7 أبريل، 2024 5:52 ص
Search
Close this search box.

“الخزعلي” رسالة إيرانية من لبنان إلى إسرائيل والسعودية .. ظهر بزيه العسكري على الحدود محطماً سياسة “النأي بالنفس” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – بغداد :

“لبنان” يبدو أنه في طريقه لإختراق من نوع آخر.. فسيادته على أرضه قد باتت بيد فصائل عراقية تابعة مباشرة لإيران.. ويكفي مشهد “قيس الخزعلي” وهو يتابع الحدود اللبنانية ويجول في الجنوب، مؤكداً جهوزية فصائله من الحشد الشعبي، “عصائب أهل الحق”، للدفاع عن اللبنانيين دون طلب منهم !

فهل أخذ الرجل إذناً من الحكومة اللبنانية – حكومة النأي بالنفس – كما يقولون عنها في لبنان.. فهذا هو شعارها.. لا دخل للبنان بما يحدث في دول الجوار، أم أن تلك الزيارة كانت قبل سياسة “النأي بالنفس”، وأن الهدف هو الوقوف في وجه تهديدات السعودية لـ”حزب الله” اللبناني ؟!

“جنبلاط” يتهكم !

ما دفع “وليد جنبلاط”، زعيم “الحزب التقدمي الإشتراكي” والدروز في لبنان.. إلى التهكم وأقتراح “منسف” كضيافة له.. إذ قال في تغريدة عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر): ” يا أهلاً يا أهلاً يا أهلاً بالأستاذ قيس الخزعلي في ربوع لبنان.. شو هل الطلة الحلوة.. في المرة القادمة حابين أن نقوم بالواجب في الجبل.. أقترح منسف عند الشيخ علي.. بالمناسبة أشتقنا للشيخ علي.. ولماذا ربط زيارته بالنأي بالنفس، هذا موقف قد يضر بالسياحة.. الأستاذ قيس يحقله سياحة بعد قتال داعش !”.. إنتهت التغريدة، لكن يبدو أنها فتحت باباً للجدل والسخرية من واقع لبنان الحالي.

“الحشد الشعبي” و”عصائب أهل الحق” على أستعداد للمواجهة !

لقد أعلن الرجل جهوزية فصائله بشكل كامل للوقوف مع “الشعب اللبناني” و”القضية الفلسطينية” أمام الإحتلال الإسرائيلي الغاشم، فكيف لتلك الزيارة أن تأتي قبل إعلان الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” القدس عاصمة لإسرائيل ؟!

أما رئيس الحكومة “سعد الحريري”، فقد أدى ما عليه وأستنكر الزيارة، إذ إنه يسير على منهج واضح تلتزم فيه الحكومة اللبنانية بكل مكوناتها السياسية النأي بنفسها عن أي نزاعات أو صراعات أو حرب، هكذا أعلنها الرجل صراحة مع بدايات كانون أول/ديسمبر 2017.. فكيف الحال الآن.. يتساءل اللبنانيون ؟!

بكل الأحوال، فإن الإنطلاق من لبنان بإتجاه “فلسطين” لتحرير القدس، أفضل بكثير في رأي اللبنانيين أنفسهم من الإنطلاق من لبنان للقتال في “سوريا” !

لم يدخل إلى لبنان بشكل رسمي !

لكن، ورغم نفي لا يزيد عن سطرين في موقع صحيفة لبنانية، محسوبة على “تيار المستقبل”، حول عدم تسجيل دخول “الخزعلي” قريباً إلى لبنان، وفق بيانات الأمن العام، أكد لبنانيون على أن الرجل شوهد عند بوابة “فاطمة”، قرب الحدود اللبنانية الجنوبية مع شمال إسرائيل !

ظهر برفقة قائد ميداني لـ”حزب الله” وتحدث عن التحديات التي تواجه الفلسطينيين..

ظهر الرجل برفقة أحد القادة الميدانيين من “حزب الله” اللبناني، وهي إطلالة هيمن عليها الحديث عن المخاطر التي تتعرض لها البلاد والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية !

أثارت الزيارة حفيظة رئيس الحكومة اللبنانية، “سعد الحريري”، الذي وجه بإجراء تحقيق في كيفية وصول “الخزعلي” إلى الداخل اللبناني؛ والسياق الذي يكتنف زيارته.. سياق بدا على صلة بشراكة “عصائب الحق” التي يقودها “الخزعلي” مع “حزب الله” في خنادق القتال خاصة في سوريا، وهي التي كانت وتستمر محل جدل بين الحزب وخصومه داخل الساحة اللبنانية، الذين بدورهم يطالبون بحصر السلاح وحماية لبنان بيد الدولة وجيشها دون غيرهما.

المؤكد أن الأمين العام لفصائل “عصائب أهل الحق” العراقية، قد زار بوابة “فاطمة” في كفر “كلا” بأقصى جنوب لبنان، وتبعد عن العاصمة اللبنانية نحو 96 كم، ما أزعج بشدة رئيس الحكومة اللبنانية “سعد الحريري” العائد عن استقالته.

ظهوره بالزي العسكري يُهدد سياسة “النأي بالنفس”..

ظهر “الخزعلي”، في لقطات بثتها قناة عراقية، متوعداً إسرائيل، متحدثاً عن إستعداد قواته للوقوف صفاً واحداً مع الشعب اللبناني والقضية الفلسطينية، وفق قوله، فأعاد سياسة “النأي بالنفس” عن صراعات المنطقة، التي ينادي بها رئيس الحكومة اللبنانية إلى حيز السؤال !

أجرى “الحريري” اتصالاته مع القيادات الأمنية لإجراء التحقيقات وإتخاذ ما يلزم للحؤول دون قيام أي جهة أو شخص بأنشطة ذات طابع عسكري على الأراضي اللبنانية، فـ”الخزعلي” كان يقوم بجولته في قرى الجنوب اللبناني بلباس عسكري.. وهو الذي يفترض بالقوات التابعة له أن تلزم حدود العراق، الذي أعلن رئيس وزرائه، “حيدر العبادي”، إنتهاء حرب بلاده ضد تنظيم “داعش” هناك.

أثارت الزيارة “سعد الحريري”، وكثيراً من اللبنانيين الذين رأوا فيها إنتهاكاً لمبدأ “النأي بالنفس”، فمن أدخل الرجل إلى الجنوب إذاً ؟!

لبنان صندوق رسائل إيران إلى المنطقة..

صحيح أن تصريح “الخزعلي”، خلال زيارته لحدود لبنان مع إسرائيل، جاء في سياق دعم قضية “القدس”، لكن ظهور قائد فصائل عسكرية “شيعية” عراقية عند الحدود الجنوبية أثار مخاوف من إحتمال تحويل جنوب لبنان إلى “صندوق بريد”؛ بتوجيه رسائل وفق أجندة إيرانية وليست لبنانية.

نعم تضامن “لبنان”، رسمياً وشعبياً، مع قضية “القدس”، لكن هناك خشية لدى بعض الأطراف السياسية من إستغلال ما يحصل لتعزيز حلف ممتد من “طهران” إلى “بيروت” يضم فصائل مسلحة عراقية إليه.

ورأت شخصيات سياسية لبنانية، في زيارة “الخزعلي” إلى لبنان، خرقاً فاضحاً لمبدأ “النأي بالنفس”، الذي وافقت عليه كافة مكونات الحكومة، ليطرح ذلك سؤالاً جدياً عن إمكانية أو إستحالة تطبيق هذا المبدأ بالعودة إلى الأجندة الإقليمية التي يحملها “حزب الله” اللبناني، فهل بات “الحريري”، بعد عودته عن استقالته، مكبل اليدين أمام هذه الأجندة أم طليقهما ؟!

يحاول “الحريري”، قدر الإمكان، الإبتعاد عن مطبات الصراعات الإقليمية، لكن هل ستسمح له تحالفات السياسة وحسابات القوى الدولية بتحقيق ذلك ؟.. يُطرح السؤال بحذر، خاصة بعد أن عكرت زيارة “قيس الخزعلي” إلى الجنوب مزاج الاتفاق، الذي أعادت الحكومة تبنيه مع بدايات كانون أول/ديسمبر 2017، وهو “النأي بالنفس” قولاً وفعلاً، وبأن الجيش اللبناني هو الوحيد الذي يحق له حماية حدود لبنان !

على الجانب الآخر، يقول مؤيدون لـ”حزب الله” اللبناني إن زيارة “الخزعلي” جرت قبل عودة “الحريري”؛ وقبل إتخاذ موقف “النأي بالنفس”، لكن حديث الرجل ومن ظهر معه يقول عكس ذلك.. ويبقى السؤال: هل سمح التواجد العراقي القوي في سوريا؛ بفتح خط طالما حلمت به إيران يمتد إلى لبنان يمثل إمتداداً يطوق إسرائيل ويهدد إسرائيل، وهل ستسمح أميركا لإيران كثيراً للتغلغل في المنطقة دون عقاب ؟!

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب