18 نوفمبر، 2024 2:40 ص
Search
Close this search box.

الداخلية أقصت 35 الف سني والدعوة يسيطر على مفاصلها‏

الداخلية أقصت 35 الف سني والدعوة يسيطر على مفاصلها‏

 كشف مصدر سياسي مطلع في التحالف الوطني العراقي اليوم ان اللجنة الخاصة بالتفاوض مع ‏المتظاهرين التي يرأسها نائب رئيس مجلس الوزراء حسين الشهرستاني، اكتشفت ان وزارة الداخلية ‏اقصت نحو 35 الف من منتسبيها (السنة) منذ العام 2010 بموجب قانون المساءلة والعدالة، فيما لفت إلى ‏أن لجنة الشهرستاني اكتشفت أيضا أن أكثر من 90 بالمئة من المديرين العامين في الداخلية هم من الشيعة ‏ومن حزب المالكي او المقربين منه بالتحديد.‏
وقال المصدر في حديث إلى (المدى برس) إن “اللجنة الخاصة بالتفاوض مع المتظاهرين التي يرأسها ‏نائب رئيس مجلس الوزراء حسين الشهرستاني، اكتشفت خلال الايام الماضية اثناء تدقيقها بملفات ‏المساءلة والعدالة وملفات التوازن في الوزارات الأمنية أن وزارة الداخلية أقصت نحو 35 الف من ‏منتسبيها من (السنة) منذ العام 2010 وحتى الآن بموجب إجراءات المساءلة والعدالة”.‏
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن “لجنة الشهرستاني أكدت خلال اجتماع عقده ‏التحالف الوطني قبل يومين ان هؤلاء الذين تم اقصاؤهم من قبل الداخلية هو من الذين حاربوا تنظيم ‏القاعدة والعديد منهم تعرضوا إلى إصابات وإعاقات وتشوهات”.‏
وتتهم الحكومة الحالية من قبل المتظاهرين في المحافظات الغربية وجهات سياسية عديدة بأنها تمارس ‏الإقصاء بحق عشرات الآلاف منتسبي القوات الأمنية من الطائفة السنية، وكان المسؤول الإداري في قيادة ‏شرطة صلاح الدين، العقيد عبد الله احمد أكد في حديث إلى (المدى برس) بمناسبة عيد الشرطة في 9/ 1/ ‏‏2013 أن “الاجتثاث وما يتعلق به تسبب بحرمان العشرات من عوائل الضباط والمنتسبين من استحقاقهم ‏بالرغم من وقوفهم بوجه الإرهاب على مدى السنوات التسع الماضية”.‏
ويتعرض الضباط “السنة” في المحافظات التي تشهد نفوذا لتنظيم القاعدة إلى مخاطر كبيرة، فهم بحسب ‏التنظيم “مرتدون” ويجوز قتلهم، وفي صلاح الدين لقي اكثر من 1028 من الشرطة مصرعهم واصيب ‏نحو 2200 جريحاً خلال السنوات التسع الماضية التي أعقبت سقوط النظام، على يد مسلحين.‏
وبين المصدر أن “اللجنة اكتشفت أيضا أثناء التدقيق بملفات التوازن في الوزارة أن عشرة فقط من أصل ‏‏120 مديرا عاما في وزارة الداخلية هم من المكون السني في حين أن المديرين الباقين وعددهم 110 هم ‏من الشيعة ومن حزب الدعوة بالتحديد والمقربين منه”.‏
واكد المصدر وهو عضو رفيع المستوى في التحالف الوطني ان “الشهرستاني أكد لاجتماع التحالف ‏الوطني أنه صدم بهذه النتائج”، لافتا إلى ان “الشهرستاني أكد أنه سيشرع بتحقيق موسع في الموضوع”.‏
وكانت مصادر رفيعة المستوى في التحالف الوطني قد كشفت الاحد (13كانون الثاني 2013) أن ‏المرجعية الدينية في النجف ردت “بقسوة” على دعوات رئيس الحكومة نوري المالكي وائتلافه النيابي ‏وعدت حل البرلمان “خطا أحمر”، وأكدت ان الرد أبلغ به نائب رئيس مجلس الوزراء حسين الشهرستاني ‏والمستشار الديني لرئيس مجلس الوزراء عبد الحليم الزهيري اللذين سافرا قبل يومين الى النجف في ‏طائرة مروحية خاصة في محاولة للقاء المرجعية الدينية للتشاور معها في حل البرلمان.‏
وبينت المصادر حينها ان المرجعية رفضت لقاء الشهرستاني والزهيري واقتصر اللقاء على نجل المرجع ‏السيستاني ونجل المرجع الفياض اللذين اكدا للموفدين ضرورة أن تقوم الحكومة بتلبية مطالب المتظاهرين ‏وتفعيل دور البرلمان، وحملت التحالف الوطني مسؤولية “تصحيح مظلومية السنة” لأنها الكتلة المسؤولة ‏عن التفاهم مع بقية الكتل السياسية الأخرى بشأن الشراكة في إدارة أمور البلاد. كما أبلغتهما عدم رضاها ‏عن ظاهرة الانفراد بإدارة الدولة، وسياسة اثارة الازمات وفتح الملفات خارج الأطر الدستورية بما يؤدي ‏بالبلاد الى منزلق لا يحمد عقباه”.‏
وفي محاولة لتدارك الأزمة دعا رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري الثلاثاء 15/ 1/ 2013 إلى لقاء ‏وطني، اتفق المشاركون فيه على اعتماد الحوار كأساس في حل المشاكل التي تعاني منها البلاد، وفي حين ‏اكدوا تشكيل لجنة مشتركة للتنسيق مع الحكومة بشأن المعتقلين في السجون ومعالجة باقي مطالب ‏المتظاهرين، بينوا ان اجتماعا آخر سيعقد في غضون أيام لاستكمال الحوار.‏
وتتحضر اللجان الشعبية المنظمة للتظاهرات في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وبغداد وكركوك ‏وديالى لتنظيم تظاهرات “مليونية” غدا تحت شعار (جمعة لا تخادع)، وذلك “تأكيدا وإصرارا على ‏المطالب المشروعة للشعب العراقي” واحتجاجا على الحلول الترقيعية لمطالب المتظاهرين من قبل ‏الحكومة.‏
وتشهد محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك منذ الـ21 من كانون الأول 2012 المنصرم، ‏تظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف وجاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي ‏في القائمة العراقية رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي، والمطالبة بوقف ‏الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات، وإطلاق سراحهم، وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة ‏الإرهاب، وتشريع قانون العفو العام، وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش ‏وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة