24 أبريل، 2024 1:10 ص
Search
Close this search box.

“الحوزة العلمية” .. رجال الدين وسوق الخديعة المربح !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

البحث عن عبارة “كرامات آية الله” في (غوغل) يعكس أن عدد أدعياء الإستفادة من القوى المعنوية لما وراء الطبيعية بين آيات الله وحجج الإسلام بالحوزات العلمية غير قليل. وكذلك الروايات والقصص عن المكاشفات والأعمال الخارقة للعادة، والتي تتناقلها الأفواه بل وينشرون عنها الكتب التي تتناول موضوعات غيبية، وطى الأرض، ولقاء الأنبياء والأئمة في الرؤى والأحلام، ومشاهدة هالات النور وأشياء من هذا القبيل؛ تشبه في أغلب الحالات القصص الشبيه بالمسلسل التركي (مفتاح الأسرار)، الذي يتحدث عن الأيادي الغيبية أو الماوراءية في الحياة البشرية.

من يعتقد بالقصص الدينية يعترف بالمقام السامي للمدعي..

يقول “عرفان کسرایي”، الباحث الفلسفي بجامعة “كاسل” الألمانية، في مقاله المنشور على الموقع الإخباري التحليلي (دماوند) المعارض الإيراني: “إذا ناقشنا مثل هذه الإدعاءات من المنظور العلمي الحالي، فسوف نجد أن أذهان وأرواح المؤمنون وحدها تصارع بشدة مثل هذه التوهمات الدينية. فالشخص الذي يعتقد في القصص الدينية والمعجزات والأعمال الماورائية، يعترف عند سماع مثل هذه الروايات بالمقام المقدس للمدعي. بل ومن الممكن أن يعتبره مبعوث الله وواسطة القدرة الإلهية ويمتثل لأوامره ويذوب في ولاية وشخصية هذا المدعي”.

ومن المنظور التاريخي، إدعى الكهنة في عصور السحر إمتلاك الوساطة بين الآلهة والقبيلة، وطلبوا إليهم تقديم قرابين اللحوم والفاكهة وحصلوا منهم على كل ما يحتاجونه في حياتهم عبر نشر الرعب الديني بين الناس. وتدريجياً حصل الكهنة، الذين كان أفراد القبيلة يعتبرونهم واسطة الفيض الإلهي، على مصدر دخل جيد.

وهذه الفترة التاريخية تحديداً هي التي تبلورت فيها تدريجياً المؤسسة الدينية ورجال الدين. يستطيع الكاهن أن يحصل من الناس خلال مراحل كسوف الشمس على لحوم القرابين والفاكهة كهدية للمعبد حتى يستيعد الآلهة الشمس من الظلمة مجدداً وإنقاذ الحياة البشرية على الأرض.

أيات الله هم إعادة قراءة لأعمال الكهنة في عصور السحر..

رجال الدين على اختلاف مذاهبم، وبخاصة آية الله في الحوزات العلمية بعالمنا المعاصر، هم أيضاً في الحقيقة إعادة قراءة لأعمال الكهنة في عصور السحر. “سهم الإمام، والخس، والزكاة” وأمثالها هي في الحقيقة مصدر دخل وأحد المحركات الاقتصادية للمؤسسة الدينية. و”سوق الخديعة العامة”، (بعكس أسواق العمل الأخرى)، لا تقوم على العمل وإنما على استغلال الجهل العام ونشر الخوف النفسي بين الناس.

ومن ثم تستخدم المؤسسة الدينية كل أداوات التأثير النفسي بالمخاطب. بدءً بالمباني الفارهة والدرجات الفخمة، أو بالقصص الغريبة والمرعبة عن جهنم والعذاب أو القوى الماوراءية. وقصة العالم الديني الذي يطوي الأرض، ويُرى في مكانين مختلفين بنفس التوقيت، وإخبار الغيب… وغير ذلك، تنتج رعباً بالحقيقة الذي هو إلى جانب زرع شعور الإحتقار في الناس الهدف الرئيس لتلكم الفئة من رجال الدين.

سوق أيات الله للخديعة..

والناس التي ترى في نفسها الذلة وإرتكاب الذنوب، ويفتقرون إلى الثقة بالنفس، ويكتنفهم الرعب أو الإحساس بالعجز، يضعون أياديهم في جيوبهم ويقدمون جزءً من عوائدهم إلى الكهنة مقابل التجاوز عن ذنوبهم.

ومنذ الأزمان الغابرة كان الإعتقاد في الحجر والشجر والماء المقدس نتاج التوهمات والتخيلات البشرية، وإستحال نوعاً ما سلعة مربحة بالنسبة للقائمين على الدين، بدءً من السياحة الدينية وحتى مبيعات السبح والسجاجيد بل والصلاة والصوم. وهذا السوق يرفع أسعار السلع والخدمات دون اهتمام للتضخم الاقتصادي، على سبيل المثال ارتفع سعر الصلاة الإيجارية، (حيث يصلي أحدهم نيابة عن الآخرين مقابل مبالغ مالية)، من 250 ألف تومان عام 2010، إلى مليون و300 ألف تومان عام 2015م.

وارتفعت تكلفة شهر الصيام الإيجاري أيضاً من 150 ألف تومان إلى حوالي 900 ألف تومان عام 2015. وعليه فإن فئة رجال الدين تشبه، من عدة أوجه، شركات تبيع السلع والخدمات. سواءً بالاستثمار في السياحة أو في المدارس وبناء المعابد وتوسعة المزارات.

وهذه السوق مربحة؛ طالما تجد المشتري. إن سوق أيات الله للخديعة هو سوق عرض وطلب. فلن يكون هناك معروض طالما لا يوجد طلب. والواقع أن الإعتقاد بماوراء الطبيعية بين المجتمعات التي لا تمتلك آلية مادية للحصول على الحقوق البشرية واسع الانتشار. فالناس في ظل إنعدام نظام قضائي وقانوني شفاف، يحيلون الجزاء والعقاب إلى يوم القيامة أو يكيلون اللعنات على الآخرين على أمل أن يلقون جزاءهم في العالم الآخر.

ومن ثم يجعل القائمين على برنامج الخديعة العامة أي مكان وأي موضوع مزاراً محتملاً، بدءً من انفجار مواسير المياه والرسم العشوائي على الجدران وحتى الجرارات التي تعطلت أثناء سيرها، وأضفى عليها الهكنة ورجال الدين المحليون القدسية، وعُرف باسم “جرار الإمام”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب