الداخلية : منع التظاهرات يستند لقانون الاحتلال الاميركي

الداخلية : منع التظاهرات يستند لقانون الاحتلال الاميركي

فيما اعلن منسقو المظاهرات العراقية المطالبة بالغاء تقاعد البرلمانيين وامتيازات كبار المسؤولين ‏عن تنظيم مظاهرات جديدة في الخامس من الشهر المقبل لرفض قانون التقاعد الجديد لانه لايلبي ‏مطالبهم. .. فقد اأقرت السلطات العراقية بان تعاملها مع المظاهرات مازال يستند الى قانون سلطة ‏الاتئلاف التي شكلها الاحتلال الاميركي للبلاد عام 2003.  ‏

وجاء اقرار وزارة الداخلية اليوم الخميس ردا على تأكيد نقيب المحامين العراقيين محمد الفيصل في ‏تصريحات متلفزة  قبل ايام عدم وجود سند قانوني لمنع التظاهرات في اشارة الى رفض السلطت اجازة ‏التظاهرات التي شهدتها العاصمة  بغداد في 31 من الشهر الماضي للمطالبة لالغاء تقاعد البرلمانيين ‏والامتيازات الضخمة لكبار المسؤولين حيث أشار إلى أحكام المادة (38) من الدستور العراقي التي ‏نصت على “تكفل الدولة بما لا يخل بالنظام العام والآداب – حرية الاجتماع والتظاهر السلمي وتنظم ‏بقانون” مشدا على أنه لا يوجد قانون ينظم التظاهر السلمي وأن المطلق يسري على إطلاقه. ‏
واشار ناطق بأسم وزارة الداخلية الى ان نقيب المحامين قال ان الدستور العراقي وفي نص المادة (38) ‏منه يشي إلى تنظيم قانون يكفل حرية الاجتماع والتظاهر السلمي وبما أنه لم يصدر  هذا القانون بعد، ‏فلا يجوز أن تمنع المظاهرات كون المطلق يجري على إطلاقه ولذلك فأن منع الوزارة للتظاهرات ‏باطل .. واوضح الناطق قائلا “صحيح أن المادة (38) من الدستور العراقي أشارت إلى تنظيم ‏التظاهرات والتجمع السلمي بقانون، وبما أنه لم يصدر هذا القانون إلى الآن، فإن تنظيم المظاهرات ‏والتجمعات السلمية يخضع لأحكام أمر سلطة الائتلاف المنحلة رقم (19) لسنة 2003 النافذ المفعول ‏حالياً والذي اشترط بدوره وجود ترخيص من وزارة الداخلية قبل المباشرة بالمظاهرة او التجمع ‏السلمي .. واضاف انه عند صدور القانون المشار إليه بالمادة (38) من الدستور فسيتم إلغاء الأمر رقم ‏‏(19) لسنة 2003 مدار البحث”. ‏
واضاف الناطق في تصريح صحافي انه لذلك يظهر وبوضوح عدم صحة ما ورد بحديث نقيب ‏المحامين بشأن (المطلق يجري على إطلاقه) وأنه لابد من وجود قانون نافذ ينظم العلاقة ما بين الفرد ‏والدولة والحقوق والواجبات التي يتضمنها. واوضح ان وزارة الداخلية لم تصدر أية تعليمات تمنع ‏التظاهرات او التجمعات السلمية، حيث إن السياق التشريعي يقضي بأن تصدر التعليمات استناداً إلى ‏قانون نافذ وبما أنه لم يصدر القانون المشار إليه بالمادة (38) من الدستور فلا يجوز قانونا إصدار ‏تعليمات سابقة له. ‏
وحول منع المظاهرات الذي اعتبره باطلا باطلا قال الناطق انه ” استنادا للسلطة الممنوحة لوزارة ‏الداخلية بموجب أمر سلطة الائتلاف المنحلة رقم (19) لسنة 2003، يحق للوزارة عدم منح الترخيص ‏او الموافقة على التجمع السلمي او المظاهرة بحكم سلطتها التقديرية وفق القانون المذكور إذا ما كانت ‏هذه التجمعات او المظاهرات مخالفة للشروط او الأحكام المطلوبة بموجب القانون أعلاه، او إذا وجدت ‏الوزارة أن في منح هذا الترخيص خطورة على الأمن والنظام العام نتيجة للظروف الأمنية الراهنة ‏والتهديدات الإرهابية التي تمس حياة المواطنين او الأموال العامة والخاصة باعتبار أن من أهم ‏واجبات الوزارة هو حفظ الأمن والنظام العام وحفظ الأرواح والممتلكات العامة والخاصة”.‏
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد دعت قبل يوم من خروج تظاهرات عامة في انحاء العراق ‏نهاية الشهر الماضي حول تقاعد كبار المسؤولين السلطات العراقية إما تقديم سبب مشروع لضرورة ‏حظر هذه المظاهرات أو السماح لها بالمضي قدماً مؤكدة ان عليها أن تضمن لمنظمي المظاهرات ‏قدرة الطعن على أي حظر. واشارت المنظمة في بيان صحافي ان مجموعتين تقومان بتنظيم ‏مظاهرتين متزامنتين في بغداد تطالبان بإلغاء معاشات تقاعد النواب البرلمانيين قد تقدمتا إلى وزارة ‏الداخلية لطلب تصاريح بتاريخ 21 من آب اغسطس كما يشترط القانون العراقي لكنه وفي اليوم التالي ‏رفض مسؤولو وزارة الداخلية إصدار التصاريح دون إبداء أسباب.  
وقال جو ستورك، القائم بأعمال المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “من المفارقة أن ‏يوحي مسؤولون بأن استخدام القوة لمنع مظاهرات سلمية من شأنه مساعدة العراق في “مسيرته نحو ‏الديمقراطية” حيث يمكن للسلطات حظر المظاهرات إذا اعتقدت أنها ستجنح إلى العنف، لكن مبعث ‏القلق هنا على ما يبدو هو أن تثير المظاهرات الحرج أو الإزعاج السياسي”. واضاف ستورك “تبدو ‏السلطات وكأنها أكثر انشغالاً بمنع العراقيين من التعبير السلمي عن آرائهم منها بحمايتهم من ‏الاعتداءات التي قتلت وجرحت الكثيرين هذا العام. وعلى مسؤولي وقوات الأمن أن تحمي ‏المتظاهرين السلميين وأن توفر لهم مساحة آمنة للاحتجاج، لا أن تخيف الناس لدفعهم إلى التزام ‏الصمت”.
لكن وزارة الداخلية ردت على ذلك قائلة إن “التحديات الأمنية الجسيمة واكتظاظ شوارع وساحات ‏العاصمة  كلها مقتضيات تدعو الى تأجيل التظاهرة” واستشهدت بـ”المخاطر التي قد تترتب عليه ‏حيث يسعى الإرهاب المتمثل بتنظيمات القاعدة والبعث الصدامي إلى استثمار كل شيء لصالحه من ‏أجل زيادة الانقسامات السياسية وإضعاف سلطة الدولة، وحيث تسعى الأجندات الاقليمية الى توظيف ‏التناقضات الحاصلة في المشهد العراقي لصالحها من أجل إضعاف العراق وإشغاله بمشاكله” على حد ‏قولها.  ‏
ومن جهته أكد ماينا كياي، أول مقرر خاص للأمم المتحدة معني بالحق في حرية التجمع السلمي ‏وحرية تكوين الجمعيات، في تقريره في أيار (مايو) عام 2012، أنه لا يجوز للدول تقييد الحق في ‏التجمع السلمي إلا حيثما كانت هناك “ضرورة اجتماعية ملحة”. شدد التقرير على أن الدول لا تحتاج ‏إلى حظر التجمعات السلمية لكي تكافح الإرهاب بفعالية، وقال إن “التدفق الحر لحركة السير لا يجوز ‏أن يتمتع بأسبقية تلقائية على حرية التجمع السلمي”. يلقي كياي على السلطات بمسؤولية تزويد ‏منظمي التجمعات بـ”أسباب متكاملة ومقدمة في حينها” لأي حظر، وكذلك بإمكانية الطعن السريع ‏عليه.
‏ وشددت هيومان رائتس ووتش على السلطات العراقية ضرورة تغيير القوانين الحاكمة للتظاهر في ‏بغداد وغيرها بحيث تكون المظاهرات مباحة من حيث المبدأ، وبحيث لا يحتاج المنظمون إلا إلى ‏إخطار السلطات بالمظاهرات المزمعة، وليس طلب تصريح. وينبغي أن يقع العبء على السلطات في ‏تبرير حظر أية مظاهرة، مع تمتع المنظمين بالحق الكامل في الطعن. وقالت المنظمة انه يبدو رفض ‏التصاريح وكأنه جزء من حملة مستمرة تشنها وزارة الداخلية لتقويض الحق في حرية التجمع وخنق ‏المظاهرات المناهضة للحكومة .‏
‏ 
متظاهرون يستعدون للاحتجاج على قانون التقاعد الجديد
يستعد منسقو المظاهرات العراقية المطالبة بالغاء تقاعد البرلمانيين وامتيازات كبار المسؤولين لتنظيم ‏مظاهرات جديدة في الخامس من الشهر المقبل للدعوة الى تعديل قانون التقاعد الجديد لانه لايلبي ‏مطالبهم.‏
واشار المنسقون الى ان القانون الجديد للقاعد الذي اعلنه رئيس الوزراء نوري المالكي مطلع الشهر ‏الحالي واعتبره استجابة للمطالب الشعبية هو التفاف على مطالبهم . واضافوا في توضيحات على ‏صفحتهم “ألعراق ينتفض” على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ان مشروع القانون الذي وافقت ‏عليه الحكومة وارسلته الى مجلس النواب لمناقشته والتصويت عليه “المشروع بمجمله وسيلة خداع ‏سياسي بحيلة قانونية إذ جمع كل الرواتب التقاعدية ووحدها بقانون واحد لأسباب عدة منها‎ :‎اضفاء ‏‎
المشروعية على رواتب النواب حتى لو حصل تخفيض للروابب وسيكون طفيف وبذلك التفاف على ‏الإرادة الشعبية المطالبة بإلغاء الرواتب وليس تخفيضها وتقنينها .. ووضع رواتب فئات تنفيذية ‏وقضائية حصلت على مستحقاتها التقاعدية من جراء خدمة في العمل الوظيفي لغاية في نفسهم بإعطاء ‏مسوغ لهم برفض ربط تخفيض هذه الرواتب مع رواتب النواب ويحصل الاعتراض والنقاش ومن ثم ‏رفض هذه الفقرات وبالنتيجة رفض المشروع ليس لأنهم ضد التخفيض وإنما لأنهم لا يقبلون تخفيض ‏رواتب الآخرين وهذه الحجة ستمكنهم من المماطلة حتى انتهاء الدورة البرلمانية‎ .
واكدوا ان شروع القانون يتضمن مخالفات دستورية منها عدم المساواة بين الفئات المستهدفة إذ يعطي ‏راتب لمن أكمل اربع سنوات بعمل ليس فيه جهد مع من قضى عشرات السنين في العمل الوظيفي‎ .‎
وكانت اللجان التنسيقية للمظاهرات في بغداد قد اعلنت في الاول من الشهر الحالي عن رفع دعوى ‏قضائية ضد القادة الامنيين “الذين امروا بانتهاك حقوق المتظاهرين والاعتداء عليهم” وهددت ‏بألاستمرار بالتظاهر في حال عدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين.
‏ وقال عضو اللجنة التنسيقية للتظاهرات جلال الشحماني في بيان القاه خلال مؤتمر صحافي عقدته ‏اللجنة “خرجنا يوم امس بتظاهرة سلمية ممارسين فيها حقنا الدستوري للتعبير عن الراي بطريقة ‏سلمية لن نجدها عند الاجهزة الامنية التي قامت بقمع المظاهرات بابشع الاساليب القمعية التعسفية ‏والاعتقالات”.
واضاف الشحماني أن “اللجنة رفعت دعوى قضائية بالتنسيق مع نقابة المحامين العراقيين ضد القادة ‏الامنيين المتسببين بانتهاك حقوق المتظاهرين والاعتداء عليهم” مؤكدا انه “سيتم تنظيم تظاهرة جديدة ‏اذا لم يتم الاستجابة لمطالب المتظاهرين”.‏
وكان المالكي اعلن مؤخرا عن موافقته حكومته على مشروع قانون موحد جدد للتقاعد تلبية لمطالب ‏المتظاهرين لكن القانون لم يلغ الامتيازات الضخمة لكبار المسؤولين اوتقاعد البرلمانيين وانما اعتبر ‏سنوات خدمة البرلماني في مجلس النواب مضاعفة لدى احتساب مقدار تقاعده.
‏  ‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة