10 أبريل، 2024 12:48 م
Search
Close this search box.

الخطوط الحمراء لتركيا صارت خضراء .. أنقرة تراجعت في حمص ثم حلب فهل تتخلى عن إدلب ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

إستهداف “إدلب” أحال إتفاق خفض التصعيد حبراً على ورق.. هكذا يصف المراقبون الأوضاع مؤخراً في سوريا بعد تقدم كبير لقوات الرئيس السوري “بشار الأسد” !

لكن على الجانب الآخر، فقد سارع الرئيس التركي “رجب طيب إردوغان”، الذي أضحى مرتبكاً، إلى إعلان توسيع عملية “درع الفرات” لتشمل منطقة “عفرين” و”منبج” في شمال سوريا لضمان الأمن للمناطق الممتدة على طول حدودها، في تصريح يوحي بإقتراب ساعة الصفر التي تنتظرها حشود عسكرية تركية، وإستبقتها الصحافة التركية لتطلق عليها عملية “سيف الفرات”؛ تيمناً بعملية “درع الفرات”.

ما بين 7 آلاف إلى 20 ألف جندي..

لمتابعة التفاصيل، نجد أن الصحافة التركية تحدثت في عام 2017، عن عملية “سيف الفرات”، وأنها ستنطلق بـ 7 آلاف جندي تركي، بينما يتحدث آخرون عن مشاركة 20 ألف جندي بإنضمام الفصائل المسلحة التي شاركت في عملية “درع الفرات”.

تركيا تقول إن عملية “درع الفرات” لم تحقق أهدافها كاملة، فهي سيطرت على مدينة “الباب” الاستراتيجية في الثالث والعشرين من شباط/فبراير عام 2017، ومن ثم تقدمت في إتجاه مدينة “منبج”.. وهي مدينة استراتيجية تقع شمال شرق مدينة “حلب” وتربط مدينة “الباب” بمدينة “الرقة” وتبعد 30 كم عن النقطة الحدودية الفاصلة بين سوريا وتركيا.

روسيا وقوات “الأسد” من جانب والمدرعات الأميركية من جانب آخر !

لكن مسارعة مجلس “منبج” العسكري، المحسوب على وحدات حماية الشعب الكردية، إلى تسليم قوات النظام السوري مناطق غرب مدينة “منبج” بالتنسيق مع روسيا مساحتها نحو 800 كم2، وإنتشاراً غير مسبوق لمدرعات أميركية من جهة الشمال، حرما تركيا من إتمام هدف عملية “درع الفرات” !

أما بالنسبة لـ “عفرين”، ورغم أنها معزولة جغرافياً عن باقي مناطق الإنتشار الكردي في سوريا، أي عين العرب كوباني والجزيرة، فإنها تحتل أهمية استراتيجية؛ لأنها تشكل الجسر الجغرافي المحتمل أن يربط مناطق إنتشار الوحدات الكردية بالبحر الأبيض المتوسط.

مكاسب استراتيجية إن صارت الأمور وفق رغبة أنقرة..

علينا أن نعي أن سيطرة الأتراك على منطقة “عفرين” ستشكل نقطة إرتكاز لربط المنطقة التي شهدت عملية “درع الفرات”، والتي تشمل مثلث “إعزاز” و”الباب” و”جرابلس”، وربطها بمنطقة “إدلب”، كما ستتيح السيطرة على “عفرين” لتركيا مكاسب استراتيجية على الأرض لربط مناطق ريفي “حلب” الشمالي والغربي مع محافظة “إدلب”، وقد يشكل ذلك في رأي البعض تعويضاً عن خسارتها لمعركة “حلب” لصالح نظام “الأسد” وحلفائه.  

لكن الواقع على الأرض، وفق المعطيات الأخيرة التي بدأت مع نهاية عام 2017 ومستمرة مع بدايات عام 2018، تقول إن البند الأول من إتفاق خفض التصعيد، الذي أتفقت فيه القوى المؤيدة للأطراف المتنازعة في الحرب السورية على منطقة رابعة في سلسلة ما يسمى بـ “مناطق خفض التوتر” بهدف تهدئة القتال، ووفق المحادثات التي جرت في العاصمة الكازاخية “آستانة”، بين كل من تركيا، التي أظهرت في السابق معارضة لنظام “الأسد” ودعماً للمعارضة، وحلفاء سوريا روسيا وإيران، يقضي بخفض التوتر في منطقة “إدلب”، التي تهيمن عليها قوات معارضة، بالإضافة إلى أجزاء من محافظات “اللاذقية وحلب وحماة”.

وبحسب ذاك الإتفاق فقد جرى ضم “إدلب” لتلك المناطق في أيلول/سبتمبر 2017، على أن يتم نشر قوات في نقاط على طول حدود منطقة خفض التوتر الجديدة للمراقبة وضمان إلتزام الأطراف بعدم التصعيد.

إتفاق لم يعد سارياً وتهجير آلاف العائلات !

كما يحسب له أنه أدى إلى إنخفاض ملحوظ في القتال، لكن ما يجري الآن يؤكد أن الإتفاق لم يعد سارياً، إذ يقول المتابعون للشأن السوري إن هناك نحو 25 ألف عائلة نازحة من القرى التي سيطر عليها نظام الرئيس السوري “بشار الأسد”، والحديث هنا عن موجات نزوح “لم يسبق لها مثيل”، على مدار أكثر من 10 أيام من بدايات عام 2018، فصورت مشاهد لأرتال كبيرة جداً من النازحين.

ليذهب المحللون إلى القول أن إتفاق “خفض التوترات” ما هو إلا مجرد عملية لتجميد المعارك في الإطار الاستراتيجي.. ومع الوقت تكسب سوريا ورسيا المعركة ولا يتبقى غير بعض الجيوب بـ”إدلب والغوطة الشرقية”، ولن يعترض أحد !

“الأسد” بدعم روسي يكسب مزيداً من الأرض في 2018 .. هل ستسمح أميركا بذلك ؟

يمكننا القول إن عام 2018 يشي بأن “الأسد” والقوات الروسية سيستمران في محاولة السيطرة على ما تبقى من مساحات غير خاضعة لسيطرتهم، ولن تبقى أي مساحة بعيدة عنهم.. اللهم إلا إذا تدخلت أميركا وحلفاؤها على الأرض وغيرت المعادلة !

فتركيا، التي طالما أكدت أن “إدلب” بالنسبة لأنقرة من الخطوط الحمراء، هي أيضاً التي قالت إن “حمص وحلب” من الخطوط الحمراء، ولم تستطع أن تقدم لهما شيئاً أمام قوى عظمى كـ “روسيا”، لذلك لا يتوقع أن تقاوم أنقرة في “إدلب” كذلك، فالخط الأحمر الحقيقي يكمن في تلك المناطق التي تسيطر عليها قوات حليفة للأميركان المتمثلة في الأكراد هناك !

أما اليوم فإن عشرات القرى والبلدات سيطرت عليها قوات “الأسد” والفصائل “الرديفة” في ريفي إدلب الغربي والشرقي منذ الخامس والعشرين من شهر كانون أول/ديسمبر عام 2017.

وبعض مراكز الدراسات الاستراتيجية قالت إن المساحة التي خسرتها قوات المعارضة السورية لحساب “الأسد” في ريف “إدلب” تفوق الـ 800 كم2 المعلنة لتقدر بنحو 973 كم2 .

إدلب تمثل كامل سوريا !

إنسانياً، فإن تفجر الأوضاع الإنسانية والعسكرية في “إدلب” أثار المتابعين للشأن السوري لطرح أسئلة تنم عن قلق وإضطراب، فالجميع يقول إن “إدلب” باتت تمثل سوريا الكبرى، فإليها هجر النظام أهالي “حمص وحلب ودمشق وريفها”، وإليها نزح أهالي “دير الزور والرقة” بل وحتى “الموصل” !

فلم يعد يعرف إلى أين يذهب النازحون إذا ما استمرت قوات “الأسد” والقوات المعاونة في الزحف إلى “إدلب”، بل البعض يسأل ما جدوى 8 جولات من مفاوضات “آستانة” التي أصبحت بموجبها “إدلب” منطقة خفض التصعيد الرابعة ؟!

قاعدة “أبو الظهور” وكفى..

أكثر التحليلات تفاؤلاً بمصير “إدلب”، تلك التي تقول إن “الأسد” سيتوقف عند خط سكة حديد “أبو الظهور”، ولن يعبر إلى غربها، وسيكتفي بالسيطرة على “مطار أبو الظهور العسكري”.

وآخرون يقولون إن نظام “الأسد” لن يأخذ “إدلب”؛ حتى لا يفشل مشروع التغيير الديمغرافي في “حمص وحلب ودمشق”، على إعتبار أن أهالي تلك المدن سيعودون إليها فيما لو سيطر النظام على “إدلب” !

يبقى مصير “إدلب” معلقاً على عشرات الأسئلة في شتاء قارس البرودة تزيده قسوة مرارة النزوح وقصف طائرات النظام وإرتباك تركيا وترقب أميركا، التي ترغب في تثبيت منطقة نفوذ قوية للأكراد هناك، طمعاً في وجود قوات غير أميركية لكنها تعمل لصالح الأميركيين وتحت إمرتهم !.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب