الحيوانات الانتحارية .. سلاح “داعش” الجديد بعد هلاك عناصره !

الحيوانات الانتحارية .. سلاح “داعش” الجديد بعد هلاك عناصره !

خاص : كتبت – هانم التمساح :

يبدو أن التنظيم الإرهابي، (داعش)، يرفض أن يترك أي مذمة أو نقيصة دون أن يُلصقها بنفسه، فوسائل اللاإنسانية عند هذا التنظيم، “السادي” المريض، لا تُفنى.. حتى أنه تفوق على التنظيم الأم الذي انبسق منه، تنظيم (القاعدة)، في الإجرام. لدرجة أن (القاعدة) أدان، في أكثر من موضع، ممارسات (داعش) ووصفتها  بـ”غير المعقولة”، بالرغم من سعي هذا التنظيم المشؤوم لإلصاق مسمى “الخلافة الإسلامية” به.. فحتى الحيوانات لم تسلم من إجرام وعته هذا التنظيم الذي استخدمها إما كـ”فاعل” أو “مفعول به”.

منذ يومين كشف مصدر أمني عراقي عن حادثة فريدة من نوعها في محافظة “ديالى”، شرق البلاد، حيث أقدم تنظيم (داعش) الإرهابي على تفخيخ بقرتين وتفجيرهما، ما أسفر عن إصابة شخص واحد بجروح.

وأفادت وسائل إعلام محلية، بأن عناصر (داعش) قاموا بتفخيخ بقرتين في قرية “إصلاح” التابعة لناحية “جلولاء”، شمال محافظة “ديالى”، وتفجيرهما عن بُعد. وطوقت قوة أمنية، مكان الحادث، ونقلت المصاب إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج.

التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة ويعود لحرب العصابات..

يأتي هذا في وقت تتزايد فيه هجمات (داعش) بالمناطق الحدودية مع “سوريا”، في محافظات “نينوى” و”الأنبار”، و”ديالى” و”كركوك” و”صلاح الدين”، حيث نفذ سلسلة عمليات استهدفت عناصر أمن ومدنيين.

ولا يزال تنظيم (داعش) يحتفظ بخلايا نائمة موزعة في بعض أرجاء البلاد، وعاد تدريجيًا لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة “حرب العصابات”، التي كان يتبعها قبل 2014.

استخدام “داعش” للحيوانات بدلًا من عناصره..

الراصد لتسلسل خروقات (داعش) لقوانين المنطق والإنسانية؛ سيجد أن التنظيم قام بفتح مدارس لتدريب الأطفال على الذبح والتعذيب، وبدأ بتدريبهم على ذبح الحيوانات، وتناولت أشرطة الفيديو والصور، التي نشرها تنظيم (داعش) مؤخرًا، المدرسة التي تُعلم الأطفال قطع الرؤوس، وعمليات التعذيب، وحمل السلاح.. وتقدم تلك المدارس دروسًا متطرفة يوميًا، في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم بـ”سوريا” و”العراق”.

وعلى صعيد آخر؛ استخدم تنظيم (داعش) الإرهابي أكثر من عشر حيوانات متنوعة، من ضمنها قطيع أغنام وجرو كلب وحمار؛ تم تفخيخهم من قِبل التنظيم، وعُثر عليهم في إحدى الطرق الزراعية بالقرب من قرية “عين جحش”، غرب “تلعفر”، منذ عامين، والتي تشهد معارك مستمرة بين التنظيم والقوات العراقية..

كما استخدم (داعش) الحيوانات المفخخة بـ”ريف الحسكة”، الجنوبي الشرقي، في تكتيك جديد يتبعه في معاركه ضد “وحدات حماية الشعب”.

أساليب جديدة في الهجمات..

عناصر (داعش) المتبقين في بعض الجيوب؛ لجؤوا إلى استخدام أساليب جديدة في الهجمات على القوات الأمنية أو المدنيين، حيث لجأ “تنظيم الدولة الإسلامية”، خلال الأيام الماضية، إلى استخدام الكلاب والحمير المفخخة في مناطق معينة، خاصة أثناء تنفيذ عمليات التحرير والتطهير.

كما أن عناصر التنظيم كانوا يتركون خلفهم كلابًا أو حميرًا مفخخة بمتفجرات شبيهة بالأحزمة الناسفة حول أجسادها؛ فور سماعهم بأن القوات الأمنية وصلتهم، على أن بعض تلك الحيوانات يتم تفجيرها عبر جهاز توقيت أو عن بُعد، أثناء إقترابها من عناصر الأجهزة الأمنية لإرباك العمليات والحاق أية أضرار بالقوات الأمنية.

الأجهزة الأمنية تستعين بالحمير..

الأجهزة الأمنية، بعد 2014، استخدمت الحمير في مواجهة خطر (داعش) أيضًا، وكانت تأخذ حميرًا بسيارات حمل معها، خلال الإنطلاق بعمليات عسكرية لتعقب ومطاردة عناصر (داعش)، وترسلها مشيًا أمام تقدمها لاسكتشاف ما إذا كانت الطرق أو المناطق مزروعة بالعبوات الناسفة أو ملغمة.

وتشهد قرية “الإصلاح” سلسلة عمليات إرهابية استهدفتها خلال الفترة الأخيرة؛ الأمر الذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من أهاليها.

أتى على الحرث والنسل..

مخلفات تنظيم (داعش)، من العبوات الناسفة والمنازل المفخخة، والتي زرعها في وقت سابق قبل أن يخسر سيطرته على أغلب مدن محافظة “الأنبار”، غربي “العراق”، تقتل بين الحين والآخر من المدنيين وبينهم غالبية من الأطفال، والحيوانات؛ ليحرق الحرث والنسل من بعدها ويصعب عملية إعادة الإعمار، ويأبى التنظيم المتهاوي ألا أن يقتل الجميع، في كل مرة يلفظ فيها أنفاسه الأخيرة ليعود بعدها يخترع أساليب يضخ بها دماء الحياة لقلب التنظيم.

وفي وقت سابق؛ قُتلت عشرات القطط في تفجيرات ناتجة عن عبوات ناسفة من مخلفات (داعش)، أو بيوتًا مفخخة يدخلن إليها، في مناطق جنوب “الرمادي”، ومنها منطقة “الملعب”، التي حررتها القوات العراقية بالكامل من سيطرة التنظيم الإرهابي، في مطلع كانون ثان/يناير 2016.

وفي مناطق أخرى من جنوب “الرمادي”، مثل “حي الضباط”، و”العادل”، و”شارع 60” و”الحميرة”، التي كانت خط الصد الأخير لتنظيم (داعش) في معارك تحرير المدينة منه، قُتلت قطط كثيرة بسبب العبوات والمنازل المفخخة من قِبل التنظيم الإرهابي.

وكذلك قُتلت من المواشي، “الأغنام والأبقار”، بتفجيرات ناجمة عن مخلفات (داعش)، قرب سكة القطار في الجهة الجنوبية أيضُا من مركز المحافظة، وفي وقت سابق أيضًا، انفجرت عبوة ناسفة من مخلفات (داعش)، في مزروعة على إحدى طرقات منطقة “النعيمية”، جنوب “الفلوجة”، وأسفرت عن إصابة  مدنيين بجروح متفاوتة.

وغيرهم المئات من المدنيين، بينهم غالبية من الأطفال، قُتلوا نتيجة تفجيرات من مخلفات (داعش) الإرهابي الذي لم يكتف بتدمير كل منطقة استولى عليها، وأباد أهلها، ليترك وراءه كميات كبيرة من المواد الخطرة لاستهداف عودة الحياة مرة أخرى في شمال وغرب “العراق”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة