الخنجر: مذبحة الحويجة أنهت ولاية ثالثة للجزار المالكي ‏

الخنجر: مذبحة الحويجة أنهت ولاية ثالثة للجزار المالكي ‏

حذر السياسي العراقي ورجل الأعمال خميس الخنجر، اليوم الخميس، رئيس الحكومة نوري المالكي ‏من مغبة اقتحام ساحات الاعتصام في الأنبار، وفي حين اعتبر أن إغلاق القنوات الفضائية “رسالة ‏تؤكد رفض الحكومة نقلها الحقيقة وكشف الفساد والجرائم التي ترتكب بحق أبناء الشعب  العراقي”، ‏أكد أن “مجزرة الحويجة” أنهت آمال المالكي بولاية ثالثة وعجلت في “تقديمه للمحاكمة”.‏

وقال الخنجر، في اتصال هاتفي مع (المدى برس)، إن “شيوخ عشائر الأنبار الذين استنكروا الهجوم ‏الدموي غير المبرر على الجيش النظامي هم الحراس الأمناء للشعب وثورته”، عاداً أن “إغلاق رئيس ‏الحكومة نوري المالكي، للقنوات التي تنقل الحقيقة بحجة تأجيجها للطائفية هي رسالة تؤكد رفضه نقلها ‏الحقيقة وكشف الفساد والجرائم التي ترتكب بحق أبناء الشعب  العراقي”.‏
وكانت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية قررت، في (الـ28 من نيسان 2013)، تعليق عمل عشر ‏قنوات فضائية لـ”تبنيها خطاباُ طائفياً” رافق أحداث الحويجة، وأكدت أن تلك القنوات عملت على ‏‏”تمزيق” نسيج العراق الاجتماعي من خلال التحريض على العنف والكراهية الدينية والدعوة إلى ‏ممارسة أنشطة “إجرامية انتقامية”، مشددة على ضرورة إدراك أن حرية التعبير عن الرأي “ليست ‏حقاً مطلقاً”، والقنوات على وجه التحديد هي بغداد، الشرقية، الشرقية نيوز، البابلية، صلاح الدين، ‏الانوار2، التغيير، الفلوجة، الجزيرة والغربية، مبينة أن تلك القنوات “اعتمدت نهجاً تصعيداً أقرب إلى ‏التضليل والتهويل والمبالغة منه إلى الموضوعية، بما يهدد وحدة البلد ويعمل على تمزيق نسيجه ‏الاجتماعي”.‏
‏ وأضاف الخنجر، وهو رئيس مجلس إدارة قناة الفلوجة، المشمولة بالغلق وإلغاء الترخيص، أن “القناة ‏لم تنطلق بموافقة المالكي لأن الفلوجة انطلقت من فوهات بنادق المقاومة ودماء الشهداء وحناجر ‏المتظاهرين ولن يغلقها الطغاة”، محذراً “المالكي من اللعب بالنار مع من كسروا هيبة الجيش الأول ‏في العالم وجعلوا سرف دبابات أميركا مطبات مرورية في شوارعهم”.‏
وتتحشد عشرات الآليات العسكرية ننذ أيام بالقرب من ساحة اعتصام الرمادي بما ينذر بمحاولة ‏اقتحامها من قبل الالقوات الحكومية على غرار من احدث في الحويجة، وكان النائب عن القائمة ‏العراقية كامل الدليمي كشف، اليوم الخميس، أن رئيس الحكومة نوري المالكي قرر امهال المعتصمين ‏في مدينة الرمادي حتى يوم غد الجمعة، قبل تنفيذ عملية عسكرية ضد “الخارجين على القانون”، وأكد ‏وجود تحشيدات عسكرية كبيرة وصلت المحافظة، فيما قدم مقترحا من ثلاث نقاط ابرزها “انهاء” ‏الاعتصامات والتوجه لـ”طرق سياسية” لتنفيذ المطالب.‏
واعتبر الخنجر، أن “مجزرة الحويجة أنهت آمال الجزار (المالكي) بولاية ثالثة وعجلت في تقديمه ‏للمحاكمات لينال ما اقترفت يداه وعقله المليء بوساوس الطائفية”، لافتاً إلى أن “رئيس الوزراء ‏التركي رجب طيب اردوغان، تمكن بنجاح من إنهاء النزاع مع الكرد وتوحيد البلاد بينما يعمد نوري ‏المالكي وبشار الأسد إلى قتل شعبيهما وتدمير وحدة بلادهما، في دليل واضح على الفرق بين رجال ‏الدولة ورجال العصابات”.‏
واقتحمت القوات العراقية اقتحمت ساحة الاعتصام في الحويجة،(55 كم جنوب غرب كركوك)، ‏الثلاثاء، (الـ23 من نيسان 2013)، مما أسفر عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 163 من المعتصمين ‏وفقدان واعتقال عشرا آخرين، الأمر الذي أثار موجة احتجاجات وأعمال عنف في المناطق ‏والمحافظات السنية، ومنها الأنبار، (مركزها مدينة الرمادي، 110 كم غرب العاصمة بغداد).‏
وأكد الخنجر، أن “غزاة الخارج أو طغاة الداخل لم يتمكنوا عبر القرون من كسر العراق”، عاداً أن ‏‏”العراق غير قابل للانكسار”.‏
وتساءل الخنجر عما إذا كان الذي “يجري في العراق حالياً يعبر عن دولة يسود فيها القانون”، وتابع ‏‏”هل أن مطالبة المعتصمين بالحقوق كفر والتعبير عن الرأي جريمة”.‏
وأجاب الخنجر على تساؤله بتأكيد أن “المطالبة بإنهاء الظلم حق مشروع وهذا ما أكد عليه الدستور ‏واعتبر من البنود الأساس للاتفاقيات والبروتوكولات الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان”، ‏مستدركاً “ماذا نسمي ما يجري الآن في الحويجة وسامراء ونواحيها، وهل أن الجيش أصبح أداة لتنفيذ ‏الجريمة بيد السلطة أم أن المواطنين اصبحوا وسيلة بيد الساسة لتنفيذ أجنداتهم”.‏
يذكر أن خميس الخنجر هو تاجر عراقي مقيم خارج البلاد، ويمتلك علاقات تجارية واسعة مع عدد من ‏المسؤولين في تركيا وقطر والسعودية، وهو من مؤسسي قناة الرافدين الفضائية التابعة لهيئة علماء ‏المسلمين وقناة بغداد التابعة للحزب الإسلامي، كما يعد من أبرز رجال الأعمال الداعمين للتظاهرات ‏في المحافظات السنيةـ فضلاً عن كونه من أبرز داعمي القائمة العراقية.‏
وكان المتحدث الرسمي باسم معتصمي ساحة الرمادي، عبد الرزاق الشمري، قال في حديث إلى ‏‏(المدى برس)، في (الـ29 من نيسان 2013)، إن ما لا يقل عن 120 آلية عسكرية قادمة من بغداد ‏اجتازت مدينة الفلوجة باتجاه مدينة الرمادي، وأكد أن قادة الاعتصام في الرمادي تلقوا معلومات مؤكدة ‏تفيد بنية الجيش “اقتحام ساحات اعتصام الرمادي الليلة”، لافتا إلى أن عدداً من قادة الاعتصام ومنهم ‏وزير المالية المستقيل رافع العيساوي، واحمد أبو ريشة، والنائب احمد العلواني، ورئيس مجلس ‏الأنبار جاسم الحلبوسي، قرروا “المبيت الليلة في ساحة الاعتصام”.‏
وتأتي هذه التطورات في ظل أجواء التصعيد التي تشهدها البلاد منذ حادثة اقتحام ساحة اعتصام ‏الحويجة، التي نجمت عنها اضطرابات ومواجهات واسعة النطاق بين رجال العشائر والقوات ‏الحكومية في كركوك والموصل وصلاح الدين وديالى ونينوى، وكان أبرز تلك الأحداث مهاجمة ‏مسلحين، في (الـ27 من نيسان 2013)، سيارة مدنية يستقلها خمسة من عناصر الجيش العراقي يعتقد ‏أنهم كانوا في إجازة ومتوجهين إلى منازلهم قرب ساحة اعتصام الرمادي، مما أسفر عن مقتل أربعة ‏منهم وإصابة الخامس بجروح.‏
وأثارت حادثة مقتل الجنود الأربعة ردود فعل كبيرة، إذ هدد رئيس الحكومة نوري المالكي، في (الـ28 ‏من نيسان 2013)، بعدم السكوت على ظاهرة قتل الجنود قرب ساحات التظاهر، داعيا المتظاهرين ‏السلميين إلى “طرد المجرمين” الذين يستهدفون قوات الجيش والشرطة العراقية مطالبا علماء الدين ‏وشيوخ العشائر بــ”نبذ” القتلة، كما امهل قائد عمليات الأنبار الفريق مرضي المحلاوي قادة ‏الاعتصامات في المحافظة 24 ساعة لتسليم قتلة الجنود الخمسة، وهدد إذا لم تسلموهم فسيكون “لكل ‏حادث حديث”، كما هدد قائد شرطة الأنبار اللواء هادي بـ”خرق الاخضر باليابس في حال عدم تسليم ‏القتلة، واكد أن قوات الشرطة جاهزة لسحق رؤوس قتلة الجنود وهي بانتظار الاوامر من بغداد متهما ‏قناة فضائية يمتلكها الحزب الاسلامي بـ”الترويج للإرهاب”.‏

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة