16 يناير، 2025 10:07 م

الحكيم يناشد القادة تجميد خلافاتهم لمواجهة عاصفة سوريا  ‏

الحكيم يناشد القادة تجميد خلافاتهم لمواجهة عاصفة سوريا  ‏

دعا رئيس المجلس الاسلامي الاعلى في العراق عمار الحكيم الى الاستعداد لما سماها بعاصفة ‏سوريا التي قال انه ستكون الاخطر التي تواجهها البلاد منذ عام 2003  داعيا القادة السياسيين الى ‏تجميد الازمات والخلافات بينهم. ‏

وقال الحكيم ان ان المنطقة تعيش الان حالة من الترقب والتاهب للعاصفة القادمة من سوريا والتي ‏ستتوج العواصف التي شهدها العراق على مدار عقد كامل من الزمان منذ عام 2003 والى اليوم . ‏وحذر في كلمة له في الملتقى الثقافي الاسبوع للمجلس الاعلى بحضور جمع غفير من مواطني ‏العاصمة من ان هذه العاصفة هي الاكبر من سابقاتها من ‏العواصف .. وتسال قائلا ” هل ان الجميع يدرك خطورة هذه العاصفة واستعد لمواجهتها والوقوف ‏بوجهها وهل بنينا المصدات الوطنية للوقوف بوجهها وتقليل شرورها وسلبياتها علينا ؟ وهل ان النخبة ‏السياسية جلست واجتمعت وتدارست ووضعت الخطط المناسبة لمواجهة هذه العاصفة  والعوارض ‏الجانبية والتبعات السلبية لها لاسيما وان الاضرار الجانبية لها معقدة ومتنوعة ومتشعبة وقد تمتد الى ‏مساحات جغرافية وسياسية واسعة؟”.‏
واكد الحكيم ان تسارع الاحداث يحتم مصارحة الشعب بهذا الخطر موضحا ان الخطوة الاولى ‏المطلوبة لمواجهة هذه العاصفة هي اعتماد سياسة تجميد الازمات “ولا اقول تصفير الازمات اوتفكيك ‏الازمات وحلها لاننا نعرف ان الوقت قصير ولايسمح الان بذلك ولكن بامكاننا ان نجمد هذه الازمات ‏حتى نعبر هذه العاصفة ونتعاطى مع تبعاتها وعوارضها الجانبية وبعد ذلك نعود لنحل مشاكلنا بشكل ‏كامل على اننا ندرك بان العديد من هذه الازمات انما جاءت وليدة للتركيبة السياسية التي تشكلت على ‏اساسها الحكومة ووليدة للتحالفات الناتجة عن مصالح انية والتي اجتمعت عليها اغلب القوى المشاركة ‏في هذه الحكومة فولدت هذه الازمات المتلاحقة واذا كنا امام مرحلة جديدة وانتخابات تضعنا امام ‏حكومة جديدة وتحالفات جديدة وفريق يمكن ان يكون متجانس يعمل مع بعضه فان هذه المعادلة وهذه ‏التركيبة الجديدة بحد ذاتها يمكن ان تخفف وتزيل الكثير من الازمات التي نواجهها اليوم وسنتمكن في ‏ظل فريق متجانس ان تعالج ماتبقى من الازمات بروية وحكمة”. ‏
وطالب الحكيم المسؤولين من اصحاب القرار الى الوقوف وقفة واحدة مجتمعة وتبنى سياسة تجميد ‏الازمات في هذه المرحلة والتفرغ للعاصفة المقبلة والاستعداد لها ومواجهتها بما يضمن مصالح الوطن ‏والمواطن  .. موضحا بالقول “اذا اعتمدنا سياسة تجميد الازمات فسوف لن يقلق أي منا ان يلتقي ‏بالاخر  لانه سيعرف ان هذا اللقاء ليس فيه حرج او احراج وسوف لن يجري الحديث فيه فيما هو ‏متنازع عليه ومختلف فيه وانما سيتركز الحديث على العاصفة المقبلة والاخطار التي تلم بالوطن ‏والمواطن والاجراءات المطلوبة لمواجهة هذه العاصفة فنحن رجال مسؤولية والتزام وعلينا ان نتحمل ‏العبء الاكبر على قدر التحديات التي تواجه الوطن والمواطن”. وعبر عن ارتياحه من نتائج لقاء ‏القادة الاثنين الماضي  في التعبير عن موقف موحد تجاه القضايا الاقليمية ولاسيما قضية سوريا ‏والضربة العسكرية المفترضة لها. ‏
واشار الى ان البعض اصبح يروج لسيناريوهات عديدة ومقلقة للوضع العراقي على ضوء التطورات ‏الحاصلة في سوريا وبعض هذه السيناريوهات جاءت قاصرة وبعيدة عن الشمولية والرؤية العميقة ‏والواقعية للامور وبعضها الاخر جاء لتهول الاخطار من اجل زرع الخوف في قلوب المواطنين ‏وتاجج الفتنة الطائفية بين الناس وهز مكانة الدولة .. وقال “اننا نؤكد ان مثل هذه السيناريوهات بعيدة ‏عن الواقع وتسعى الى ترهيب المواطنين واخافتهم لكننا لسنا في دولة كارتونية ولانقود احزابا ‏وتيارات سياسية استعراضية ولسنا في شعب بعيد عن القوة والعمق الحضاري والانساني كما هو ‏الشعب العراقي ولابد ان نتعرف جيدا على مكامن قوتنا وعناصر القوة المتوفرة في الشعب وفي قوانا ‏فنحن نمتلك من عناصر القوة الشيء الكثير والذي قد يفاجيء كثيرين في هذا العالم حينما يجد الجد واذا ‏اقتضت الضرورة سيتوجب علينا ابراز عوامل قوتنا التي ستطمئن ابناء شعبنا بشكل واضح . ‏
واشار الى ان قوة العراقيين هي في الدفاع عنه مشروعهم ووطنهم وبلدهم وهذا اكبر واقوى مما ‏يتصوره الاخرون .. وشدد بالقول ان العراقيين لن يعودوا الى زمن المقابر الجماعية والاعدامات على ‏الطائفة والهوية وزمن الحقوق المسلوبة “فشعبنا بكل مكوناته وقومياته وطوائفه ودياناته قد ذاق طعم ‏الحرية وتشبع بحلاوة الحرية التي عاشها على مدار السنوات الماضية ولايمكن ان يعود للاستعباد ‏ومرارة الاستعباد من جديد مهما صعبت التحديات وطالت في مدتها وزمانها  لان العراقيين سوف لن ‏يفرطوا بهذه الحرية التي اكتسبوها”.   ‏
وشدد الحكيم بالقول “اننا جاهزون ومستعدون للدفاع عن شعبنا ووطننا والقتال مع من يستهدف الوطن ‏وهذا  الشعب بكل ما اوتينا من قوة مهما طال الزمن ولكننا في الوقت نفسه اصحاب مشروع ورافعي ‏راية السلام والوئام والتسامح والمحبة ونمد يد التسامح والمحبة الى جميع دول الجوار والمنطقة ولا ‏نريد الا الخير لكل هذه الشعوب ولكن لايخطر ببال احد اننا سنرفع راية الاستسلام في يوم من الايام”. ‏
‏ يذكر ان العراق يشهد منذ مطلع العام هجمات شبه يومية هي الاعنف منذ العام 2008، مع سقوط ‏اكثر من اربعة الاف قتيل منذ مطلع العام الحالي 2013 بحسب احصائية استنادا الى مصادر طبية ‏وامنية.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة