8 أبريل، 2024 3:25 م
Search
Close this search box.

“الحوار الإستراتيجي” .. مفاوضات لا محادثات لتأكيد الوجود الأميركي في العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

خطوة جديدة؛ ولكن يحتسبها الكثير من المتابعين للشأن العراقي بأنها أتت متأخرة، إلا أن ذلك يعود لما كان عليه “العراق” من أوضاع غير مستقرة، قال السفير الأميركي لدى العراق، “ماثيو تولر”، إن بلاده ستعقد مباحثات مع “بغداد”، في حزيران/يونيو الجاري، حول مصير القوات الأميركية، وفق ما جاء خلال لقاء جمع السفير مع رئيس حكومة “إقليم كُردستان” شمالي العراق، “نيجيرفان بارزاني”، في “أربيل”، وفق بيان صادر عن حكومة الإقليم.

السفير الأميركي قال إن “واشنطن” و”بغداد” ستعقدان مباحثات باسم “الحوار الإستراتيجي”، خلال شهر حزيران/يونيو الجاري، (دون تحديد موعد بعينه)، بشأن طبيعة العلاقات المستقبلية ومصير القوات الأميركية في “العراق”، موضحًا أن “إقليم كُردستان”، (يضم دهوك وأربيل والسليمانية)، شمالي “العراق”، سيشارك في الحوار الإستراتيجي مع “واشنطن”.

ومضى قائلًا: “نبذل كل ما في وسعنا من أجل مساعدة العراق وإقليم كُردستان، على تجاوز الظرف الاقتصادي العصيب الحالي نتيجة تبعات فيروس كورونا”.

وبدوره، أكد “بارزاني” على: “أهمية مشاركة إقليم كُردستان في الحوار الإستراتيجي بين واشنطن وبغداد، لتصب نتائجه في المصلحة العامة لمكونات العراق كافة”.

ومن المقرر أن تتناول المباحثات “الأميركية-العراقية” المرتقبة، مصير الاتفاقية الإطارية بين البلدين عام 2008، التي مهدت لخروج القوات الأميركية من “العراق”، أواخر عام 2011، بعد 8 سنوات من الاحتلال.

إنهاء التواجد العسكري الأميركي..

وكان البرلمان العراقي قد صوت، في كانون ثان/يناير الماضي، على قرار يطالب الحكومة بإنهاء التواجد العسكري الأجنبي على أراضي البلاد، وتقديم شكوى إلى “مجلس الأمن” ضد “الولايات المتحدة” لـ”إنتهاكها سيادة العراق”.

وجاء قرار البرلمان عقب يومين من اغتيال “واشنطن” قائد (فيلق القدس) الإيراني، “قاسم سليماني”، والقيادي في (الحشد الشعبي) العراقي، “أبومهدي المهندس”، في غارة جوية قرب “مطار بغداد”.

ومنذ آذار/مارس الماضي، تنفذ قوات التحالف التي تقودها “واشنطن” عملية إخلاء لعدد من قواعدها في “العراق”.

وقال مسؤولون أميركيون إن تلك الخطوة تأتي على خلفية انتشار وباء “كورونا” في “العراق” والعالم، وإعادة نشر القوات في أقل عدد من القواعد، لتأمين حمايتها من هجمات “محتملة” من القوات الحليفة لـ”إيران”.

المباحثات لن تُعقد على مستوى وزراء الخارجية..

من جهتها، كشفت صحيفة (ديلي إكسبريس) البريطانية، إن: “الكاظمي قد اختار فريق مفاوضين لمناقشة قضايا ضمن حوار إستراتيجي سيُعقد، في حزيران/يونيو الحالي، مع الولايات المتحدة”.

وأضافت، أن: “المباحثات لن تُعقد على مستوى وزراء خارجية”، مبينة أن: “فرق التفاوض قد قسمت إلى ثلاث فئات، فريق تفاوض سياسي وفريق تفاوض عسكري وفريق تفاوض اقتصادي”.

وبينت الصحيفة، أن: “هذه المباحثات كان قد تم الاتفاق عليها من قِبل إدارة رئيس الوزراء السابق، عادل عبدالمهدي، في أواخر عام 2019”.

محاولة لتحقيق التوازن..

من جانبها، أفادت صحيفة (وول ستريت جورنال)، الأميركية، أن: “المباحثات هي بمثابة محاولة لتحقيق توازن ما بين القوتين المتنافستين وإبعاد العراق عن أن يصبح ساحة للنزاع بينهما”.

وبينت أن: “الولايات المتحدة وإيران إندمجتا سوية وراء سياسي عراقي يراه كلاهما على أنه شخص ضروري لمنع حدوث مزيد من الفوضى في بلاده”.

وأكدت الصحيفة أن: “رئيس الوزراء قد أقدم أصلًا على مبادرات حسنة تجاه المتظاهرين”.

ونوهت إلى أنه: “رغم التراجع الحاصل في الاحتجاجات الشعبية التي أجبرت سلفه على الاستقالة، إلا أن الغضب الشعبي ما يزال متقدًا وبقوة”.

الفاعل العراقي لم يكن على قدر المسؤولية..

تعليقًا على تلك المباحثات، قال “هاشم الشماع”، عضو مركز “العراق” للتنمية القانونية؛ أن المفاوضات “العراقية-الأميركية” لرسم ملامح العلاقة بين البلدين كان من المفترض أن تكون في وقت سابق، لكي يتم من خلالها رسم الإستراتجيات من خلالها، ولكن يبدو أن الفاعل العراقي لم يكن بقدر المسؤولية في حينها للعب دور مهم في إنتزاع الكثير من الجانب الأميركي، إضافة إلى أن “العراق” لم يكن مستقرًا بما فيه الكفاية لخوض مثل هذه المفاوضات، حيث إنتهاء الطائفية، وبعدها الدخول في حرب طويلة مع تنظيم (داعش) الإرهابي.

موضحًا “الشماع” أن ذلك كان بعكس الجانب الأميركي الذي كان يتمتع باستقرار تام، وامتلاك أوراق ضغط على “العراق” كثيرة، النصف من حزيران/يونيو هي فرصة كبيرة لـ”العراق” بفرض احتياجاته من “واشنطن” من خلال المفاوضات المرتقبة، لاسيما في اتفاقية الإطار الإستراتيجي الموقعة بين البلدين في وقت سابق، وأهم هذه الإحتياجات هي العسكرية، والاقتصادية، والعلمية، وإطلاق أموال تسد حاجة “العراق”، وهذا يكون من خلال أن يكون الوفد المفاوض العراقي منتقى بحرفية عالية ودقة كبيرة، وأن يتمتع بالمسؤولية الوطنية ومجرد من كل التبعات السياسية والقومية والطائفية، وأن يكون “العراق” هو الشغل الشاغل، وألا يتأثر هذا الوفد بالهالة الإعلامية الأميركية التي ستطفى على الوفد الأميركي، وأن يكون الند للند، وكذلك ألا يتأثر بالتدخل الخارجي من دول الإقليم في فرض بعض الأجندات، بل يجب أن تكون المصلحة العراقية هي الأهم وفوق كل اعتبار.

تُريد إنهاء الملف العراقي بطرق إيجابية..

وأعتقد أن “الولايات المتحدة”، في هذه المفاوضات، ستكون متجاوبة جدًا مع “العراق” لاسيما، أن لديها ملفات أهم في هذه الفترة؛ لاسيما ملف “الصين وإيران وكورونا”، وأضيف لها اختلال الوضع الداخلي الأميركي الذي يشهد أعمال عنف كبيرة، كما أن “واشنطن” تريد أن تنهي الملف العراقي بالطرق الإيجابية وأن تحفظ مصالحها، ولكن الأمر الأكيد أن “البيت الأبيض” لن يسحب قواته من “العراق”، ولكن من الممكن أن يخفض إلى درجة كبيرة ويكن الاقتصار على المدربين والاستشاريين، باعتبار أن “العراق” حلقة مهمة ومحورية من الجانب الجيوسياسي، وجوهرة الشرق الأوسط كما عبر الرئيس الأميركي الأسبق، “جورج بوش” الابن، إذاً نحن أمام مهمة كبيرة وتاريخية بعد مطالبة “البرلمان العراقي” بإخراج القوات الأجنبية من “العراق” على إثر جريمة الاغتيال في “مطار بغداد”؛ والتي إنتهكت فيها السيادة العراقية، على حكومة “الكاظمي” أن تكون قوية جدًا في إنتزاع الحقوق العراقية من الجانب الأميركي الذي سيكون متجاوبًا مع “الكاظمي”.

اتفاقية جديدة تشرعن وجود القوات الأميركية..

فيما يقول رئيس مجموعة “النبأ” للدراسات الإستراتيجية، “هاشم الكندي”، أن: “الأميركان يريدون أن تكون هذه المباحثات على شكل مفاوضات، لعقد اتفاقية جديدة تشرعن وجود قواتهم في العراق، وهو أمر مرفوض من قِبل البرلمان ومن قِبل الشعب، وعلى هذا الأساس ترفض العديد من الجهات جعل هذه المحادثات بوابة لشرعنة الوجود الأميركي”.

وتابع “الكندي” بالقول: “يعمل الأميركان على بث الأكاذيب الخادعة، التي تتحدث عن شراكتهم مع العراقيين، وأن تواجدهم كان نافعًا، وهم نسوا أن العراقيين يُدركون أن من جاء بالإرهاب هم الأميركان، كما أنهم هم من عطل تحرير المدن العراقية، بعدها قاموا بإنتهاك سيادة البلد وممارسة دور المحتل”.

وأضاف “الكندي” قائلاً: “هناك قناعة لدى العراقيين بأنه لا يمكن حصول استقرار أمني أو سيادي أو في غيرها من الجوانب في ظل وجود القوات الأميركية، لذا كان القرار العراقي يقضي بإخراج تلك القوات، فـ”العراق” يحتاج إلى أصدقاء آخرين، كـ”روسيا والصين وإيران”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب