خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
تنُتج “المملكة العربية السعودية”: (120.4) مليار متر مكعب من “الغاز الطبيعي”، وهو ما يقترب من إنتاج “قطر”؛ البالغ: (178.4) مليار متر مكعب، مع هذا تستهلك “السعودية” كامل إنتاجها من “الغاز الطبيعي”، إما عن طريق إعادة حقنه في حقول النفط، أو تخصيصه لإنتاج الطاقة والاستخدام الصناعي. بحسّب ما استهلت “نوريكو سوزوكي”؛ مستشارة أولى في (مركز الخليج للأبحاث)، الجزء الخامس من دراستها التي أعدتها ونُشرت على موقع المركز.
خطة “السعودية” البديلة..
وبالنظر إلى طموح (آرامكو) السعودية البدء في تصدير الغاز بحلول العام 2030م، فقد اتخذت المملكة خطوات إدخال “الغاز الطبيعي المسَّال” إلى الأسواق في “الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا”. وسوف تمكَّن هذه الاستراتيجية “المملكة العربية السعودية” من إدارة صناعة الغاز بشكلٍ أفضل، ومواءمة اتجاهات سوق الغاز العالمية.
وإذا بدأت “المملكة العربية السعودية” في تصدير “الغاز الطبيعي المسَّال”، فسوف تحتاج إلى ناقلات “الغاز الطبيعي المسَّال”، مما يخلق فرصة عمل قيمة لصُناع السفن في “كوريا الجنوبية”.
ودعمًا لهذا التوسع، وقّعت شركة (هيونداي) للهندسة والإنشاءات عقدًا بقيمة: (2.4) مليار دولار مع (آرامكو) السعودية في العام 2023م، لبناء مصنع معالجة الغاز في (الجافورة)؛ أكبر حقول الغاز غير التقليدي في “المملكة العربية السعودية”، مع احتياطيات تُقدر بنحو: (200) تريليون قدم مكعب.
وتُقدر (آرامكو) أن يصل الإنتاج اليومي إلى حوالي: (02) مليار قدم مكعب بحلول العام 2030م.
التعاون “السعودي-الكوريالجنوبي” بالصناعات والقطاعات الناشئة..
وبعيدًا عن التعاون في مجال الطاقة، تسعى “كوريا الجنوبية” إلى توسيع حضورها في القطاعات الناشئة مثل سيارات الهيدروجين والكهربائية؛ (EVs)، في “المملكة العربية السعودية”.
وفي تشرين أول/أكتوبر 2023م، زار الرئيس؛ “يون سوك يول”، “المملكة العربية السعودية، وقطر” بغرض تعزيز هذه الجهود. وخلال الزيارة التقى ولي العهد؛ الأمير “محمد بن سلمان”، لمناقشة التعاون في مجال الهيدروجين، والمدن الذكية، وصناعة الدفاع والشركات الناشئة.
وكانت النتيجة الرئيسة هي اتفاق شركة (هيونداي موتور) مع “صندوق الاستثمارات العامة السعودي”؛ (PIF)، لاستثمار مبلغ: (500) مليون دولار، في إنشاء مصنع لإنتاج المركبات الكهربائية بطاقة سنوية تبلغ: (50) ألف مركبة كهربائية تعمل بالغاز.
وسيكون هذا أول مصنع سيارات كوري جنوبي في الشرق الأوسط، حيث يمتلك “صندوق الاستثمارات العامة السعودي” حصة: (70%)؛ بينما تمتلك (هيونداي) النسبة المتبقية البالغة: (30%)، كما أطلقت الدولتان مبادرة “واحة الهيدروجين”، التي تهدف إلى تعزيز الشراكات وتعزيز تطوير مشاريع الهيدروجين النظيف.
ومن خلال هذه المبادرات، تعمل “كوريا الجنوبية” على تعزيز مكانتها كشريك استراتيجي لـ”المملكة العربية السعودية” في قطاعي الطاقة التقليدي والتقنيات الناشئة.
الخاتمة..
بعد استقلالها، انضمت “كوريا الجنوبية” إلى الكتلة الغربية، وأقامت في البداية علاقات مع دول “مجلس التعاون الخليجي”؛ الموالية لـ”الولايات المتحدة الأميركية”. والأن أضحت هذه الدول شريكًا أساسيًا لـ”كوريا الجنوبية” في مجالات الاقتصاد والطاقة.
وقد ازداد خلال السنوات الأخيرة، اعتماد “كوريا الجنوبية” على دول “مجلس التعاون الخليجي” في مجال الطاقة بسبب تعليق واردات “النفط الإيراني” بموجب العقوبات والتحول العالمي نحو إزالة الكربون.
وقد دفع هذا الاعتماد المتزايد “كوريا الجنوبية” إلى اتخاذ إجراءات عسكرية مستقلة، مثل نشر قوات في “أبوظبي” ونشر قوات في “مضيق هرمز”، لحماية شركاتها العاملة في الشرق الأوسط، وتأمين إمدادات الطاقة المستقرة من الخليج.
ومن خلال ترسيخ وجودها العسكري في الخليج، أثبتت “كوريا الجنوبية”؛ لدول “مجلس التعاون الخليجي”، قدرتها على العمل كشريك أمني تعاوني.
وقد عزز هذا التعاون الدفاعي الثقة بين “كوريا الجنوبية” ودول “مجلس التعاون الخليجي”، الأمر الذي من شأنه أن يدعم بدوره مبادرات “سيول” الاقتصادية. وسوف تُشكل هذه الثقة عاملًا حاسمًا في تعزيز قدرة شركات “كوريا الجنوبية” على تأمين مشاريع تجارية مستقبلية في المنطقة.