خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
تدعم “كوريا الجنوبية”؛ بشكلٍ نشط، أنشطة تصدير غاز دول “مجلس التعاون الخليجي”، من خلال بناء ناقلات “الغاز الطبيعي المَّسال”. وخلال السنوات الأخيرة، سعت “قطر والإمارات” إلى تطوير صادراتها من “الغاز الطبيعي المَّسال” بشكلٍ كبير. بحسّب ما استهل “نوريكو سوزوكي”؛ مستشارة أولى في (مركز الخليج للأبحاث)، في الجزء الثالث من دراستها التي أعدتها ونُشرت على موقع المركز.
وركزت “قطر”؛ على وجه الخصوص، على توسيع حقل “غاز الشمال”؛ (المعروف أيضًا بحقل غاز القبة الشمالية)، منذ العام 2017م.
وسيؤدي هذا التوسع إلى زيادة الطاقة الإنتاجية السنوية لـ”الغاز الطبيعي المًّسال” في “قطر” من: (77) مليون طن إلى: (110) مليون طن بحلول عام 2026م، تقريبًا مع اكتمال المرحلة الأولى من مشروع (NF East)، وإلى: (126) مليون طن بحلول عام 2028م؛ مع المرحلة الثانية من المشروع.
بالإضافة إلى ذلك؛ من المتوقع أن تزيد المرحلة الثالثة؛ (التي تم الإعلان عنها في شباط/فبراير 2024م)، الإنتاج إلى: (142) مليون طن بحلول عام 2030م، بزيادة قدرها: (84%) عن المستويات الحالية.
الظهير الإماراتي في شرق آسيا..
وعلى نحو مشابه، وافقت “الإمارات”؛ في حزيران/يونيو 2024م؛ على الاستثمار في مشروع (الرويس) للغاز الطبيعي المَّسال بإمارة “أبوظبي”، ويشمل بناء منشأة جديدة لإنتاج “الغاز الطبيعي المَّسال” في مدينة “الرويس” الصناعية، بطاقة سنوية: (9.6) مليون طن بحلول عام 2028م.
ومن المتوقع بمجرد اكتمال المشروع، أن ترتفع الطاقة الإنتاجية السنوية الإجمالية لـ”الغاز الطبيعي المَّسال” في “الإمارات” إلى: (15.6) مليون طن، وهو ما يُزيد على ضعف الإنتاج الحالي.
ومع توسع أعمال “الغاز الطبيعي المَّسال” العالمية، ارتفع الطلب على ناقلات “الغاز الطبيعي المًّسال” كذلك.
وردًا على ذلك؛ وقّعت “شركة قطر للطاقة”، اتفاق (حجز مساحة رصيف في حوض بناء السفن)؛ مقابل أكثر من: (03) مليار دولار مع شركة بناء سفن صينية، وثلاث شركات كورية جنوبية.
وفي أعقاب ذلك، وقّعت “قطر للطاقة” عقودًا طويلة الأجل لاستئجار ناقلات “الغاز الطبيعي المًّسال” التقليدية (كل منها بسعة: (174) ألف متر مكعب)، مع عدد: (11) شركة.
وعلى نحوٍ مماثل، وقّعت “شركة بترول أبوظبي الوطنية”؛ (أدنوك)، الإماراتية، عقدًا بقيمة: (2.5) مليار دولار في تموز/يوليو 2024م، مع شركتي (سامسونغ للصناعات الثقيلة) و(هانوا أوشن) لبناء نحو: (10) ناقلات لـ”الغاز الطبيعي المَّسال”.
وتُسلط هذه العقود الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه “كوريا الجنوبية” في تسهيل توسيع القدرة على تصدير “الغاز الطبيعي المَّسال” لدول “مجلس التعاون الخليجي”.
فك شفرة التعاون الأمني بين “سيول” و”مجلس التعاون الخليجي”..
الملفت في العلاقات بين “كوريا الجنوبية” ودول “مجلس التعاون الخليجي”، تزايد تدخل “سيول” العسكري في المنطقة.
وقد كانت قوات “كوريا الجنوبية”؛ (من المنظور التاريخي)، تنتشر في الشرق الأوسط بشكلٍ أساس، بناءً على طلب حليفتها “الولايات المتحدة”، على نحو ما حدث أثناء “حرب الخليج” عام 1991م، و”حرب العراق” عام 2003م، أو كجزء من عمليات “حفظ السلام”؛ التابعة لـ”الأمم المتحدة”.
مع هذا بدأت “كوريا الجنوبية”؛ منذ العام 2010م، إرسال قواتها العسكرية لأغراض استراتيجية خاصة.
في غضون ذلك؛ كان “الاتفاق النووي” بين “كوريا الجنوبية” و”الإمارات”، بمثابة بداية تدخل “سيول” العسكري المباشر في المنطقة، مما عزز التعاون العسكري المستمر بين البلدين. ولذلك تتمركز قوات “كوريا الجنوبية” في “أبوظبي”؛ منذ العام 2011م؛ حيث تقوم بتدريب القوات الإماراتية الخاصة، وكذلك تأمين المواطنين الكوريين الجنوبيين في “الإمارات” في حالات الطواريء.
في ظل هذه الأوضاع؛ وسّعت “كوريا الجنوبية” منطقة عمليات قواتها البحرية المنتشرة في “خليج عدن” بحيث تشمل “مضيق هرمز”، ردًا على عمليات استهداف ناقلات النفط في “خليج عُمان” عام 2019م، وضمان سلامة المواطنين الكوريين الجنوبيين في المنطقة، وتأمين حرية الملاحة عبر “مضيق هرمز” باعتباره طريقًا حيويًا لشحنات الطاقة.
ومع استمرار “كوريا الجنوبية” في تعزيز علاقاتها الاقتصادية والطاقة مع دول “مجلس التعاون الخليجي”، كان الدعم الحكومي أمر بالغ الأهمية لشركاتها للعمل بأمان في منطقة الخليج.
فضلًا عن التعاون العسكري، تسّعى “كوريا الجنوبية إلى ترسيخ وجودها في أسواق الدفاع المربحة في الخليج. وتلعب صناعة الدفاع الكورية الجنوبية، التي تُعَد صناعة استراتيجية وطنية، دورًا رئيسًا في كل من الأمن القومي والنمو الاقتصادي.
وفي العام 2022م؛ وقّعت شركة كورية جنوبية عقدًا بقيمة: (3.32) مليار دولار مع “الإمارات” لإمدادها بنظام صواريخ “أرض-جو”؛ (تشيونغونغ-2).
في السياق ذاته؛ أعلنت “وزارة الدفاع الوطني” الكورية عن توقيع عقد تصدير نفس منظومة الصواريخ إلى “المملكة العربية السعودية” بقيمة: (3.2) مليار دولار.
وبعيدًا عن دول “مجلس التعاون الخليجي”، تعمل شركات الدفاع الكورية الجنوبية على توسيع نطاق وجودها في منطقة الشرق الأوسط. ففي أيلول/سبتمبر 2024م، أبرمت (LIG Nex1) أكبر شركة دفاعية في “كوريا الجنوبية”، عقدًا بقيمة: (2.78) مليار دولار مع “العراق” لإمدادها بمنظومة (جو تشيونغونغ-2) التي تُشكل عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الدفاع الصاروخي في “كوريا الجنوبية”، والمصممة لاعتراض الصواريخ والطائرات، وخاصة كضمان ضد التهديدات من “كوريا الشمالية”.