دعا رئيس المجلس الاسلامي الاعلى في العراق عمار الحكيم الى الاستعداد لما سماها بعاصفة سوريا التي قال انه ستكون الاخطر التي تواجهها البلاد منذ عام 2003 داعيا القادة السياسيين الى تجميد الازمات والخلافات بينهم.
وقال الحكيم ان ان المنطقة تعيش الان حالة من الترقب والتاهب للعاصفة القادمة من سوريا والتي ستتوج العواصف التي شهدها العراق على مدار عقد كامل من الزمان منذ عام 2003 والى اليوم . وحذر في كلمة له في الملتقى الثقافي الاسبوع للمجلس الاعلى بحضور جمع غفير من مواطني العاصمة من ان هذه العاصفة هي الاكبر من سابقاتها من العواصف .. وتسال قائلا ” هل ان الجميع يدرك خطورة هذه العاصفة واستعد لمواجهتها والوقوف بوجهها وهل بنينا المصدات الوطنية للوقوف بوجهها وتقليل شرورها وسلبياتها علينا ؟ وهل ان النخبة السياسية جلست واجتمعت وتدارست ووضعت الخطط المناسبة لمواجهة هذه العاصفة والعوارض الجانبية والتبعات السلبية لها لاسيما وان الاضرار الجانبية لها معقدة ومتنوعة ومتشعبة وقد تمتد الى مساحات جغرافية وسياسية واسعة؟”.
واكد الحكيم ان تسارع الاحداث يحتم مصارحة الشعب بهذا الخطر موضحا ان الخطوة الاولى المطلوبة لمواجهة هذه العاصفة هي اعتماد سياسة تجميد الازمات “ولا اقول تصفير الازمات اوتفكيك الازمات وحلها لاننا نعرف ان الوقت قصير ولايسمح الان بذلك ولكن بامكاننا ان نجمد هذه الازمات حتى نعبر هذه العاصفة ونتعاطى مع تبعاتها وعوارضها الجانبية وبعد ذلك نعود لنحل مشاكلنا بشكل كامل على اننا ندرك بان العديد من هذه الازمات انما جاءت وليدة للتركيبة السياسية التي تشكلت على اساسها الحكومة ووليدة للتحالفات الناتجة عن مصالح انية والتي اجتمعت عليها اغلب القوى المشاركة في هذه الحكومة فولدت هذه الازمات المتلاحقة واذا كنا امام مرحلة جديدة وانتخابات تضعنا امام حكومة جديدة وتحالفات جديدة وفريق يمكن ان يكون متجانس يعمل مع بعضه فان هذه المعادلة وهذه التركيبة الجديدة بحد ذاتها يمكن ان تخفف وتزيل الكثير من الازمات التي نواجهها اليوم وسنتمكن في ظل فريق متجانس ان تعالج ماتبقى من الازمات بروية وحكمة”.
وطالب الحكيم المسؤولين من اصحاب القرار الى الوقوف وقفة واحدة مجتمعة وتبنى سياسة تجميد الازمات في هذه المرحلة والتفرغ للعاصفة المقبلة والاستعداد لها ومواجهتها بما يضمن مصالح الوطن والمواطن .. موضحا بالقول “اذا اعتمدنا سياسة تجميد الازمات فسوف لن يقلق أي منا ان يلتقي بالاخر لانه سيعرف ان هذا اللقاء ليس فيه حرج او احراج وسوف لن يجري الحديث فيه فيما هو متنازع عليه ومختلف فيه وانما سيتركز الحديث على العاصفة المقبلة والاخطار التي تلم بالوطن والمواطن والاجراءات المطلوبة لمواجهة هذه العاصفة فنحن رجال مسؤولية والتزام وعلينا ان نتحمل العبء الاكبر على قدر التحديات التي تواجه الوطن والمواطن”. وعبر عن ارتياحه من نتائج لقاء القادة الاثنين الماضي في التعبير عن موقف موحد تجاه القضايا الاقليمية ولاسيما قضية سوريا والضربة العسكرية المفترضة لها.
واشار الى ان البعض اصبح يروج لسيناريوهات عديدة ومقلقة للوضع العراقي على ضوء التطورات الحاصلة في سوريا وبعض هذه السيناريوهات جاءت قاصرة وبعيدة عن الشمولية والرؤية العميقة والواقعية للامور وبعضها الاخر جاء لتهول الاخطار من اجل زرع الخوف في قلوب المواطنين وتاجج الفتنة الطائفية بين الناس وهز مكانة الدولة .. وقال “اننا نؤكد ان مثل هذه السيناريوهات بعيدة عن الواقع وتسعى الى ترهيب المواطنين واخافتهم لكننا لسنا في دولة كارتونية ولانقود احزابا وتيارات سياسية استعراضية ولسنا في شعب بعيد عن القوة والعمق الحضاري والانساني كما هو الشعب العراقي ولابد ان نتعرف جيدا على مكامن قوتنا وعناصر القوة المتوفرة في الشعب وفي قوانا فنحن نمتلك من عناصر القوة الشيء الكثير والذي قد يفاجيء كثيرين في هذا العالم حينما يجد الجد واذا اقتضت الضرورة سيتوجب علينا ابراز عوامل قوتنا التي ستطمئن ابناء شعبنا بشكل واضح .
واشار الى ان قوة العراقيين هي في الدفاع عنه مشروعهم ووطنهم وبلدهم وهذا اكبر واقوى مما يتصوره الاخرون .. وشدد بالقول ان العراقيين لن يعودوا الى زمن المقابر الجماعية والاعدامات على الطائفة والهوية وزمن الحقوق المسلوبة “فشعبنا بكل مكوناته وقومياته وطوائفه ودياناته قد ذاق طعم الحرية وتشبع بحلاوة الحرية التي عاشها على مدار السنوات الماضية ولايمكن ان يعود للاستعباد ومرارة الاستعباد من جديد مهما صعبت التحديات وطالت في مدتها وزمانها لان العراقيين سوف لن يفرطوا بهذه الحرية التي اكتسبوها”.
وشدد الحكيم بالقول “اننا جاهزون ومستعدون للدفاع عن شعبنا ووطننا والقتال مع من يستهدف الوطن وهذا الشعب بكل ما اوتينا من قوة مهما طال الزمن ولكننا في الوقت نفسه اصحاب مشروع ورافعي راية السلام والوئام والتسامح والمحبة ونمد يد التسامح والمحبة الى جميع دول الجوار والمنطقة ولا نريد الا الخير لكل هذه الشعوب ولكن لايخطر ببال احد اننا سنرفع راية الاستسلام في يوم من الايام”.
يذكر ان العراق يشهد منذ مطلع العام هجمات شبه يومية هي الاعنف منذ العام 2008، مع سقوط اكثر من اربعة الاف قتيل منذ مطلع العام الحالي 2013 بحسب احصائية استنادا الى مصادر طبية وامنية.