7 أبريل، 2024 5:44 ص
Search
Close this search box.

الحكومة لا يهتز لها رمش .. الإيرانيون الأكثر معاناة بين الشعوب عقب وقوع الزلازل !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

تحت عنوان “لماذا تعد زلازل إيران مدمرة لأقصى حد ؟”، أعدت مجلة (فوربس) الأميركية تقريراً حول أسباب معاناة الإيرانيين القصوى من الزلازل مقارنة بأي شعب آخر.

تقع إيران على عدة ألواح تكتونية، تسبب حوادث الزلازل بشكل متكرر، وهذا وارد وطبيعي في عدة بلدان حول العالم، إلا أن طبيعة النظام السياسي في إيران يفاقم الكارثة الإنسانية التي تعقب حادثة الزلزال، حيث إن الرقابة على وسائل الإعلام والتأخر الشديد في إرسال الحد الأدنى من الدعم وفرض جو أمني مشدد لقمع أي إشارة محتملة للاضطرابات هو وسيلة استجابة طهران لمثل هذه الكوارث الطبيعية.

ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، أمس الأول، أن زلزالاً بلغت قوته 7.3 ريختر هز عدة محافظات على طول الحدود الإيرانية العراقية، مما أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 530 شخصاً وأصابة أكثر من 8 آلاف شخص. وقد تم نقل عشرات الآلاف من المنازل والشقق إلى الأرض.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية، شبه الرسمية، نقلاً عن “فرهاد تاغاري”، عضو البرلمان الإيراني من بلدة “قصر شيرين” في غرب إيران التي عانت من أضرار جسيمة، إن الاحصاءات عن الحوادث تتجاوز تلك التي أعلنتها وسائل الإعلام.

مصاعب يواجهها منكوبي الزلزال..

قد تبع الزلزال المدمر 152 هزة أرضية قضت على الأخضر واليابس بالمدن الإيرانية، التي كان على رأسها مدينة “ساربول زهاب”، الواقعة على مقربة من الحدود العراقية، حيث ذكرت السلطات أن الزلزال غير الصورة الكاملة لهذه البلدة الفقيرة؛ ولا يوجد حتى الآن أي تقرير عن قرى كثيرة متضررة، ولم يتخذ مسؤولو النظام الإيراني أي إجراء سليم.

ويقول رئيس مكتب العلاقات العامة في مدينة “كرمانشاه”، أن 50 فى المئة من مدارس المقاطعة عانت من خسائر فادحة، وقال “نوسر” من “ساربول زهاب”، لعدة وسائل إعلامية إيرانية: “كل عائلتي المكونة من 20 شخصاً، من بينهم 15 طفلاً، يجلسون جميعاً في سياراتنا … الوقود قليل جداً. ولم تقدم الحكومة أي خيام أو كيروسين.. نحن نتجمد من البرد ولا يوجد طعام”.

وأشارت التقارير إلى أن حاكم بلدة “قصر شيرين” الحدودية الإيرانية؛ اشتكى من عدم توزيع خيام على ضحايا الزلزال. ويضيف “كبر أكباري”: “الطقس ليس جيداً والناس بحاجة إلى النوم في الخيام بسبب التوابع.. لكني لا أعرف لماذا لا يوجد أي تحرك من الهلال الأحمر”.

وتظهر التقارير أن حوالي 90٪ من المنازل السكنية في بلدة “ثلاث باباغاني”، عانت من تدمير بنسبة تتراوح بين 50 إلى 100٪.

وتفيد التقارير أن المستشفيات في جميع أنحاء غرب إيران غير قادرة على توفير الرعاية للعدد الكبير جداً من الإصابات، كما أن هناك نقصاً كبيراً في سيارات الإسعاف.

وأعربت زعيمة المعارضة الإيرانية “مريم رغوي”، عن خالص تعازيها لمواطنيها وطلبوا من الشباب المحليين “مساعدة الناس في المناطق المنكوبة ومساعدة المحتجزين تحت الحطام”.

تاريخ زلازل إيران وجمود الحكومة..

تشير المجلة الأميركية إلى أن إيران لديها تاريخ من الزلازل المدمرة، مع وجود نظام فشل في توفير الرعاية اللازمة، حيث أنه في 21 حزيران/يونيو 1990، أدى زلزال بالقرب من “بحر قزوين” في شمال إيران إلى مقتل أكثر من 50 ألفاً وإصابة 135 الف آخرين. وقد دمرت الهزة التي بلغت 7.7 ريختر عشرات الآلاف من المنازل التي شيدت في المنطقة.

وكان زلزالاً قد وقع في كاون أول/ديسمبر 2003، أستهدف حرفياً مدينة “بام” في مقاطعة “كرمان” بجنوب وسط إيران، أسفر عن مصرع عشرات الآلاف من الأشخاص. وقال النظام الإيراني أن 31 ألف شخص لقوا مصرعهم، بينما تحدت المعارضة هذه الإدعاءات من خلال الابلاغ عن خسائر مأساوية بلغت 70 ألف شخص، وكان هذا العدد وحده يؤلف أكثر من نصف سكان “بام”.

وقد قدم المجتمع الدولي ودول الخليج مساعدات لإيران تقدر بمئات الملايين من الدولارات، وأرسلت عشرات فرق الإغاثة، إلا أن التقارير أشارت إلى أن قوات الدولة الإيرانية تمنح الكثير من المساعدات مع إرسالها آلاف الجنود إلى المنطقة لمنع أي احتجاج محتمل.

في آب/أغسطس من عام 2012 ضرب زلزال مزدوج 6.2 و6.0 ريختر مقاطعة شمال شرق “أذربيغان” الشرقية، مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 3300 شخص. وأظهرت تقارير في ذلك الوقت أن قوات الأمن اعتقلت الشباب الذين يحاولون تقديم المساعدة لضحايا الزلزال، حيث تركز السلطات في إيران وقت الكوارث على عدم وصول المعلومات الحقيقية لوسائل الإعلام.

ويُعد المثير للاهتمام في طهران؛ هو كيف يخصص النظام الإيراني مليارات الدولارات للبرنامج النووي و”الباليستي” للصواريخ ولحملات القمع المحلية وإرسال الميليشيات والأسلحة إلى سوريا والعراق واليمن ولبنان، في حين إنه بلد يفشل في توفير الاحتياجات الأساسية لضحايا الزلزال، ناهيك عن عدم تعزيز المباني المعرضة للكوارث وعدم تزويدها بإمكانيات تساعد على التصدي لها حفاظاً على الأرواح.

  • الصور: نقلاً عن صحيفة “فوربس” الأميركية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب