خاص : كتبت – هانم التمساح :
قال رئيس البرلمان العراقي، “محمد الحلبوسي”، السبت، إن بلاده ترفض كافة أشكال التطبيع مع “الكيان الصهيوني”.
جاء ذلك في كلمة لـ”الحلبوسي”؛ خلال مشاركته بالاجتماع الطاريء لـ”الاتحاد البرلماني العربي”.
وشدد “الحلبوسي” على: “وقوف العراق مع الشعب الفلسطيني في حقه بإقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه، ورفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، وكل محاولات فرض المشاريع المنحازة، ومحاولات تمريرها عبر سياسة فرض الأمر الواقع”.
ودعا رئيس البرلمان العراقي إلى: “عقد جلسة طارئة للبرلمان العربي في فلسطين”.
وأنطلقت، السبت، في العاصمة الأردنية، “عمان”، أعمال الاجتماع الطاريء الـ 30 لـ”الاتحاد البرلماني العربي”، بناءً على دعوة من رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس مجلس النواب الأردني، “عاطف الطراونة”.
وفي 28 كانون ثان/يناير الماضي، أعلن ترامب، “صفقة القرن”، المزعومة، في خطة تضمنت إقامة “دولة فلسطينية” في صورة “أرخبيل” تربطه جسور وأنفاق، وعاصمتها “في أجزاء من القدس الشرقية”، مع جعل مدينة “القدس” المحتلة عاصمة مزعومة لـ”إسرائيل”.
و”الاتحاد البرلماني العربي”؛ منظمة برلمانية عربية تتألف من شُعب تمثل برلمانات ومجالس جميع الدول العربية. تأسس في حزيران/يونيو عام 1974، ومقره في العاصمة اللبنانية، “بيروت”.
نزع سلاح المقاومة حلم “إسرائيلي-أميركي” قديم..
وطالبت الصفقة، التي أعلن عنها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، مساء الثلاثاء الماضي، في “واشنطن”، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، “بنيامين نتانياهو”، بـ”تفكيك” سلاح الفصائل الفلسطينية في “قطاع غزة”، وإعلانه منطقة منزوعة السلاح.
كما أكد “نتانياهو”، خلال كلمته في المؤتمر، على ضرورة: “إخلاء قطاع غزة من السلاح”.
ووفق ترجمة خاصة، لوكالة (الأناضول)، للمقترحات التي تضمنتها خطة الإدارة الأميركية، فإن “صفقة القرن” المزعومة؛ تشترط تجريد “قطاع غزة” بالكامل من السلاح، قبل تنفيذ “إسرائيل” لإلتزاماتها الواردة بالخطة، وقبل إحداث أي “تحسينات كبيرة لحياة السكان في القطاع”.
وجاء في المقترحات أيضًا: “ستنفذ إسرائيل إلتزاماتها بحسب الاتفاق فقط؛ في حال: سيطرة السلطة الفلسطينية أو أي هيئة وطنية أو دولية أخرى مقبولة لدى دولة إسرائيل بالكامل، ونزع سلاح حماس، والجهاد الإسلامي، وبقية المنظمات في غزة، وتكون غزة منزوعة السلاح”.
وتُكمل الخطة: “بعد مرور خمس سنوات على توقيع اتفاقية السلام (الإسرائيلية-الفلسطينية)، وفي حال الرضا الكامل عن تطبيق البنود المتعلقة بغزة، يكون لدولة فلسطين الحق، رهنًا بما يرضي المتطلبات الأمنية والبيئية لدولة إسرائيل، في إنشاء ميناء ومطار للطائرات الصغيرة”.
هذا المطلب؛ “قديم جديد”، نصّت عليه اللجنة الرباعية الدولية، منذ فوز الحركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، عام 2006.
وكانت اللجنة الرباعية الدولية، (تضم الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة)، قد طالبت (حماس)، عام 2006: “نبذ الإرهاب، والإعتراف بحق إسرائيل بالوجود، والإعتراف بالاتفاقات الموقعة بين إسرائيل والفلسطينيين، ونزع سلاحها”، مقابل الإعتراف بها كطرف مقبول ومعترف به في الساحة الفلسطينية.
هذا المطلب يتجدد في المحافل الدولية؛ حينما يتحدث مسؤولون أميركيون وإسرائيليون حول إمكانية تحسين الأوضاع الإنسانية بـ”غزة”، أو في الرسائل الدولية للفلسطينيين، أو يُدرج ضمن شروط رفع الحصار الإسرائيلي، المستمر لعامه الـ 13 على التوالي.
وتجدد هذا المطلب، عام 2017، حيث رهنت “إسرائيل” استئناف مفاوضات السلام مع الجانب الفلسطيني، بنزع سلاح (حماس).
ولم تنجح أيًا من تلك المحاولات في نزع السلاح من حركة (حماس)، بـ”غزة”، وفق المحللين.
ويعتبر المحللون أنه لا يمكن لأي طرف كان، سواء فلسطيني أو تحالف دولي أو إقليمي، أن ينجح في تطبيق هذا البند وإحالته إلى واقع.
رئيس مجلس الأمة الكويتي.. يلقيها في سلة المهملات..
وفي موقف أكثر صرامة؛ ألقى رئيس مجلس الأمة الكويتي، “مرزوق الغانم”، عقب كلمته أمام اجتماع “الاتحاد البرلماني العربي”، السبت، في “عمان”، خطة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، لحل النزاع “الفلسطيني-الإسرائيلي” في سلة المهملات.
وقال “الغانم”، في كلمته؛ إن: “صفقة القرن ولدت ميتة؛ وأي خطاب غير ذلك مرفوض”. مضيفًا: “نيابة عن كل الشعوب العربية والإسلامية وكل شرفاء وأحرار العالم؛ أقول إن هذه وثائق ومستندات ما يسمى بصفقة القرن ومكانها الحقيقي هو مزبلة التاريخ”، ثم رمى الوثائق التي كان يحملها في يده في سلة المهملات تحت قدمه وسط تصفيق الحاضرين.
بدورهم؛ أعلن رؤساء البرلمانات العربية، في ختام اجتماعهم الطاريء؛ رفضهم لخطة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، للسلام في الشرق الأوسط.
وذكرت مصادر رسمية أردنية أن الاجتماع عُقد بطلب من “الأردن”؛ وبمشاركة ممثلي عشرين برلمانًا عربيًا، بينهم 16 رئيس برلمان؛ منهم رئيس مجلس الشعب السوري، “حمودة الصباغ”.
وقال البيان الختامي للاجتماع؛ إن: “الاتحاد البرلماني العربي يرفض أي تسوية غير عادلة للقضية الفلسطينية، لا يقبل بها الفلسطينيون؛ ولا تنُص على حقوقهم التاريخية في قيام دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس، على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967”.
واعتبر المجتمعون، أن: “صفقة القرن هي اتفاق من طرف واحد، لا تُمثل خطوة بإتجاه الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية الذي تقبل به الشعوب، ويمثل فرصة لمستقبل الأجيال”.
وأكدوا على أن: “معادلة السلام المنشود؛ لن تكون إلا عبر مفاوضات مباشرة وجادة ومتكافئة وفق مبدأ حل الدولتين، وعلى أسس من التوافق العادل على قضايا الوضع النهائي التي تُحصن الحقوق الفلسطينية وتكافيء نضالهم على مدى عمر قضيتهم”.
وقرر المجتمعون تشكيل لجنة ثلاثية مكونة من رئيس “مجلس الأمة الكويتي”، ورئيس “مجلس النواب العراقي”، ورئيس “مجلس النواب الجزائري”؛ تقوم بزيارة الأراضي الفلسطينية ولقاء الرئيس، “محمود عباس”، والقيادات الفلسطينية لـ”تعزيز الصمود؛ ومتابعة تنفيذ قرارات مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي”.