فيما يتصاعد الشد الشيعي السني في العراق خطرا فقد هددت السلطات بالتصدي بحزم لرجال دين وشيوخ عشائر قالت انهم يطلقون تحريضا طائفيا وتهديدات ضد جهات محلية وإقليمية وينصبون انفسهم بديلا عن الدولة والحكومة متوعدين بتحركات ميليشياوية واكدت انهم مسؤولون عن العنف الاعمى الذي يتحرك بدوافع طائفية.
وقالت وزارة الداخلية العراقية ان وسائل الاعلام تتناقل تصريحات وخطابات لبعض المتحدثين ممن ينسبون انفسهم الى رجال ومشايخ الدين تتضمن تحريضاً مباشراً على السلم الاهلي ، من خلال استخدام خطاب طائفي صريح يحرض على العنف بشكل مباشر وغير مباشر ويستعدي اطراف الجماعة الوطنية بعضها ضد البعض بدعوى الدفاع عن حقوق هذه الطائفة او تلك . واضاف في بيان صحافي اليوم الاثنين انه “مثلما شاهدنا وسمعنا خطاباً مقرفاً و تصعيدياً في لهجته ومضمونه ، تحدث به بعض خطباء الجمعة امام المتظاهرين في مناطق شمال غرب وغرب العراق ، فان اخرين في مناطق اخرى اطلقوا تهديدات ، كما نسبتها لهم وسائل الاعلام ، ضد جهات محلية وإقليمية ، ونصبوا انفسهم بديلا عن الدولة والحكومة وتوعدوا بتحركات ميليشياوية هنا وهناك ، ان لغة التحريض الطائفي تعتبر تهديداً مباشراً لأمن الوطن والمواطنين وهي تؤسس لثقافة الكراهية ونبذ الاخرين ، وهي المسؤولة اساساً عن العنف الاعمى الذي يتحرك بدوافع طائفية” .
واشارت وزارة الداخلية الى ان هذا “ما يرفضه الدستور العراقي اساساً ويتعارض كلياً مع القوانين النافذة” .. وحذرة قائلة انها وبحكم مسؤوليتها التنفيذية ستتصدى بقوة وحزم لهذه المحاولات الخبيثة الرامية الى تدمير وحدة البلاد المجتمعية وستتصرف وفق ما خولها القانون والدستور ضد هذه الاصوات النشاز التي افصحت عن وجه كريه ، اياً كانت سمتها ومواقعها الاجتماعية او الدينية او السياسية” .
ودعت الوزارة ا المواطنين االى الحذر “من هذه الدعوات المريضة والمشبوهة وازدراء مروجيها ، لان العراق اغلى واهم من مشاريع اعداءه ومروجي الفتنة في اوساط شعبه ، وبالتأكيد فان المستفيد من تصعيد هذه الاجواء المحمومة هو الارهاب والمنتفعين من خطابه ونشاطاته الاجرامية”. واهابت ”بجميع المواطنين الشرفاء بعدم السماح لمروجي الفتنه باستغلال الفرص والتحريض المباشر في وسائل الاعلام كما ندعو وسائل الاعلام الى اهمال هذه الدعوات المشبوهة وعدم ايلائها ايةِ اهمية خبرية ، حفاظاً على مشاعر المواطنين وحمايةً للوحدة الوطنية” .
والجمعة الماضي حذر خطيب جمعة الانبار الشيخ عبد المنعم البدراني من مؤامرة قال ان رأسها في ايران وعمودها العراق وسوريا وذيلها حزب الله في لبنان محذرا واشطن والعواصم الاوربية من ان عدم دعمها للحراك الشعبي لمواجهة هذه المؤامرة سيعرض مصالحها في المنطقة للخطر.
وقال خطيب جمعة الرمادي في الالاف من المصلين الذين تجمعوا في ساحة الاعتصام ان الحكومة العراقية اهدرت حقوق الناس واستهدفت شريحة السنة في سياسة عرجاء الحقت بالمواطنين الاذى وبالعراق الكروب. واشار الى ان العراقيين يتعرضون الى “خطر مؤسسي منظم” لانهاء دينهم من قبل “حية رقطاء” رأسها في طهران وعمودها في بغداد ودمشق وذيلها في لبنان حزب الله .. واشار الى انه مشروع مؤسسي خطر يهدد الاجيال “حية باضت في اليمن حيث الحوثيين وفي البحرين حيث المتمردين وفي السعودية حيث القطيف وكذلك في الكويت”.
وعلى صعيد التهديدات الطائفية نفسها فقد أكد الأمين العام لحزب الله العراق واثق البطاط مؤخرا عن تأسيس ميليشيا “جيش المختار” لمحاربة التنظيمات “الإرهابية” في العراق والدفاع عن الشيعة وشدد على أن الحكومة بحاجة إلى تقديم أدلتها في حال اعتراضها على هذا المشروع، مبينا أن وجود جيش المختار إيجابي في ظل تحول “المكون السني إلى بيئة خصبة للإرهاب”.
وقال البطاط في خلال مؤتمر صحافي في بغداد “المكون السني يعتقد أنه مظلوم وبالتالي هو بيئة خصبة للإرهاب..”، واستدرك قائلا “نعرف ان عشرات الجهات في المكون السني وهي كثيرة ترفض الارهاب لأنها تعتقد ان الارهاب أجنبي وسينفذ اجندات خارجية تضر البلد، لكنها لا تقاتل الإرهاب..”. كما هدد البطاط السعودية باستهدافها والعاملين في ميناء مبارك في الكويت بقصفهم اضافة الى تحذير الأكراد من استغلال ضعف حكومة المالكي ومحاولة التمدد إلى محافظات كركوك والموصل زاعماً أن تعداد جيشه يصل الى المليون عنصر.
يذكر أن محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديإلى وكركوك تشهد تظاهرات دخلت شهرها الثالث يشارك فيها عشرات الآلاف جاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي والمطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات وإطلاق سراحهم وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتشريع قانون العفو العام وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة.