رفض رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم دعوة المالكي لتشكيل حكومة ألاغلبية السياسية وقال انها ستكون ضعيفة وهزيلة وتنهار في أي لحظة داعيا الكتل السياسية الى اجتماع للاتفاق على الفريق المنسجم والبرنامج الواضح لإدارة البلاد.
وقال الحكيم خلال احتفالية لمناسبة المبعث النبوي والإسراء والمعراج في بغداد الليلة الماضية بمشاركة جمع غفير من الفعاليات الشعبية في العاصمة ان شعار الاغلبية السياسية البسيطة قد يكون جيدا من الناحية الانتخابية لكنه ليس عمليا ولاتوجد له فرصة للنجاح في اشارة على اصرار رئيس الوزراء نوري المالكي تشكيل حكومة اغلبية سياسية برئاسته في ولاية ثالثة في الرئاسة.
وقال الحكيم ان على من يتبنى الاغلبية السياسية البسيطة ان يدرك ان هذا الشعار قد يكون جيدا من الناحية الانتخابية لكنه ليس عمليا ولا فرصة لنجاحه “ولذلك ادعو الى عدم اضاعة الوقت والعمل على الحلول الواقعية وتجنب الاخرى التي ستاخذ وقتا طويلا ولا تصل الى نتيجة فالاغلبية البسيطة لا تشكل حكومة العراق المقبلة وان تشكلت تحت اي ظرف فانها ستكون ضعيفة وهزيلة وقد تنهار في اي لحظة .
وزاد الحكيم “الاغلبية البسيطة لاتشكل حكومة العراق المقبلة وستكون ضعيفة وهزيلة وستنهار باي لحظة”. وقال “لقد وضعنا خارطة الطريق الصحيحة وسنعمل جاهدين مع القوى الوطنية في اطار التحالف الوطني (الشيعي) لمعالجة الاشكاليات للوصول الى الفريق الوزاري المنسجم” .
واشار الى ان العراق وطن المكونات المتعايشة ومن يحاول القفز على هذه الحقيقة فهو يتجاهل الخارطة السياسية العراقية .. وأكد ان التمثيل الحقيقي للمكونات هو الضمان الوحيد لانتاج حكومة شرعية للعراق واي محاولة لخلق تمثيل شكلي سوف لن تنجح لانها ستدفع الممثلين الحقيقيين للمكونات الوطنية العراقية الى اعلان عدم اعترافهم بهذه الحكومة وان اي حكومة لا تحظى باعتراف ممثلي المكونات الوطنية الحقيقيين لا يمكنها ان تدير شؤون البلاد .
دعوة القوى السياسية الى اجتماع
ودعا القوى الوطنية الى اجتماع لتدارس من اجل تدعيم الوحدة الوطنية وانتاج الفريق القوي المنسجم الذي يتطلع اليه ابناء الشعب. وأضاف “بدأنا نقترب من انتهاء فترة الطعون الانتخابية ونتمنى على المفوضية العليا للانتخابات ان تتسم بشفافية واستقلالية اكبر في معالجة الخروقات والتعامل مع الشكاوي والاعتراضات التي قدمتها القوى السياسية المتنافسة في هذه الانتخابات التي تميزت بانها الاولى بعد خروج القوات الاجنبية من البلاد”.
وقال “كنا نتمنى ان تتحول الانتخابات الى محطة نبرهن فيها للعالم اجمع ان العراق وشعوب الشرق الاوسط قادرة على تقديم انموذج ديمقراطي حقيقي يبتعد عن تاثيرات السلطة في العملية الانتخابية لكن للاسف لم تكن هذه بمستوى الطموح والمرحلة التاريخية التي يمر بها الوطن وسيقال عنها الكثير في المستقبل القريب”. واشار قائلا “لكن تمسكنا بالديمقراطية حتى وان كانت مخترقة دفعنا للتعامل مع النتائج غير المقنعة التي افرزتها هذه الانتخابات بصورة هادئة وقانونية لاننا اردنا ان نحافظ على المؤسسات الديمقراطية باي ثمن” .
واوضح الحكيم ان هذا التصرف المسؤول التزمت به اغلب القوى الوطنية التي لم تكن مقتنعة بالنتائج او طريقة اداء المفوضية والجميع ينتظر الان ان يحدد المجلس الاعلى وائتلاف المواطن بزعامته موقفه السياسي من عملية تشكيل الحكومة المقبلة .. وقال “نؤكد ان موقفنا السياسي محدد وواضح منذ البداية ويتركز على عدد من الثوابت الاساسية واولها ان التحالف الوطني يمثل السقف الذي تستظل به جميع القوى المنضوية في اطاره وهذا الامر يمثل ثابتا اساسيا لنا ونعمل على اعادة بنائه على اسس صحيحة وقواعد متينة ومؤسسته ليكون قادرا على حماية الحقوق وتثبيتها وتدعيم الوحدة والوطنية وترسيخها” .
وحذر الحكيم من ان “من يخرج عن التحالف الوطني فانه يخرج عن اجماع الساحة الاكبر ومن يخرج عن هذه ليس له مكان في الاجماع الوطني ومن ليس له مكان في الاجماع الوطني لا يمكن ان يحصل على موقعه المناسب في الحكومة المقبلة”. وشدد على ان ” التحالف الوطني هو الحاضنة الاساسية لاي حكومة المقبلة وهو الضامن الرئيس والوحيد لاي رئيس مقبل لمجلس الوزراء ولا توجد حواضن وضمانات اخرى ما وراء التحالف الوطني” .
وكانت المفوضية العليا للانتخابات قد أعلنت الخميس الماضي نتائج الانتخابات، حيث حصل ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي على المركز الاول بنيله 95 مقعداً، والمواطن الممثل للمجلس الاعلى الاسلامي برئاسة عمار الحكيم 31، والاحرار الصدرية 34، ومتحدون بزعامة رئيس البرلمان اسامة النجيفي للإصلاح على 23 مقعداً، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني 19، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني 19، والوطنية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي 21 مقعداً، والعربية بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك 10 مقاعد.