بغداد – كتابات
بذات وضعية الجلوس وتشبيكة الأيدي التي التقى بها زعيم تحالف البناء نوري المالكي أمس، وهي في لغة الأعراف البروتوكولية الدبلوماسية تدل على أن ثمة أمور معقدة في هذا اللقاء الثنائي، التقى مبعوث أمريكا إلى العراق نائب وزير الخارجية الأمريكي أندرو بيك عمار الحكيم رئيس تحالف الإصلاح والإعمار.
لكن على عكس المالكي الذي جلس يحث المسؤول الأمريكي على ضرورة التدخل لحسم الكابينة الوزارية، ظل الحكيم مشبكا يديه تماما مثل “بيك” معلنا رفضه ما وصفه بـ “سياسة تجويع الشعوب عبر العقوبات الأحادية التي تعد سابقة خطيرة في ملف العلاقات الدولية”، على حد ما ذكر بيان للحكيم السبت 26 كانون الثاني / يناير 2019.
الحكيم الذي ظل يؤكد ابتعاد العراق اليوم عن الطائفية وأن من يدير الحكومة هي شخصيات مستقلة دون تدخلات – على عكس الواقع الذي يعجز معه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي اتخاذ قرارات مستقلة لاستكمال كابينته – حذر المسؤول الأمريكي من التهاون مع الإرهاب والانتباه إلى محاولاته لإثبات الوجود، داعيا خلال اللقاء المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه أمن واستقرار.
وهنا لفت الحكيم – الذي لم يتطرق هو الآخر إلى ضرورة إخراج القوات الأمريكية من العراق تماما مثلما تجاهل المالكي الأمر في لقاء الأمس، إلى أن أمن العالم واستقراره مرتبط بشكل مباشر بأمن واستقرار العراق.
ودعا الحكيم إلى أهمية عدم التصعيد في مواجهة إيران والمنطقة، مؤكدا ضرورة العودة الحوار لحل مشكلات المنطقة؛ إذ إن الحل سياسي برأيه مهما طالت المدة، أفضل من تأثر المنطقة بأكملها إذا حدث العكس.