”، وهو جهاز حكومي أنشئ خلال حكم حسني مبارك، ولكنه  تعثر سريعاً لأن مسؤولياته كانت غير محددة.

السيسي يثبت وجهة نظره في “الإسلام الوسطي” عبر الداعيات..

تشير الصحيفة الأسترالية إلى أن تجديد الخطاب الديني ومحاربة التطرف نقطة أعيد إثارتها عقب الهجمات الإرهابية التي وقعت على الكنائس القبطية في عيد أحد السعف الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 44 شخصاً وإصابة العشرات.

وبسبب فرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر بعد التفجيرات، أمر الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” بتشكيل مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف.

تقول الصحيفة أن الإسلام هو جزء لا يتجزأ من الحياة العامة في مصر، فإن ثلاثة من أصل أربعة مصريين يعتقدون أن الدين هو محور حياتهم. كشفت الثورة في عام 2011 عن الخطوط العريضة للتعبير الديني، بين المصريين الذين ينظرون إلى الإيمان والمعتقدات الدينية كمعتقد شخصي، والذين يربطون بين القيم الدينية والسياسية.

صوت المصريون لصالح “محمد مرسي”، مرشح “الإخوان المسلمين” للرئاسة، في عام 2012. وكان انتصاره الضعيف يشير إلى أن بعض الذين انتخبوه لم يقبلوا على هذه الخطوة  لكونه مرشح على أساس ديني وإنما لإضعاف أصوات منافسه في الإعادة من الإنتخابات “أحمد شفيق” الذي يعرف برجل نظام مبارك. ومع ذلك، شهدت سنة حكم مرسي أحداث كارثية في السلطة منها اشتباك الإخوان مع الجيش ونفور العديد من المصريين، مما أدى إلى الإطاحة به في يوليو 2013.

وترى الصحيفة الأسترالية أن قرار تعيين الداعيات الإسلاميات بهدف التصدي للتطرف هو تأكيد على القيادة النسائية وينسجم مع رؤية السيسي “للإسلام الوسطي”.

ومع ذلك، تقول الأستاذة “سابا محمود” أن خطوة تعيين الواعظات هي أيضاً جزء من نمط أكبر من الدولة التي تؤكد السيطرة على حياة المواطنين.

حيث انه “في بداية التسعينات.. بدأت الدولة تطالب بترخيص جميع النساء الداعيات في المساجد وأولئك اللاتي لم يكن لديهن هذا الترخيص تم فصلهن بالقوة”، وفقاً لما ذكرت سابا لموقع “فيرفاكس ميديا”.

وترى منى صلاح (59 عاماً) الدعوة كواجب ديني وحتمية أخلاقية وتتابع قائلة: “حفظت القرآن خلال 19 عاماً، وتلقيت علم الفقه الإسلامي في المملكة العربية السعودية لسنوات وتخرجت من معهد إعداد الدعاة في الدقي خلال عام 2002”.

واشارت صلاح إلى ان اللحظة السياسية الحالية تعتبر حساسة للواعظين لتحقيق التوازن بين تفسيراتهم القرآنية وخط الدولة السياسي المتغير نحو تطبيق الإعتدال.

وقالت صلاح: “في الكثير من المساجد، يمنع الدعاة من إلقاء خطبهم على اساس تفسيراتهم الدينية اذا كانت صارمة أو متشددة اللهجة.. نحن نسير بجانب الحيط.. كما يقولون”.

وتستند صيغة “الإسلام الوسطي” التي تروج لها مؤسسات الدولة المصرية، إلى فكرة الموالاة لقيادتها وعدم تشجيع المعارضة، حيث أنها تواجه تهديدات متطرفة في المنطقة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب