بغداد – كتابات
يبدو أن التحركات الأمريكية الأخيرة والتصعيد ضد إيران والتهديد بعمل عسكري قد حرك رجال إيران ومن ينتمون إليها فكريا وعقائديا وسياسيا في العراق لحشد الرأي العام العراقي في اتجاه الضغط على واشنطن للتهدئة.
إذ طالب رئيس تحالف الإصلاح والإعمار عمار الحكيم في تصريحات له الجمعة 10 آيار / مايو 2019، الحكومة العراقية إلى تبني وساطة بين واشنطن وطهران لتخفيف حدة التوتر بينهما ، مع التأكيد في الوقت نفسه أن أمن العراق خط أحمر ولن يكون “ورقة تفاوضات إقليمية، على حد قوله.
الحكيم قال إنه لا سبيل أمام السياسيين والكتل السياسية إلا تجنيب العراق أي آثار محتملة للمعارك، إذ إن طبول الحرب حين تقرع يغيب العقل والمنطق، وهنا هدد زعيم تيار الحكمة بجر البلاد إلى أتون الحرب بقوله إن العراق لن يقف مكتوف الأيدي حينما يتعلق الأمر بمصالحه وأمنه.
رئيس تحالف الإصلاح انتقد العقوبات الأمريكية الأخيرة على طهران، محذرا من أن سياسة تصفير صادرات النفط الإيراني التي تبنتها واشنطن تعني الانتقال من سياسية الضغط إلى سياسة “الخنق” لايران وشعبها ومن ثم تبعات خطيرة وكارثية على المنطقة وعلى العراق بشكل خاص.
بدوره وعلى ذات النهج والمصطلحات نفسها، حذر نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون من أن التصعيد العسكري في المنطقة ودق طبول الحرب والتلويح بالمواجهة المصحوبة بفرض عقوبات اقتصادية منفردة من قبل واشنطن ضد من وصفها بـ “الجارة الجمهورية الإسلامية”، سيفرض تداعيات خطيرة على الشعبين الإيراني والعراقي من شأنها أن تدفع أمن واستقرار المنطقة إلى حافة الانهيار.
وكالعادة لا يملك أتباع إيران غير التصريحات العنترية، لنجد المالكي وهو يطلق سلسلة من التهديدات لواشنطن، مؤكدا أن سياسة التهديد باستخدام القوة والأسلحة الاستراتيجية وفرض الإرادة والهيمنة بالقوة التي تمارسها الولايات المتحدة ستؤدي إلى اندلاع دورة جديدة من العنف الشامل وعودة القتل والتدمير والخراب إلى المنطقة.
رئيس ائتلاف دولة القانون قال إن العراق لن يقبل بالعدوان على شعب إيران المسلم الرافض للانحناء والرضوخ والاستسلام، مشددا على أن الشعوب صاحبة الإرادة لايمكن أن تقهرها الأساطيل والبوارج الحربية.
