تسعى مجموعة من المنفيين العراقيين السنّة الى توحيد جهودهم لتشكيل ائتلاف سياسي سني متماسك يدعمهم في محاربة مسلحي داعش. التحالف السياسي السني يعتزم فتح مكتب له في واشنطن بالاسابيع المقبلة لإيصال صوتهم بشكل أقرب لصناع القرار الاميركي الداعمين للمجتمع السني، وفقاً لتصريحات أدلى بها سياسي سني كبير لوكالة الاسوشيتد برس خلال مقابلة معه.
الائتلاف السني يحاول توضيح مخاوفه للجانب الاميركي، لان الكثير من جمهورهم يشعرون منذ فترة طويلة بالتجاهل من قبل الحكومة العراقية.
وكما هو معروف، فان السنة في العراق انتهى حكمهم في عام ٢٠٠٣ حينما اطاح الاميركان بنظام صدام حسين وسُلمت السلطة بحكم الاغلبية الى الشيعة، وهذا يعد تحولاً جذرياً بات اساساً في كثير من الاضطرابات التي اعقبت الحكم الشيعي للبلاد.
المدن ذات الغالبية السنية، الموصل والرمادي والفلوجة، هي الان بيد داعش اليوم، بينما يسعى التنظيم الى ضرب المقدسات الشيعية فضلاً عن قتل اتباع الديانات الاخرى وفي كثير من الاحيان يعتبر داعش الساسة السنة خصوماً لانهم ببساطة يرفضون الرضوخ لحكم التنظيم.
السنّة غالباً ما يطرحون سؤالهم التقليدي: هل نحن جزء من العراق؟ واذا كان الجواب نعم، فهل علينا ان نكون شريكاً حقيقياً في الحكومة؟، وفقاً لتصريح وزير المالية السابق رافع العيساوي الذي يعتبر عضوا بارزا في الائتلاف المزمع تشكيله.
العيساوي أورد قائلاً “لقد حان الوقت لإقناع المجتمع الدولي، باننا الحليف الكلاسيكي والحقيقي لمكافحة مسلحي داعش لان محافظاتنا احتلت اولاً على يد التنظيم”.
الكثير من العراقيين ينظرون للعيساوي باعتباره المسؤول الاول عن تنشيط الاحتجاجات السنية في عام ٢٠١٢، ومتهم بتهم تتعلق بالارهاب. وانتقد العيساوي هذه الاتهامات معتبراً انها ذات دوافع سياسية من رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وفقاً لتعبيره.
وأثارت أشهر من الاحتجاجات والاعتصامات في المناطق السنية، مسلحي داعش الى استغلال الغضب السني واسقاط المناطق.
الشيخ خميس الخنجر، رجل اعمال عراقي ثري يعيش في دبي وهو مؤيد للائتلاف السني الذي انضم اليه ايضاً محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي الذي اقيل من منصبه بعد سيطرة داعش على مدينته في الصيف من العام الماضي.
الطامحون لتشكيل هذا الائتلاف يقولون انهم ملتزمون بسحق داعش، لكنهم يخشون من الجماعات المسلحة الشيعية المدعومة من ايران التي اثبتت فاعليتها في محاربة تنظيم داعش على الارض، فهم يرون ان هذه الجماعات تشكل تهديداً خطيراً لمجتمعاتهم.
ويقول الخنجر “الحقيقة ان داعش والميليشيات الشيعية وجهان لعملة واحدة، وان الارهاب الذي تمثله هذه الميليشيات هو اسوأ مما تقوم به داعش”.
في غضون الشهرين المقبلين، يخطط قادة الائتلاف السني لفتح مكتب لهم في احدى الدول العربية فضلاً عن واشنطن. واكد الخنجر ان الاعضاء ذهبوا الى دول المنطقة لتعزيز موقفهم وبيان رؤية الدول، نافياً في الوقت نفسه، تمويل هذه المبادرة من حكومات أجنبية، مؤكدا انه ممول من رجال اعمال عراقيين.
ولم يستبعد الخنجر طلب المساعدة الخارجية، بما فيها المساعدات العسكرية، مضيفاً بالقول “اننا في الوقت الراهن لسنا بحاجة الى اي مساعدة مالية، واذا طلبنا من الدول العربية ذلك، فأنا متأكد انها ستكون مستعدة للمساعدة، فنحن بحاجة الى دعم عسكري وسياسي حينما يبدأ مشروعنا”.
ولسنوات كان المسؤولون الاميركان على اتصال مع كبار الساسة السنة في واشنطن لاعطاء الفاعلية والضغط على حكومة بغداد للمشاركة في الحكم.
ويقول المنفيون من السنة، ان المشروع حظي بتأييد واسع بين القبائل السنية في العراق على الرغم من انهم لا يعيشون في مناطقهم الآن.
وقال اثيل النجيفي في وقت سابق، انه حشّد الآلاف من المقاتلين السنة في شمال العراق لشن هجوم محتمل ضد داعش. بدوره استبعد كريك سويل، المحلل في السياسة العراقية، ان تسلّح أميركا المجتمع السني وتنقل عمليات الدعم المباشر للسنة بعيداً عن علم حكومة بغداد.