حذر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم من محاولات لانتاج دويلة ارهابية تسيطر على جزء من اراضي العراق الغربية وجزء من الاراضي الشرقية والجنوبية السورية صعودا الى الحدود التركية، مبيناً” ان عمليات الاستهداف تريد خلق الانتقام الشعبي فيما تستهدف الانبار ونينوى بمرتكزات الدولة لافراغ هذه المناطق من شرعية الدولة كي تدخل ضمن سيطرة وحدود الدولة الارهابية المزعومة”.
وقال ان العملية السياسة في العراق واجهتها الكثير من الصعوبات والتحدّيات وما زالت تواجهها ودخلت في منعطفات عشوائية خطرة، محذراً من نتائج هذا الانزلاق ومحاسبة التاريخ للجميع.
وشدد الحكيم بكلمة القاها في المؤتمر الوطني الثاني لقادة وناشطي المجتمع المدني، بمكتبه في بغداد، حسب بيان المجلس الاعلى” على الثوابت العامة للعملية السياسية والسياسات المتنوعة، وان الثابت منها وحدة الوطن والشعب والسيادة والدستور والمصير والديمقراطية والحريات والعدالة والامن والاستقرار والتنمية والرفاه فيما ان السياسات تختلف لانها نتاج مختلف الاطراف في تفاعلها معها”.
وأضاف: “ان التحديات التي واجهت العملية السياسية منذ 2003 لا زالت موجودة الى اليوم، فالارهاب ما زال يمثل بكل تداعياته الخطر الاكبر على وحدة العراق والعراقيين”، عادا الارهاب ليس مجرد عمل فردي لاشخاص يرفضون التغيير الذي حصل بل هو مشروع ممول ومدعوم من مؤسسات ودول لا ترغب للعراق ان يتعافى وأن ينهض، مؤكداً على “ان مواجهة الارهاب ليس عملا حكوميا بحتاً بل هو جهد مجتمعي كبير يجب ان تشترك فيه كل القوى المجتمعية ومنها مؤسسات المجتمع المدني عبر إدانته ونشر ثقافة التسامح والوحدة الوطنية والبناء والتنمية”.
وأشار الى: “ان الاختلاف في وجهات النظر ظاهرة انسانية إيجابية وفكرة الانتخاب تنبع من حقيقة التعدد في الرأي والاختلاف في الرؤى ويجب ان يكون الاختلاف في أطار القانون واحترام الدستور”، موضحاً “ان العمل السياسي هو من اكثر الانشطة الانسانية التي تبرز هذا الاختلاف لأنه يرتبط بمصالح المجموع ومصالح الامة وعلى الجميع تقع مسؤولية توجيه هذا الاختلاف نحو بناء ثقافة مجتمعية سليمة، وأن لا يؤدي الى الانقسام والتناحر.
ودعا مؤسسات المجتمع المدني الى تحمل مسؤولياتها الاصلاحية، وان لا يقتصروا على الانتقاد لكون الانتقاد السلبي عارضا مجتمعيا، واصفاً قادة المجتمع المدني بـ”الثوار الانسانيون” لأي مجتمع لأنهم يتحركون مع المجتمع وفي خدمته لا مع السلطة وفي خدمتها.
وبين الحكيم: “ان المنطقة تشهد تحولا اقليميا كبيرا سيؤدي الى اعادة تشكيل المنطقة”، منوهاً الى “ان الارهاب يحاول عبر الاجرام والقتل توسيع حدوده الجغرافية مستفيدا من حالة الاضطراب الاقليمي والتناقض بين سياسات دول المنطقة”.
وحذر من جهد ينصب على انتاج دويلة ارهابية تسيطر على جزء من اراضي العراق الغربية وجزء من الاراضي الشرقية والجنوبية السورية صعودا الى الحدود التركية، مبيناً” ان عمليات الاستهداف تريد خلق الانتقام الشعبي فيما تستهدف الانبار ونينوى بمرتكزات الدولة لافراغ هذه المناطق من شرعية الدولة كي تدخل ضمن سيطرة وحدود الدولة الارهابية المزعومة”.
وأعرب عن اسفه “لعدم التعامل مع هذا الاستهداف بجدية سواء من الحكومة او من القوى السياسية والعشائرية في محافظتي نينوى والأنبار”، محذرا من اشتداد العمليات الارهابية اذا ما استمر الاسترخاء الامني والسياسي والجماهيري والعشائري في هذه المناطق./انتهى