الخطابات تنهال على الإدارة الأميركية .. هل يستجيب “بايدن” لمطالب وقف إطلاق النار في غزة ؟

الخطابات تنهال على الإدارة الأميركية .. هل يستجيب “بايدن” لمطالب وقف إطلاق النار في غزة ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني:

فيما يبدو أنه إنذارًا لـ”أميركا” على وقوفها إلى جانب “إسرائيل” ودعمها في حربها على “غزة”؛ والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين، وهو الأمر الذي لابد أن يُصنف على أنه جريمة حرب وإبادة جماعية، دون النظر أو الالتفات إلى القوانين الدولية والإنسانية لإيقاف تلك المجازر، إلا أن المسؤولين بات لهم رأيًا تحذيرًا آخر لإدارة “بايدن”.

فكشفت وثيقة دبلوماسية أن إدارة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، تلقت تحذيرات من دبلوماسيين أميركيين في العالم العربي، من أن دعم “واشنطن” العسكري لـ”إسرائيل” تجاه ما يحدث في “غزة”، قد يُفقد “الولايات المتحدة”؛ العرب، لنحو جيل كامل.

وتُسّلط البرقية؛ التي اطلعت عليها شبكة (سي. إن. إن) الأميركية، الضوء على القلق العميق بين المسؤولين الأميركيين بشأن الغضب المتزايد ضد “الولايات المتحدة”؛ والذي اندلع بعد وقتٍ قصير من شن “إسرائيل” عملياتها ضد حركة (حماس)، في أعقاب هجمات المقاومة الفلسطينية في “إسرائيل”؛ في 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي، والتي خّلفت أكثر من: 1400 قتيل إسرائيلي، وهو ما تراجعت فيه “إسرائيل” مؤخرًا لتُعلن مقتل: 200 إسرائيلي فقط.

خسارة في معركة الرسائل..

وجاء في برقية من السفارة الأميركية في “عُمان”؛ يوم الأربعاء الماضي: “إننا نخسّر بشدة في ساحة معركة الرسائل”، وذلك نقلاً عن محادثات مع: “مجموعة واسعة من الاتصالات الموثوقة”.

وتُحذر البرقية من أن الدعم الأميركي القوي لتصرفات “إسرائيل”، يُنظر إليه على أنه: “مسؤولية مادية ومعنوية؛ فيما يعتبرونه جرائم حرب محتملة”.

وتمت كتابة البرقية من السفارة من قبل ثاني أعلى مسؤول أميركي في “مسّقط”؛ وأرسلت إلى “مجلس الأمن القومي”، بـ”البيت الأبيض” و”وكالة المخابرات المركزية” و”مكتب التحقيقات الفيدرالي”، من بين آخرين.. وعلى الرُغم من أنها مجرد برقية واحدة من سفارة إقليمية، إلا أنها توفر لمحة خاصة عن الإنذار بشأن الموجة المتزايدة المناهضة لـ”الولايات المتحدة” التي تجتاح الشرق الأوسط.

وأعادت برقية أخرى حصلت عليها شبكة (سي. إن. إن) من السفارة الأميركية في “القاهرة” إلى “واشنطن”، التعليق الذي نشرته صحيفة مصرية بأن: “قسوة الرئيس؛ بايدن، وتجاهله للفلسطينيين تجاوزت كل الرؤساء الأميركيين السابقين”.

ضغوط محلية وخارجية..

ويتعرض الرئيس؛ “جو بايدن”، لضغوط متزايدة محليًا وخارجيًا بشأن الدعم الأميركي لـ”إسرائيل”، وسط صور الدمار في “غزة” والأزمة الإنسانية الأليمة في المنطقة.. وبينما قاومت الإدارة الدعوات لوقف إطلاق النار، عمل المسؤولون على تكثيف المساعدات المقدمة إلى “غزة”، وضغطوا من أجل توقف إنساني للسّماح بتدفق المزيد من المساعدات إلى القطاع، والسّماح للمدنيين بالفرار بعيدًا عن القتال.

وفي الأيام الأخيرة؛ أعرب حلفاء “الولايات المتحدة” في العالم العربي بوضوح، عن غضبهم العميق إزاء الأزمة الإنسانية في “غزة”.

وفي نهاية الأسبوع الماضي؛ حضر وزير الخارجية؛ “أنتوني بلينكن”، قمة عقدها وزير الخارجية الأردني، وحضرها كبار الدبلوماسيين من: “مصر وقطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية”، بالإضافة إلى الأمين العام لـ”منظمة التحرير الفلسطينية”.

وفي القمة؛ دعا الزعماء العرب إلى وقف فوري لإطلاق النار في “غزة”، بينما كرر “بلينكن” معارضة “الولايات المتحدة”، بحجة أن ذلك سيمنح (حماس) الوقت لإعادة تجميع صفوفها وشّن هجوم آخر على “إسرائيل”.

هدنة على فترات..

وأعلن “البيت الأبيض”؛ أمس الأول الخميس، أن “إسرائيل” وافقت على المضي قدمًا في وقف العمليات العسكرية يوميًا لمدة أربع ساعات في مناطق شمال “غزة”.

وقال مسؤولون أميركيون؛ لشبكة (سي. إن. إن)، الخميس، إن “بلينكن” توصل إلى اتفاق من حيث المبدأ بشأن فترات التوقف المؤقت بعد اجتماعاته في “إسرائيل”؛ الأسبوع الماضي، على الرُغم من أن رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”، عارض فكرة فترات التوقف لأسباب إنسانية، يوم الجمعة.. واعتبر ذلك بمثابة تلاعب من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بائتلافه، وأشار المسؤولون إلى أن الأمر مشّابه لما حدث عندما عارضت الحكومة الإسرائيلية دخول المساعدات الإنسانية إلى “غزة”، قبل أن تقرر السّماح بذلك.

خطاب من أكثر من 1000 مسؤول..

بالتوازي؛ أعرب أكثر من: 1000 مسؤول أميركي عن الإحباط والقلق جراء الحرب الدائرة في “غزة”؛ في رسالة إلى الرئيس؛ “جو بايدن”، وإدارته.

وأظهرت نسّخة من خطاب اطلعت عليها (رويترز)؛ أن أكثر من: 1000 مسؤول في “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية” وقّعوا على خطاب مفتوح يُحّث إدارة “بايدن” على المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في الحرب بين “إسرائيل” وحركة (حماس).

والخطاب هو أحدث علامة على عدم الرضا داخل الحكومة الأميركية عن دعم “بايدن” الراسّخ لـ”إسرائيل”؛ في ردها على هجمات (حماس)، في 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي، التي أودت بحياة: 1200 إسرائيلي.

ورفضت “واشنطن” دعوات من زعماء عرب وفلسطينيين وقادة آخرين، لكي توقّف “إسرائيل” هجومها على “قطاع غزة”؛ الذي تُسّيطر عليه (حماس)، وتقول “وزارة الصحة” في “غزة” إن الهجوم أسّفر عن مقتل أكثر من: 11 ألف فلسطيني؛ من بينهم: 4500 طفل.

قلق وإحباط..

وورد في الخطاب: “نشّعر بالقلق والإحباط إزاء الانتهاكات الكثيرة للقانون الدولي، وهي قوانين تهدف إلى حماية المدنيين والعاملين في المجالين الطبي والإعلامي، بالإضافة إلى المدارس والمستشفيات ودور العبادة”.

وأضاف الخطاب: “نعتقد أنه لا يمكن تفادي المزيد من الخسائر الفادحة في الأرواح، إلا إذا دعت حكومة الولايات المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة”.

وحصد الخطاب؛ المنشور في 02 تشرين ثان/نوفمبر، حتى الآن: 1029 توقيعًا من موظفين بـ”الوكالة الأميركية للتنمية الدولية”. وأسماء الموقِّعين محجوبة، لكن يظهر أنه موقَّع من مسؤولين في كثير من مكاتب الوكالة في “واشنطن”، بالإضافة إلى مسؤولين منتشرين في أنحاء العالم.

وقالت “جيسيكا غيننغز”؛ المتحدثة باسم الوكالة في رد عبر البريد الإلكتروني: “نُقدّر الحوار المستمر مع موظفينا وشركائنا، ونواصل الترحيب بمشاركة آراء فريقنا مع القيادة”.

خطاب العاملين في حملة “بايدن”..

ونشر أكثر من: 500 شخص عملوا في حملة “بايدن” الانتخابية في 2020، أمس الأول الخميس، خطابًا؛ اطلعت عليه (رويترز)، يدعو الرئيس إلى مسّاندة وقف فوري لإطلاق النار، وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي أن مجموعة من موظفي “الكونغرس” نظمت وقفة صامتة؛ يوم الأربعاء الماضي، في مبنى “الكونغرس”؛ (الكابيتول)، للمطالبة بوقف إطلاق النار.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة